تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة راعي الإبداع الثقافي

مهرجان ناجح بشهادة المشاركين شخصت فيه نقائص المسرح العربي

مستغانم: أم الخير- س.

الجائزة الكبرى للمهرجان تعود لمسرحية خريف للمغرب و الأيقونة لحاتم السيد

أسدل الستار على تظاهرة مهرجان المسرح العربي، ليلة أمس الأول، على ركح مسرح “ريما” بدار الثقافة “عبد الرحمن كاكي” بمستغانم، حيث حضر حفل الاختتام وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بمعية عبد القادر والي وزير الموارد المائية وكل من والي مستغانم ووهران ووفد من السلك الدبلوماسي و أعضاء الهيئة العربية للمسرح إلى جانب أكثر من 500 فنان مسرحي من مختلف الدول العربية الشقيقة وترسانة من الصحفيين من ممثلي مختلف الوسائل الإعلامية.

« الشعب” حضرت حفل الاختتام الذي كان بمثابة حوصلة لتقييم واقع المسرح العربي، خلال فترة 10 أيام من الفعاليات الفكرية والفنية و العلمية المتنوعة بلغت ذروتها، خلال هذه الدورة المميزة المنظمة بالجزائر والتي أجمع المشاركون فيها أنها دورة ناجحة بامتياز و أعطت التظاهرة بُعدها وقيمتها الحقيقية، لتكون الجزائر حاضنة العلم والثقافة وللفنون وجامعة للعرب على مدار عشرة أيام متواصلة بين مدينتي وهران و مستغانم على أن يسلم مشعل المهرجان للشقيقة تونس في الدورة المقبلة.
المغرب يفتك الجائزة الكبرى ويحصد جوائز البحث العلمي
أعلن ليلة اختتام مهرجان المسرح العربي، بمستغانم، عن العروض المسرحية المتألقة والمتميزة التي نالت جوائز الهيئة العربية للمسرح بعد سلسلة من التصفيات المحلية والعربية، حيث تأهلت  ثماني عروض مسرحية للتصفيات النهائية من أصل 33 عرضا، من بينها مسرحية “الثلث الخالي”  للمسرح الجهوي للعلمة و مسرحية “يا رب” العراقية التي أثارت جدلا محليا وعربيا بفعل كسرها للمقدسات الدينية، ومسرحية خريف لمسرح “أنفاس المغرب “ التي افتكت الجائزة الكبرى للهيئة العربية للمسرح- جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة و رئيس الهيئة المقدرة بمبلغ 25 ألف دولار.
في وقت راحت فيه الجائزة الأولى لنجوم التمثيل لمهرجان المسرح الجامعي مناصفة بين الفرقة المسرحية لجامعة مستغانم عن مسرحية “بيت برنار ألبا” و فرقة جامعة سكيكدة عن مسرحية “صرخة ألم”، ونالت مسرحية “نهاية العرض” للفرقة المسرحية لجامعة بلعباس الجائزة الثالثة لنجوم التمثيل وجائزة رابعة لفرقة الوادي عن مسرحية “الخادمتان”، كما تم تسليم أيقونة الهيئة العربية للمسرح للفنان المسرحي القدير حاتم السيد الذي ثمن بالمناسبة جهود السلطات الجزائرية التي سهرت على راحة المشاركين وسخرت إمكانات رفيعة لإنجاح الدورة.
خصصت الهيئة العربية للمسرح عدة جوائز لمختلف المجالات المسرحية و محاور المهرجان التي تناولت مسابقات فكرية و أدبية، ففي التأليف المسرحي للصغار عادت الجائزة الثانية للجزائرية كنزة مباركي والثانية مكرر للسوري مصطفى عبد الفتاح يليهما الجزائري دحو فروج من المسرح الجهوي لمعسكر من أصل أربع جوائز حجبت منها الجائزة الأولى للتأليف المسرحي للصغار و راحت الجائزة الأولى في التأليف المسرحي للكبار للكاتب الأردني هزاع البراري، أما بالنسبة لجوائز البحث العلمي فقد خصصت الهيئة العربية للمسرح ثلاث جوائز حصدها ثلاث أكاديميون من المغرب، كما عمدت الهيئة العربية للمسرح إلى تكريم جميع الفرق المشاركة والمتنافسة و تكريم الفرق المسرحية لعروض المسار الثالث التي أدرجت بدورها لأول مرة في المهرجان.
مسرحية “خريف” المتوّجة بالجائزة الكبرى للمهرجان
أكد يوسف العذابي، رئيس لجنة تحكيم المهرجان، أن نضج المسرح العربي برز من خلال العروض الثمانية التي تميزت و تأهلت للتصفيات النهائية، موضحا ان معايير عدة استوقفت اللجنة لدى تقييم مسرحية خريف لفرقة أنفاس المغرب، منها اكتناز النص بلغة إنسانية إبداعية لها قوام عالمية، علاوة عن تقديم عرض “مسرحية خريف “ لرؤية ابداعية و بلاغية بالغة وتوفره على عناصر العرض في نسيج مترابط، حيث تروي مسرحية “خريف” للكاتبة المغربية فاطمة هواري معاناة امرأة مع السرطان و تسلط الضوء على يومياتها الهشة و المحمومة ومقاومتها لفكرة الموت.
 لجنة تحكيم المهرجان تشخّص النقائص وترفع توصيات
أشاد أعضاء لجنة تحكيم المهرجان العربي للمسرح بالأجواء و الظروف المحكمة التنظيم التي طبعت الدورة التاسعة للمهرجان وكذا الجهود التي أتت بذلك و الإمكانيات المادية و البشرية التي سخرت لقاء إنجاح التظاهرة المنظمة و الممولة من طرف الهيئة العربية للمسرح.
عبرت اللجنة عن تقديرها للاهتمام الملموس من طرف الدولة الجزائرية لتطوير المسرح المدرسي و المسرح الجامعي، كما كشفت لجنة التحكيم لدى متابعتها وتقييمها لعروض المهرجان عن ملاحظاتها مشخصة بذلك واقع المسرح العربي عموما، فبالنبسة لرئيس اللجنة يوسف عذابي، فإن العروض المسرحية للدورة التاسعة للمهرجان أبرزت صورا ايجابية للمسرح العربي تعكس نضجه من خلال المستوى الرفيع من الأداء و الاشتغال على الأدوار، خاصة من حيث تطور عمل السينوغرافيين العرب و التعاون بين الفنانين و التقنيين الذي يولد، بحسبه، بيئة ملائمة للإبداع و العمل.
 كما حذر يوسف العذابي من الاستخدام المفرط والعشوائي للتكنولوجيا الذي يقلص من المساحة الإبداعية للفنان، داعيا في نفس الوقت إلى ترشيد توظيف التقنيات التكنولوجية في العروض والاهتمام أكثر بالفنان المسرحي، أكثر من ذلك دعا يوسف عذابي إلى معالجة العيوب الصوتية للفنانين و الاهتمام باللغة العربية الفصحى، كون كثرة الأخطاء اللغوية تهدد اللغة الأم وذلك ما يتنافى مع أهداف الهيئة في تنظيم تظاهرة ضخمة بمثل مهرجان المسرح العربي.
إلى جانب التوصيات المتعلقة باعتماد الموضوعية وتحري الدقة في اختيار العروض المنتقاة في الطبعات المقبلة

للمهرجان، انتقد يوسف عذابي الاعتماد على النكت السخيفة التي تفقد المسرح رقيه، مؤكدا أنه هناك قصور في المعالجة الدرامية وتقزيم للنصوص المسرحية فكريا و لغويا و دراميا، إلى ذلك أوصت لجنة تحكيم المهرجان أيضا بمراجعة شروط  المشاركة في مسابقاته و إفراد جائزة لأفضل عمل مسرحي شاب على هامش الطبعات المقبلة بحكم القدرات المسرحية الشابة التي تألقت و برزت بقوة خلال فعاليات هذه الدورة.
حضور في دورة المهرجان العربي للمسرح القادمة
أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن الدورة التاسعة للمهرجان كانت ناجحة بامتياز و ذلك بشهادة المشاركين و الهيئة العربية للمسرح، و ذلك بفعل تنظيم التظاهرة في جو من الحرية الفكرية و السجالات النقدية التي يحتاج إليها الفعل المسرحي، مؤكدا أن نجاح التظاهرة هو نجاح للثقافة العربية عموما خاصة في الظرف الصعب الذي تمر به المجتمعات العربية على الصعيدين الاجتماعي والثقافي أكثر من التحولات السياسية، وأوضح ميهوبي أن المثقف العربي هو ضمير الأمة ونبضها في زخم من المتغيرات تفرض أن تلعب الثقافة دورها كاملا.
أضاف عز الدين ميهوبي أن نجاح المهرجان سيستفيد منه كلا الطرفين العربي و الجزائري على أن يكون المسرح الجزائري مستقبلا حاضرا في فعاليات الهيئة العربية للمسرح سواء من خلال دورات التكوين أو المشاركة الدائمة للفرق الجزائرية بفعاليات المهرجان العربي للمسرح خلاف الدورات السابقة، كما ستحدد الاتفاقات في هذا الشأن لاحقا بحسب عز الدين ميهوبي الذي أبرز الإمكانيات الكبيرة للمسرح الجزائري سواء من حيث الاهتمام و العناية بالمسرح المدرسي و المسرح الجامعي و المواهب المكتشفة خلال الدورات التكوينية والندوات الفكرية.
مستغانم عاصمة للمسرح الجزائري في مارس الداخل
أكد عز الدين ميهوبي أن تظاهرة “مستغانم عاصمة المسرح الجزائري” ستكون بمثابة تكريم لمدينة الفن والفنانين التي قدمت الكثير لمسرح الهواة الذي تمر على تأسيسه 50 سنة، و تم بحسب وزير الثقافة، ضبط برنامج ثري يستمر مدة سنة، بداية من مارس المقبل، تشارك فيه كل المسارح والجمعيات و المخابر الجامعية المعنية بالمسرح.
في شأن آخر، قال عز الدين ميهوبي، أنه لا بد من تفهم موقف الوزارة من تخفيض ميزانية المسارح، لأن الوزارة دخلت في مرحلة إصلاح المنظومة الثقافية من حيث إصلاح مضامين و آليات التسيير، مشيرا انه هناك تقدم في مراجعة بعض القوانين عن طريق الحوار و التشاور وجمع اقتراحات الفاعلين داخل المسارح.
 أكد ميهوبي أن الطريقة التي تسيّر بها المسارح لا تخدم المسرح خاصة العمومي، مضيفا أن وزارة الثقافة تفكر في وضع دفتر شروط ينطبق على كل المسارح الوطنية بشكل يحافظ على طابع الخدمة العمومية للمؤسسة، لكن يسمح للمسرح بالبحث عن مصادر لتمويل إضافي ونظامي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024