تكريم الفنان الشعبي «بوجمعة العنقيس»

عُمر من العطاء والابـداع

جمال أوكيلي

في مبادرة تستحق كل الاشادة والتنويه، كرّمت أول أمس بلدية القصبة الفنان القدير بوجمعة العنقيس بقاعة المسرح الوطني «محيي الدين باشطارزي»  بمشاركة عدد من مؤدي هذا النوع من الأغنية، يتقدمهم عبد القادر شاعو وابن بوجمعة مختار.
أكثر من ساعتين كانت سفرية في أعماق مسيرة هذا الفنان منذ أن أبدى تعلقه بالأغنية الشعبية وهو شاب بالقصبة واعجابه الشديد بالحاج امحمد العنقى، مما أدى الى إطلاق عليه اسم «العنقيس» تيمنا بأستاذه.
وبالرغم من تعذره عن الحضور بسبب بلوغه من السن عتيا، كونه من مواليد ١٩٢٧، إلا أن هذا الحفل البسيط كان له تأثير على الحضور المتكون جلّه من محبي هذا الفنان والعائلات وحتى الشباب، خاصة أولئك الذين سايروا بوجمعة العنقيس منذ الستينات وبالأخص مرحلة السبعينات التي أبدع فيها في أغانيه الخفيفة التي لاقت نجاحا باهرا آنذاك. وقد تداول شلة من الفنانين على المنصة، كان أحسنهم ابن المطرب بوجمعة مختار الذي صال وجال في نوع من الأغاني تشبه الطرب من اللحن والكلمة مبديا قدرة فائقة في الأداء والصوت الذي يشبه كليا والده.
خاصة في أغاني « لعزيز الغالي» و»زوّدنا في حماك» كما زاد الفنان ناصر مقداد دفئا للمناسبة من خلال ابداعه في «راح الغالي» و» أنت ناوية» وفي نفس الاتجاه كان ذلك لكروم ديدين في «تشاورو علي» و» إذا طالت لعمار»  تبعه مصطفى بوزكري في»ما عليها بوّاب» لتختتم بتربع عبد القادر شاعو على المنصة بآدائه لروائع قصائد من الشعر الملحون منها «ما تسمع غير كوب ورى» كل واحد يشرب مقدارو» و» القصبة أنا وليدها».
وبالرغم من بساطة الحفل إلا أنه حاول الالتفاتة الى فنان أعطى كل حياته لـ «الشعبي» ليلي ذلك مبادرات أخرى في الأفق خدمة لهذا النوع من الفن الجزائري.. ويشير الى أنه كانت هناك أشعار من إلقاء ياسين أوعابد.

نبـذة عـن حياتـه..

ولد الفنان بوجمعة العنقيس في ١٧ جوان ١٩٢٧ بالقصبة من عائلة تعود أصولها إلى أزفون، وهو شاب اشتغل عند عمه قبل إلتحاقه بسيد أحمد سري بمصلحة الضبط بمحكمة الجزائر العاصمة.. وهذا مابين سنتي ١٩٣٩ ـ ١٩٤٥.
ومع حلول سنة ١٩٥٧.. شرع في تعلم اللغة العربية من خلال دروس الشيخين شويطر ومحمد قبابيلي.. وفي نهاية ١٩٣٠ تعرف على الشيخ سعيد المداح المعروف آنذاك إلى جانب مصطفى ناظور.. هذا ما سمح له بتأدية لأول مرة في عرس عنوانه «على الرسول الهادي صلي يا عشيق».. واستمر الحال على هذا المنوال إلى غاية اشتغاله في فرقة أنشئت ١٩٤٥، باتباعه ما يعرف بالمدح.. «شوف لعيوبك ياراسي» «يا الغافل» «يا خالق الأشياء» و»زودناك في حماك».
وتنامي عشقه لهذا النوع الفني وحبه الشديد له.. بدأ خلال مرحلة الـ ٥٠ فيما يعرف بالأغنية الخفيفة.. ومباشرة عقب الاستقلال تعامل مع محبوب باتي محققا نجاحات كبيرة في أغاني.. «تشاوروا علي» «راح الغالي راح» و» آه يا أنتيا».. وواصل مشواره خلال الثمانينات بالمشاركة في الحفلات والمهرجانات.. والتسجيلات الإذاعية والتلفزيونية فارضا أسلوبه الفني.. اتضحت في شيلة لعياني «عيش انت» «أمان أمان على الزمان».. بالرغم من وجود منافسة شديدة لأعمر الزاهي.. وڤروابي، وبوعجاج، وأحسن السعيد، وشاعوا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024