أكد الفنان التونسي لطفي بوشناق على الدور الكبير الذي تلعبه الثقافة في ترسيخ وتأصيل الهوية في المجتمعات، داعيا إلى ضرورة التصدي لكل المواجهات التي تهددنا وتحاول كسر كياننا الثقافي والفني، حيث فتح قلبه لـ «الشعب» في هذا الحوار.
- «الشعب»: أولا مرحبا بك هنا عندنا في الجزائر بلدك الثاني، هل لك أن تكلمنا عن مشاركتك في مهرجان السماع الصوفي؟
لطفي بوشناق: أتشرف بكم وبكل شرف وتحية حب وصادقة من القلب إلى إخواني الجزائريين من تونس الخضراء، وأتمنى أن أكون قد تمكنت من تأدية رسالتي التي كانت بكل سرور وشرف، فكلما تمت دعوتي إلى الجزائر أحضر دون قيد أو شرط وأقدم كل ما عندي أمام الجمهور الذي لا أحس نفسي غريبا عليه.
- ما رأيك في استضافة الجزائر لمثل هذه المهرجانات؟
- نحن بحاجة لدعم الثقافة في العالم العربي، فهذه المهرجانات هي جسر تواصل بين الشعوب حتى نثقف شبابنا بالموسيقى والمسرح والسينما وبجميع الفنون، لأنني شخصيا أعتقد بأنه من أهم الأسلحة المتبقية في أيدي العرب لتثبيت الهوية وتبليغ الرسالة وتلميع الصورة وخلق حركية حتى لا يحيد شبابنا إلى طرق أخرى.
فالثقافة هي التي تجمع شبابنا لتكبره وتوصله إلى العالم وهي بمثابة متنفس، فحياتنا صعبة ومشاكلنا كبيرة، فالثقافة والفن من أهم الأشياء التي نحب التركيز عليها في هذه الظروف بالذات.
- مزجت بين الأغنية والإنشاد، كيف كان ذلك ؟
الغناء الصوفي يختلف عن غيره في المواضيع فعندما أغني على الوطن وأنا فوق المسرح لا بد أن أرتقي إلى الدرجة الثانية و نفس الشيء عندما أغني على الله والدين، وكذا لما أغني عن الحب الراقي فحياتنا خالية من الحب لهذا ندعو إلى الحب والسلام، والفنان عليه أن يكون متنوعا ويغني في مواضيع مختلفة شرط أن لا يكون متطفلا على نمط غنائي ليس بحجمه ولا باستطاعته، وأتمنى أن لا أكون متطفلا في أي تجربة عشتها.
- في ظل الثقافات الدخيلة والأغاني الهابطة ما مصير الإنشاد الديني؟
هذا موضوع حساس جدا، هذا يعني أنني أتحمل المسؤولية في كل لقاءاتي في العالم، فنحن في الوطن العربي لدينا أكثر من ألف وخمسمائة قناة فضائية تكلف مليارات الدولارات، ولو بحثنا عن القناة التي تعبر عن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فهي غير موجودة ونحن بأمس الحاجة إلى وسائل إعلام عربية تختص بالثقافة العربية والمبدعين الذين أضافوا للساحة العربية فلم يتبق لنا سوى ثقافتنا وهذا لا يمنع علينا التفتح على الثقافات الأخرى، لكن لا بد أن نكون متشبعين بثقافاتنا أولا وأتمنى مستقبلا أفضل للإعلام الثقافي العربي حتى نثبت هويتنا.
- السماع الصوفي التونسي متميز وله خصائصه حدثنا عنه ؟
@ قدمت مزيج بين التونسي والشرقي والأغاني التونسية، حيث عملت فيها على الانسجام بين المجموعة الصوفية خاصة فيما خصّ الآداء التونسي والارتكازات على النغمة التونسية المضبوطة، وقد قدمت ثلاث وصلات غنائية «أبدا باسم الله»، «أكبر في رسول الله..» و«بيض الملائكة».
- ما هي رسالتك إلى الشباب العربي وهو يعيش مرحلة تحولات كبرى؟
@@ أقول اتقوا الله في هؤلاء الشباب وفي تاريخ و حاضر ومستقبل الأمة العربية، وادعوا لهم أن يوفقهم الله للوصول بها إلى شاطئ السلام، الشباب العربي ضحية ولكن دائما الأمل يبقى قائما والقادم أفضل فسياستي كفنان هي الواجب يساوي الحق والحق يساوي الواجب.
- كيف ترون الثقافة التونسية في الوقت الراهن؟
@ تونس بخير والمعروف أنه في الفترات الانتقالية البناء أصعب من الهدم والتخطيط للمستقبل سيكون رغم النزاعات والخلافات.
- ما هي تمنياتك إلى تونس والأمة العربية بمناسبة العام الجديد؟
@ نتمنى أن يعم السلام ويأخذ كل ذي حق حقه، فأنا لا أجد الكلام لأعبر عما نشاهده اليوم وأثاره في البلدان العربية الشقيقة، والوطن العربي مستهدف علينا الانتباه وان نكف عن الكلام ونعمل لكي لا نكون كبش فداء لأعدائنا.
- كلمة أخيرة ؟
@ أحيي محافظة المهرجان على حسن الاستقبال والتنظيم، وعلى هذه المبادرة كما أحيي الجمهور الحاضر وجمهور الخفاء العاملين على إنجاح هذا المهرجان في هذا الجو الأخوي والأمن الراقي.