ذكر الروائي والدكتور السعيد بوطاجين في تصريح لـ”الشعب”، بأن الروائية آسيا جبار كاتبة ومخرجة وظلت مهمشة في وطنها الأم وإقصائها من الترجمة إلى العربية في الكثير من المرات قد أشارت إليه هي شخصيا في عدة مناسبات، متسائلا لما ظلت مهمشة إلى كل هذا الحد ؟ ثم مضيفا حتى وإن كان هذا التهميش قد طال قبلها مالك حداد، معربا أن هذه الأسباب لا تهمنا الآن موضحا بأنها يمكن أن تدرج في سياقها إذا سمحت الفرصة بذلك، مضيفا أن الأقطار العربية جميعها تعيش نفس هذا الاستلاب
أما في إطار تثمين متنها السردي الروائي أوضح الدكتور بوطاجين بأن آسيا جبار بَنتْ منجزها الأدبي انطلاقا من معرفة نصية ووعي بنيوي مميزين، وعلى مرجعيات لم تتخلَ عن هويتها السردية. هناك، من جهة، هذا الزاد الذي ظلت تؤثث به إبداعاتها بحيث لا يمكن قراءتها إلاَ من خلاله، أمَا الحكاية، فيرى من منظوره أنها كانت في درجة أدنى مقارنة بالإحالات التاريخية والفلسفية . وقد تطرق الدكتور بوطاجين إلى عملية البناء الفني في أعمالها الأدبية وحتى وإن كان من جانب نقدي، إلا أنه أوضح الميزة الجمالية لها، مشيرا في الأخير إلى أن البنية في علاقاتها السببية بالمحيط الخارجي، وكمجموعة من العلاقات الداخلية التي تنتج نصا عارفا ومتكاملا بحيث تصبح كل عناصر دالة ووظيفية، مستشهدا في الخير بأنها ليست مجرد ترف ذهني عابث لا يعي أشكال التواصل وقيمتها الدلالية.
لقد سعت آسيا جبار إلى خلق مجاورة حقيقية بين الدال والمدلول، بين العلامة وإحالاتها، أي بين الأبنية كأجزاء متراصة، حتى في تشتتها وتشظيها، على مستوى الأزمنة والنظام المقطعي، وهذا في حدَ ذاته نجاح باهر يحتاج إلى وقفات كثيرة للكشف عن أهميته.
آسيا جبار أيضا هي مجموعة من الخلفيات أو الإحالات، أمَا من يقول إنها خدمت اللغة الفرنسية والموروث الفرنسي، فذاك شأنه، ويمكن اعتبار ذلك موقفا من المواقف التي يتعذر الحسم فيها، على الأقل في السياق الحالي، إنما وجب الإشارة إلى أن فاطمة الزهرة إيمالاين، أو إمعلاين، اشتغلت على التراث العربي الإسلامي، ولم تبتعد كثيرا عن الجزائر بمختلف مقوَماتها المعروفة.
وفي الأخير ذكر الدكتور إننا نتذكر طاقاتنا متأخرين جدا، ولا نتحدث عن هذه الأسماء إلاَ كأموات، تماما كما نفعل مع العقل، يظل مهملا إلى أن يهاجر، وعندها فقط نشيد بعبقريته وخصاله، وهنا تكمن المشكلة، علينا أن نتذكر الأحياء لأنهم مهمَون أيضا، أم إنهم أخطأوا إذ لم يموتوا قبل الأجل لنكرَمهم؟
ترجمة أعمالها إلى العربية ..تكريما لها
اشتغلت على التراث العربي الإسلامي، ولم تبتعد عن الجزائر
السعيد بوطاجين
شوهد:625 مرة