توصيات في اختتام مهرجان المسرح العربي

وهـــــــــــــران تـــــــــــــودّع ضيوفهـــــــــــــا العـــــــــــــرب بصـــــــــــــورة مشرّفـــــــــــــة للجزائـــــــــــــر

وهران: براهمية مسعودة

ودّعت وهران، صبيحة أمس الجمعة، ضيوفها المشاركين في  مهرجان المسرح العربي، حاملين بين جنباتهم صورة راقية عن الجزائر التي رافقت نجاح استراتيجيات الهيئة العربية للمسرح، لإيمانها القوّي بالدور الحيوي للثقافة عامّة والتواصل العربي.

التظاهرة الكبيرة التي غطتها “الشعب” من كل الزوايا بالباهية ومستغانم، جمعت حقائبها بعد تسعة أيام من العروض والمسابقات والندوات الفكرية والنقاشات المثمرة، في أجمل مراكبها، مراكب دموع وبسمة السعادة وشعور الرضا، وسط  حضور غير مسبوق لصنّاع المسرح العربي ومبدعيه في أضخم و أوسع برنامج عمل يشهده المهرجان منذ انطلاقته بالقاهرة عام 2009، ليحط  الرحال في دورتها التاسعة في الجزائر  بالتحديد في ولايتي وهران ومستغانم برعاية سامية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
الدكتور عقيل مهدي يوسف، من العراق:  “سعيد بزيارة وهران”    
 تلك المشاعر عبّر عنها رواد المسرح العربي، أمثال الدكتور عقيل مهدي يوسف من العراق، عميد سابق لكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، الذي عبّر عن سعادته لزيارة وهران وإنبهاره  بجمالها ورونقها، وذلك خلال لقاء جمعه بـ “الشعب” بفندق الميريدان.
قال الفنان المخرج عقيل: “أن الباهية، تتميّز عن غيرها في كونها   تجمع كل الحضارات في صورة عصرية بنظرة استشرافية، تحمل في نبضها مشروعنا الثقافي والحضاري والإنساني وتستجيب لتطلعاتنا حضاريا وفنيا ومسرحيا. وأن مهرجان المسرح العربي، عامل توحيد وتنوير، يساهم في جمع شتاتنا السياسي والاجتماعي، ويضع لنا خارطة طريق رائعة للنهوض بالمسرح بشكل خاص وبالثقافة العربية وحياتنا الفكرية.”
الكاتب الفلسطيني تحسين يقين: رسالة للشعب الجزائري
بدوره، الكاتب الفلسطيني والإعلامي، تحسين يقين ألّح على تقديم رسالة يدعو فيها المجتمع الجزائري ولا سيما الشباب منهم إلى ضرورة الحفاظ على دولتهم والتمسّك بها، معتبرا ما حققته الجزائر كدولة فتية في مختلف المجالات وما بلغته من نضج سياسي، انجازا يمنح الأمل في الغد ومثالا يستحق التثمين.
قال تحسين لـ “الشعب”:  “وأنا أتجوّل بين المثقفين العرب والفنانين المشاركين في مهرجان المسرح العربي في الجزائر، رأيت اليمني يحدث السعودي، والسوري يناقش العراقي، والمغربي يحدث بود الجزائري، في أسرة واحدة، مندمجين معا في هموم واهتمامات واحدة، جعلتني أتسائل بحزن عن سرّ الخلافات  وجدواها، فلم أر لها أي مبرر.”
ثم تابع تحسين :« هكذا يصبح فعلهم الثقافي متحّدا، رافعة للفعل القومي سياسيا واقتصاديا، ورافعة للفعل القطري أيضا؛ لما للثقافة من دور في التأسيس لمجتمع مدني يحترم التعددية والتنوع، ولعل من أهم أدوار الفعل الثقافي وطنيا وقوميا هو ضمان عملية النمو والارتقاء، وبعث الأمل في تحقيق المزيد من الأهداف.”
الدكتور عزوز بنعمر: “آلية جديدة  لمديري ومنسقي المهرجانات”
 أما الدكتور عزوز بنعمر من قسم الفنون بجامعة وهران، فقد سجّل مجموعة من الملاحظات، تخصّ أساسا مستوى العروض، حيث يرى أن المسرحيات المعروضة على الهامش، كانت أحسن من الناحية التقنية والفنية من العروض داخل المسابقة.
كما اعتبر بنعمر أنّ  سحر المسرح يكمن على المباشرة في التلقي، داعيا في هذا الإطار إلى وضع آلية جديدة  لمديري ومنسقي المهرجانات العربية، تسمح لهم  بمشاهدة هذه العروض على المباشر ، ومن ثمّة يقرّروا ما إذا كانت في مستوى أن  تشارك في مهرجان بهذه القيمة وبهذا المستوى.
عبد الناصر خلاف: التواصل بين المهرجانات
يرى الناقد المسرحي عبد الناصر خلاّف لـ “الشعب”: “أنّ “التنسيق والتواصل بين المهرجانات، حلم الهيئة العربية للمسرح وحلم المسرحيين أولا داخل الدولة ذاته ومن ثمة على مستوى الوطن العربي.
 على ضوء ذلك اقترح خلاّف، إنشاء نواة أو منسّق داخل كل دولة، على أن يتم تنصيبه بالإجماع وتوافق فكري يرسم خارطة الطريق، بعد تبني منهجية منضبطة وموضوعية، تحترم كل الرؤى والأفكار.
كما دعا إلى تسليط الضوء على الكثير من المهرجانات التي ماتت رغم أنها ما زالت راسخة بالذاكرة المسرحية العربية على حد تعبيره، انطلاقا من البحث عن الأسباب الحقيقية.
ملتقى المهرجانات الضيفة يطالب بشبكة عربية مختصة
أكّد الملتقى الخاص بالمهرجانات الضيفة الذي ألّح على التعاون والتوأمة بين المهرجانات العربية والتواصل داخل بريد إلكتروني واحد لكل المهرجانات العربية، مع التركيز على وضع شبكة عربية مختصة في المسرح.
كما دعا المشاركون إلى تأسيس قاعدة بيانات بالنسبة للاتصال،  مع وضع مجلة الكترونية موحّدة، تجمع برعاية الهيئة العربية للمسرح أفكار وانشغالات وطموحات المثقفين المسرحين.
كما دعت الفرق المشاركة، المهرجانات العربية إلى الخروج من لقائها التنشيط والتلاقي إلى التسيير بمفهوم الماركتينج، مؤكّدين على ضرورة البحث عن آليات لكيفية تسويق العروض المسرحية عبر كافة الدول العربية، لاسيما وأنّه بعد الإعلان عن نتائج المسابقات في مختلف المهرجانات، لا يوجد هناك حدث معين، بحسب هؤلاء.
استمارة شبكة المهرجانات العربية تسجّل أكثر من 110 مهرجان عربي
أطلقت هيئة المسرح العربي منذ عامين ما يسمى باستمارة شبكة المهرجانات العربية، وهي استمارة تحمل اسم المهرجان واسم المدير وموعد انعقاد المهرجان وغيرها من المعلومات الأخرى هذا  ما أشار إليه الأديب الفنان غنام غنام،  عضو مؤسس في الهيئة العربية للمسرح، لافتا إلى أنّه في إطار هذا النظام الالكتروني والذي يدخل في إثراء البيانات الأولية والتصنيف الفني والمعرفي، تم تسجيل 110 مهرجانات عربية في مدة لا تتعد الـ 6 أشهر.
كما قال غنّام متحدّثا عن المهرجانات المستقلّة أنّها “تخضع لتصنيف إداري آخر ومن الواجب احترامها”، موضّحا أنّ  “المهرجانات التي تعتقد أنّها مستقبلة هي ليست مستقلة عن المؤسسة الرسمية، كونها تعتمد على دعم المؤسسة الرسمية بشكل أو بآخر إلا أنّه لا يجب أن ينظر إليها كمهرجان تتبناه الدولة محليّا أو عربيا أو دوليا”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024