الفنانة التشكيلية فراح لادي، لـ«الشعب»:

الزجـاج وحـده يعكس الجمــال الفنـي الـذي أتـوق إليــه

حاورتها: حبيبة غريب

تستقي ألهامها من كل ما هو جميل، من موجة بحر، من وردة عطرة، من شفافية الزجاج وبريق الضوء، وأيضا من الحكم المعبرة والكلمة الراقية، لتصنع لوحات رائعة، تعتمد مادة الزجاج أرضية لها، إنها الفنانة التشكيلية فراح رادي، الذي تكشف لنا من خلال هذا الحوار، حكايتها مع الألوان والفن وكذا الحكم والامتثال والبوقالات وحبها الكبير واهتمامها بالأدب الشعبي الشفوي.
-الشعب: من هي فرح لادي وما قصتها مع الفن التشكيلي؟
 فرح لادي: فنانة تشكيلية جزائرية عصامية، بدأت عملي الفني في سنة ٢٠٠٨ خريجة المدرسة العليا لعلوم البحر وتهيئة السواحل شعبة بيئة بحرية رب صدفة خير من ألف ميعاد، هكذا كانت حكايتي مع الزجاج، إلا أنني طورت موهبتي ولا أزال أبحث في فن الزجاج لمحاولة منح الزائر لمعارضي الأفضل والأرقى هي هبة من عند الله.
- تختصين في مجال معين من الفن التشكيلي يمزج بين رقة الزجاج وروعة الألوان، كيف جاء هذا الميول؟
 فن الزجاج قديم جديد، الخطاطون العرب ببابل القديمة هم أول من استعمل تقنية الرسم تحت الزجاج٠ حاليا، هي تقنية عالمية خاصة وأن هذه المادة أي الزجاج هي مادة بناء عصرية بدون منازع٠
ميولي إلى الزجاج تقني ثم جمالي لأن ورقة الزجاج لها جهتين أو وجهين فأنا أعمل تحت وفوق الزجاج وأستفيد من شفافية هذا الأخير عكس الورق أو القماش الفني، الجمال اللوني الذي أتحصل عليه وحده الزجاج كفيل بعكسه٠
علمت مؤخرا أنه قديما في القصبة وفي المدية كنا نستعمل تقنية الرسم العكسي للزجاج أو الرسم تحت الزجاج مما زاد في تعلقي بهذه التقنية الصعبة نوعا ما٠
- ما هو رأيك في واقع الفن التشكيلي اليوم في الجزائر؟
الفن التشكيلي في ازدهار متواصل، وأنا جد فخورة عندما أرى هذا الكم الهائل من المعارض الفنية هنا وهناك طوال السنة٠ أتمنى المزيد من التشجيع بكل أنواعه والالتحام الصادق والبناء بين كل لفنانين.
-تهتمين أيضا بكل ما له صلة بالأدب الشفوي الشعبي، وكانت لك مشاركة في لقاءات تدور حول البوقالة والحكاية وغيره لماذا هذا الاهتمام؟
 الفنان شاهد عصره قد يحكي بريشته زمانه لكن بالنسبة لي شغفي وحبي للأدب جعلا رسالتي الفنية أكبر وأبعد أعمل منذ أكثر من 4 سنوات على التراث المادي واللامادي للجزائر ضمن مجموعة لوحاتي  سميتها٬ الجزائر المتعددة، تنوع أوحد أصاحب لوحاتي بقرءآت شعرية تارة وبتراث مستمد من أمي و جدتي رحمهما الله، في فن الحكاية والبوقالة والأمثال الشعبية٠ أحاول في كل مرة أن أجعل من المعرض بيتا جزائريا حميميا للزائرين.
- إن هذا الجانب من التراث اللامادي في حاجة ماسة إلى الحفاظ عليه ماذا يمكن أن يعمل في هذا الصدد؟
 بكل بساطة أن نحكيه وتدوينه شئ جميل لكنه سيبقى حبرا على ورق بدون روح، علينا أن نحكيه بأمانة حتى ينطبع في الأفئدة ويرسخ في العقول لأنه يحمل دروس حياة صالحة لكل زمن ومكان.
- هي مشاريعك الفنية القادمة؟
 أحاول في كل مرة أن أقدم معرضا تحسيسيا حول موضوع يخص مجتمعنا الجزائري، ليس سهلا عمل مجموعة كاملة حول موضوع واحد لأن عنصر الإلهام يترك مكانه للكثير من التفكير والتنسيق غير أنني سأواصل إن شاء الله في عملي التحسيسي لما رأيته من تجاوب بناء للزائرين لكل معارضيأعمل  الآن للتحسس حول شريحة مهمشة في كل المجتمعات وخاصة عندنا بالجزائر، الحصرية لكم قريبا٠
*وما هو رأيك حول المعارض الفنية المنظمة بالجزائر وما الفرق بينها وبين تلك المقدمة في الخارج؟
**المعارض في الجزائر لا تقل جمالا، كثرة ولا نوعية من التي تقام في بلدان أخرى وهذا بشهادة الكثيرين، الفرق الوحيد هو فيما يسمى بسوق الفن التجاري الذي سيظهر بالجزائر لأنه حتمية أكيدة، أتمنى أن تعود بالفائدة لكل الفنانين التشكيلين جملة وعلى بلدنا الحبيب الجزائر.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024