الباحث بالمركز الوطنـي لعصـور ما قبل التاريخ بن غالية لـ«الشعب» :

الشعـر الأمازيغـي قاطـرة الأدب

خنشلة : سكندر لحجازي

دعا، معتز بالله بن غالية، باحث دكتوراه بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ، صباح أمس، بمناسبة يوم الشعر الأمازيغي، طلبة كليات الآداب عبر جامعات الوطن، إلى الاهتمام بالشعر الأمازيغي دراسة ونقدا وتحليلا، وفقا لمقاربات حديثة وعصرية مبنية على أسس علمية بما سيساهم في ترقية الأدب الأمازيغي ككل، وإيجاد السبل لتدوين الشعر الأمازيغي المبني على الشفاهة التي كانت السبب وراء ضياع جزء هام من هذا الجنس الأدبي.
أوضح، معتز بالله في هذا الإطار في ل»الشعب»، أن الأدب الامازيغي، يشمل الشعر، القصة ،الأسطورة الخرافة، المثل والغز، والشعر هو القاطرة التي تجر هذه الأجناس الأدبية بحيث كان له النصيب الأوفر من الإنتاج عبر آلاف السنين لما للشاعر الأمازيغي من مكانة متميزة داخل المجتمع.
وأضاف، أن هذه الأجناس الأدبية بما فيها الشعر الأمازيغي، بقيت رهينة الشفوية لمدة آلاف السنين، ولم تدون على الرغم من امتلاك الأمازيغية لأبجدية خاصة بها والمتمثلة في التيفيناغ، الذي لم يفد الكثير في تدوينها لكون الشفهية غلبت على حياة المجتمعات الأمازيغية والتي تعد من الأسباب الرئيسية لعدم تدوين هذا التراث اللامادي الشفوي.
وأشار الدكتور بن غالية، لوجود محاولات لتدوين الشعر الأمازيغي، إبان مرحلة الاستعمار الفرنسي، بمنطقة القبائل، على يد دارسين كولونياليين من أمثال «رونيه باسي،René basset « الذي قام بجمع أشعار موحند اومحند، والشيخ محمد الحوسين، إلى جانب محاولات لكتاب جزائريين مثل مولود معمري ومولود فرعون، لتدوين هذا التراث الأمازيغي الزخم، والذي ضاع منه الجزء الأكبر لغياب التدوين لاسيما في منطقة الاوراس.

بروز طبقة تنظم الشعر بالأمازيغية جديرة بالنقد والتوجيه

وذكر محدثنا في هذا الصدد، بأن هناك ظاهرة أدبية صحية جديرة بالاهتمام والمتابعة، طفت مع بداية تسعينيات القرن الماضين، والمتمثلة في بروز أقلام جديدة تنظم الشعر بالأمازيغية، منهم الشعراء بشير عجرود من خنشلة وعبد الله خالفة من باتنة، وربيعة دريدي، ينظمون الشعر بالأمازيغية ويدونونه، ما يعد تأسيسا لمرحلة التدوين في المشهد الأدبي الأمازيغي.
والملاحظ حسب الدكتور، أن هؤلاء الشعراء يغرفون من معين الآداب العالمية من حيث التوظيف للمعاني الإنسانية الكونية وتفاعلها مع قضايا الأمة والوطن، وذلك على الرغم من انعدام مثال مرجعي في نظم الشعر الأمازيغي، ما يستلزم مرافقة هؤلاء نقدا وتوجيها وتشجيعا، فصعوبة الإبداع هنا تكمن، في البحث الإضافي وتوظيف المفردات فهذا ينظم بالحرف العربي والآخر باللاتيني وآخر بالتيفيناغ، ما يعد عقبة حقيقة لهؤلاء الذين يبذلون الكثير من الجهد لتدوين ما يشعرون به.
ومن أجل تطوير هذا الجنس الأدبي، أكد بن غالية أن ذلك مرهون بتطوير اللغة الأمازيغية وتنميطها حتى تكون مفهومة لدى عامة الجزائريين، لتساعد بذلك بقدر كبير هؤلاء الشعراء، في إبداعهم من جهة، وتكون سندا في تدوين ما هو متناقل شفهيا كتراث لامادي أمازيغي عن المجتمعات الأمازيغية ذات التقاليد الشفوية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024