د. باشيخ أسماء تتغلغل في الجامعة الجزائرية عبر اصدار جديد

مرجع سندي يجيب عن تساؤلات الباحثين والمشتغلين في القطاع

أجرى الحوار: نورالدين لعراجي

إبراز إيجابيات التعليم العالي بالجزائر وعوائقه

 تشتغل الدكتورة باشيخ أسماء، صاحبة مؤلف «الجامعة الجزائرية واقع وإصلاح» أستاذة بجامعة أدرار، بقسم العلوم الاجتماعية، وهي متحصّلة على شهادة التفوق العلمي سنة 2001 من الجامعة الافريقية بأدرار، حائزة على المرتبة الاولى، كما أنها متحصلة على دكتوراه في سوسيولوجيا التنظيم والعمل، إضافة الى العديد من الشهادات الأخرى، وسيكون إصدارها الجديد إضافة مهمة لتشريح واقع الجامعة الجزائرية وكيفية اصلاحها، وسيصدر من دار الاوطان، «الشعب» إلتقتها على عجل فكان هذا الحوار.
- « الشعب»: سيصدر لك كتاب عن الجامعة الجزائرية أي رسالة وأي أهداف يحملها هذا المشروع؟
 باشيخ أسماء: يحاول هذا الكتاب أن يكون اضافة في الحقل الأكاديمي المؤطر للمؤسسة الجامعية من حيث تاريخها وهيكلتها وأدوارها والواقع الاجتماعي والمهني والقانوني بها، اضافة الى أنه يحاول تشخيص الواقع الفعلي للأستاذ الجامعي من خلال دراسة ميدانية مرفقة بآخر فصول الكتاب إذن هو مرجع سندي يجيب عن تساؤلات الباحثين والمشتغلين في القطاع وكذا الراغبين في تبني مشاريع الاصلاح الفعلي ضمن ذات المجال.
- من منطلق بحثك الجديد أهم القضايا التي انشغلت عليها في هذا المؤلف الذي يعد سبقا ورسالة قوية للالتفات الى الجامعة الجزائرية في ظرف مهم من التحولات الكبرى في العالم؟
 حاولت في هذا المؤلف الاشتغال على عدة نقاط أهمها التأريخ للمؤسسة الجامعية (أثناء الاستعمار وبعده وآنيا، ابراز ايجابيات التعليم العالي بالجزائر وعوائقه. اعطاء وصف لأساليب التدريس بالمؤسسة الجامعية والترسانة القانونية بها. ثم التركيز على الأستاذ الجامعي في أدواره وظروفه الاجتماعية والمهنية. اضافة الى ابراز هفوات الأستاذ الجامعي التي من شأنه عرقلة أهداف المؤسسة الجامعية. وطبعا تقديم تحليل سوسيولوجي للجامعة كمؤسسة تنشيئية علمية وفكرية...
- هل تؤمنين حقا ان الجامعة هي غدنا الموعود في عالم أصبح لا يعترف إلا بالأقوياء؟
 نعم أؤمن بذلك بقوة فبرغم العثرات الكثيرة التي تحيط بالجامعة، إلا أن ذلك لا يشكك في أدوارها الفاعلة في تأطير شريحة الشباب والباحثين، وكذا في الرعاية العلمية المتخصّصة وفي بث الوعي والفكر، فالاشكالية ليست في الجامعة كقطب وإنما في الفاعلين بها الذين هم بحاجة الى اعادة النظر في أدوارهم وسلوكاتهم وجديتهم والتزامهم.
- كيف تقيّمين مسيرة البحث العلمي في الجامعة الجزائرية في كل مجالاته النظرية والتطبيقية؟
 البحث العلمي في الجامعة الجزائرية موجود في صورته الشكلية لا غير، ليبقى المحتوى بعيد كل البعد عن عمق التساؤلات الواقعية والاجتماعية، لأن وظيفة البحث أساسا هي خدمة المجتمع فكريا واقتصاديا وقانونيا وعلميا، وان كان عاجزا عن ذلك فلا حديث عن أي بحث بالمطلق، إذن الشيء الموجود في الجامعة هو مجرد أموال تأخذ لقاء وحدات البحث وفرق البحث،   إلا أنها لا تقدم شيئا سوى رصّ لبعض الأفكار التي اسهتلكت في المراجع دون أي فائدة عملية منها، ناهيك على أنه لا توجد  من الأصل أي جسور فعلية تعمل في اطار السعي على تطبيق نتائج البحوث وتبنيها.
- أين هم دكاترة الجامعات من حياة الفكر والثقافة وأين دورهم في مجتمع يتهاوى أمام ضربات التحوّلات الكبرى في مجتمع بدا يتهالك وشبابه يتوّجهون بقوة نحو الانحدار، أين أساتذة علم الاجتماع والنفس  والتاريخ والأدب، وأين العلماء الذين تخرجوا من جامعات الجزائر؟
 هم في قوقعتهم لا غير لم نعد نجد ذلك النموذج من الأستاذ المنشغل بحق بقضايا مجتمعة وتخصصه والفكر عموما (إلا من رحم ربي) فقد ذهبوا مع مالك ابن نبي والمرنيسي وغيرهم كثير، الدكتور أو الأستاذ الآن ماهو إلا ملقن أجبرته وظيفته على تبليغ معلومات تخصصه بشكل جيد أو رديء ليخرج من المدرج نحو بيته ليعارك الحياة الروتينية، فالأستاذ عاجز حتى على اتمام أعماله وأبحاثه الخاصة، فكيف ننتظر منه حمل هم الفكر والمجتمع و.. هذا مع أسف كبير.
- وهل كتابك رسالة موّجهة الى الوصاية لتدارك الوضع؟
 نعم عن نفسي أرى أن شخصية الوزير تبث فينا التفاؤل بها لكونها شخصية أكاديمية أساسا وعرفت المدرجات والمؤسسات الجامعية قبل دخولها للوزارة مما شكل له رصيد ممارساتي مكنه من اعادة هيكلتها، خاصة في الجانب القانوني بما يخدم الوضع القادم، إلا أننا عبثا نعلق فشل الجامعة على القمة فقط الكل مشارك والكل من شأنه، إما أن يرفعها الى الأفق الأعلى أو أن ينزلها الى الدرك الأسفل، المسؤولية جماعية شئنا أم لم نشأ، أما عن كتابي فهو رسالة لكل من يحمل هم الجامعة دون استثناء، وفيما يخص الوزارة يمكن أن يُعتمد كمرجع عملي يبرز خبايا الواقع، مما يمكنهم من القاء الضوء على النقاط الايجابية لتثمينها والنقاط السلبية لتطويقها ودرأها نهائيا، هو كتاب أردت منه أن يكون بوصلة ارشاد لكل مصلح سواء وزاريا أو على مستويات القاعدة.
- هل لنا بكلمة أخيرة لرفاق دربك في الجامعات الجزائرية؟
 أقول لرفاق دربي أرجو منكم يا دكاترة أن تجعلوا أدواركم رسالة لا وظيفة مرتزقة، ناقشوا، حللوا، أنتجوا، فكروا وأطروا، لا تجعلونا نتسوّل الأفكار كما نتسوّل الطعام، ونحن عدد دكاترتنا في تزايد اجعلوه مزيدا نوعيا لا كميا فحسب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024