قدم عشية أمس، مسرح قسنطينة الجهوي، أول مسرحية من إنتاجه بالأمازيغية بعنوان “أمنوكال” وهذا في إطار برنامج نشاطه المسرحي لسنة 2015.
هذا العرض الفني المميز، كتب نصه الفنان “عيسى رداف”، وأخرجه للمسرح «كريم بودشيش”، فيما عاد التأليف الموسيقى لـ “عبد الكريم خمري” والكوريغرافيا لـ “رياض بروال”، وقد شارك في التمثيل:«ياسمين فرياك”،
«جمال مزواري”، “أحمد حمامص”، “شاكر بولمدايس”، “سمير محسن”، حيث تقمصوا أدوار “الصحفية، المهندس المعماري، ماسينيسا، الجنرال الروماني، الجنرال النوميدي”، بينما قام بادوار الراقصين: “لبنى زواوي”، “حنان تباني”، «صدام حملاوي”.
وتتلخص قصة مسرحية “أمنوكال”، في أن صحفية كانت مهتمة بكل ما هو تراثي لحضارة نوميديا تلبي دعوة صديق لها وهو مهندس معماري لزيارة ضريح “ماسينيسا”، وخلال اللقاء والحوار بينهما تتعجب وتتأثر لكثرة المعلومات المختلفة والغزيرة في نفس الوقت للمهندس فيسكن ذهنها حالة من الهوس والأحلام، تسافر من خلالها عبر الزمن لتجد نفسها في العهد “النوميدي” وبالضبط يوم وفاة الإقليد العظيم “ماسينيسا” فتحضر مراسم دفنه وتعيش بعدها أحداثا كثيرة وأحيانا خطيرة حتى على حياتها بالذات وبعد رحلة طويلة ـ وكل هذا في ذهنهاـ تعود للواقع الحالي لتبعث برسالة تطالب بالاهتمام أكثر بحضارتنا وتاريخنا لأنهما جزء لا يتجزأ من هويتنا.
المسرحية وإن كانت أول تجربة على مسرح قسنطينة بالأمازيغية قام بها “عيسى رداف” فهي إذا عودة مميزة لقراءة التراث التاريخي للمملكة النوميدية باللغة الأم، وتوظيف هذا الزخم التراثي على خشية المسرح كدعوة للاستفادة منه باعتباره عنصرا هاما في تقوية شخصيتنا الوطنية في عمقها التاريخي المتأصل، وأيضا تحصين هذه الشخصية باعتبارها منفردة ومتميزة عن الأخر.