قبل انطلاق مهرجان الفيلم الشرقي بسويسرا

الروائيــة مستغـانمي تـــترأس دورة الحرية والإبــداع

نورا لدين لعراجي

اعتبرت صاحبة الثلاثية، الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي أن مضمون الحرية متعلق بالإبداع ولا يحد بينهما أي خيط أو فاصل ولا أي مانع، باعتبار المبدع يسبح دوما في سماء الخيال تاركا مخيلته وفكره دون قيد، كما هي الحرية في وصفها، لذلك عبرت عن قولها بأن «المبدعين العرب يهاجرون بكثافة بحثا عن أرض للحرية، باعتبارها شقيقة الإبداع، وبأنها السماء التي لا يمكن للمبدع أن يحلق  من دونها».
مستغانمي التي بدت سعيدة من خلال تجربتها الأدبية خارج جغرافيا الوطن الأم، اعتبرت أن المسيرة الأدبية في هذا المنحى لها قيمتها وجماليتها، عن طريق تحويل تلك الفسحة أو الفضاء التي تمنحه السماء إلى مصدر رحمة، وبذلك تكون قد منحت جزءا كبيرا ومهما من تجربتها الروائية في ترسيخ الاغتراب وغربة النص عن أرضه الأم .
ولأن الروائية مستغانمي تعد من بين أهم الأصوات الأدبية خلال العشريتين الأخيرتين، خاصة بعد تجربتها الثلاثية «ذاكرة الجسد»، «فوضى الحواس»، «عابر سرير» استطاعت أن تلج قلوب الملايين من القراء لتضيف إلى تجربتها «الأسود يليق بك» فازداد عدد محبيها ومعجبيها، مما جعل دور النشر العربية والغربية في رحلة بحث عن السبق لإصدار وطبع مخطوطاتها والدخول في تجربة الأعمال المتميزة والأكثر مبيعا في العالم .
 وقد وصل رقم مبيعاتها إلى سبعة ملايين نسخة، ضف إلى ترجمتها إلى لغات العالم الأخرى وتحويل هذه الأعمال إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية خلقت جمهورا كبيرا من المشاهدين
هذه الإضافات والمكتسبات التي حققتها أحلام مستغانمي على مستوى الحضور الإبداعي كانت أيضا عاملا في اعتماد أعمالها كمراجع تاريخية لما تناولته من حقب وفترات من تاريخ الجزائر الوطني والنضالي.
 هذا الحضور بوأها مكانة هامة في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية وغيرها، وهاهي إدارة المهرجان الدولي للفيلم الشرقي في جنيف بسويسرا يختارها للرئاسة الشرفية للدورة الـ11 لهذا الموعد الثقافي السينمائي المميز في الفترة من 11 أفريل إلى 17 من الشهر نفسه.
وبما أن المهرجان سيحتفي ويخلد الحرية بمختلف أشكالها، كان اختيار مستغانمي لتكون أكثر الأصوات حرية في العالم العربي والإسلامي.
التظاهرة وهي تؤسس لحوار الحضارات والتبادل الثقافي بين الشرق والغرب، تحرص أيضا على إبراز هذا التنوع من أوجهه الكبيرة وعن طريق الأفلام التي تفكك مجتمعات وتسلط الضوء على خفايا الظواهر التي يعرفها الشرق وغير مكتشفة في الغرب .
 ضف لي أن مسألتها الإبداعية وحريتها في كسر طابوهات العجز الأدبي، منح لها أن تكون أكثر شهرة وإثارة، خاصة ما تعلق بتناول مواضيع المقدس والجنس وغيرها، فقد ظلت صاحبة «الأسود يليق بك» محافظة على سياق المتن الروائي في جل أعمالها، سواء في لغة الخطاب الشعري كشاعرة أو ما تعلق بالمتن الروائي في جل أعمالها وهي بصمة موروثة ومجسدة في كتاباتها .
ونفس البصمة الإبداعية التي ظلت لصيقة بأصحابها في العديد من الأعمال كما الشأن للشاعر السوري محمد سعيد ادونيس الذي سبق وان اختارته لجنة المهرجان الدولي للفيلم الشرقي رئيسا شرفيا للتظاهرة في السنة الفارطة بما أن أدونيس صاحب الحداثة الإبداعية في الكتابة الشعرية، أدخل العديد من الآليات والتجديد على متن القصيدة العربية وغير من بنيتها وتركيبتها وجعل من النص الشعري قصيدة حداثية مميزة، وفر في هذا التحول الشعري الكثير من النصوص والإصدارات حتى أصبح يلقب بشاعر الحداثة، وقبله أيضا ترأس الروائي المغربي الطاهر بن جلون رئاسة الدورة في سنة 2014 وقبلها الروائية ادمون شارل التي شغلت نفس اللجنة في دورة 2013 .

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024