تخطـى صيتها الحدود وجانبت نوبـل في مناسبات عدة

آسيـا جبـار... رحيل صاحبـة القلـم النبيـل

أسامة إفراح

توفيت الروائية الجزائرية والمرشحة لجائزة نوبل للآداب للسنة الماضية آسيا جبار، وذلك في وقت متأخر من مساء الجمعة... وقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي هذه المعلومة التي أحاطتها الكثير من الضبابية، قبل أن تؤكد جمعية «أصدقاء آسيا جبار» خبر وفاتها عن عمر يناهز 79 سنة، بأحد المستشفيات الباريسية، بعد صراع طويل مع المرض.
آسيا جبار، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء إيمالاين، من مواليد 30 جوان 1936 بشرشال، ترجمت أعمالها إلى 23 لغة، كما حازت على العديد من الجوائز الأدبية في مختلف البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وأصبحت عضوا في الأكاديمية الفرنسية في 2005 وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية، حيث تعتبر أول شخصية من المغرب العربي تصل لهذا المنصب، وخامس امرأة تدخل الأكاديمية.
كما كانت آسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955م، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب... لتنتقل رفقة عائلتها إلى فرنسا أين شرعت في دراستها الثانوية بباريس سنة 1954. عادت إلى أرض الوطن بعد الاستقلال، أين درست بجامعة الجزائر، كما خاضت غمار الإخراج السينمائي، من خلال إخراجها فيلم «نوبة نساء جبل شنوة» الذي نالت به تقدير لجنة تحكيم مهرجان البندقية عام 1979.
وفي العام 1980 بدأت بكتابة رباعيتها الروائية المعروفة: «نساء الجزائر»، «ظل السلطانة»، «الحب والفانتازيا» و»بعيداً عن المدينة». وفي هذه الأعمال الخالدة ظهر بعدٌ روائي محكم، جعل من الفقيدة واحدة من أبرز الكتاب الجزائريين والعالميين.
وتعتبر الفقيدة أول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بجائزة السلام، التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، الولايات المتحدة وبلجيكا. وقد رشحت عدة مرات لنيل جائزة نوبل للآداب، كان آخرها السنة الماضية.
وستوارى آسيا جبار الثرى بمقبرة شرشال «بمحاذاة والدها وأخيها محمد الذي توفي رضيعا»، كما نقلت وسائل إعلام عن ابنتها جليلة، التي أكدت أن هذه كانت وصية والدتها.

 
إجماع على ضرورة ترجمة أعمالها إلى العربية

مثقفـون: الفقيــدة مفخــرة للأدب الجــزائـري


اتصلت «الشعب» بعدد من الأدباء والمثقفين، لتقصّي شعورهم إثر فقدان الأديبة الجزائرية آسيا جبار، فكان الإجماع على ضرورة ترجمة أعمال الفقيدة إلى اللغة العربية، وإعادة طبعها هنا بالجزائر، وتوفير المناخ الملائم للإبداع الثقافي والفكري.

زهور ونيسي (أديبة ووزيرة سابقة): الأدب الجزائري فخور بما وصلت إليه آسيا جبار
 
تقول الأديبة والإعلامية والوزيرة السابقة زهور ونيسي لـ»الشعب»: «آسيا جبار صديقة عزيزة على قلبي، وكان لي الحظ أن عرفتها جيدا، حيث سبق وأن تعاملنا معا في مجلة «الجزائرية» مطلع سبعينيات القرن الماضي، لما كانت تكتب مقالات باللغة الفرنسية، وكنت أنا حينها رئيسة تحرير المجلة. كما كنّا معها حينما أخرجت فيلمها حول نساء شنوة».
وتواصل السيدة ونيسي: «كانت تقول لي «نحن رائدتان». وإن كانت الطاوس عمروش قد سبقتها إلى الكتابة باللغة الفرنسية... كما كان لي الشرف أن ألتقي بها رفقة والدتها باية وبنت خالها السيدة صحراوي، وهي مديرة ثانوية عائشة أمّ المؤمنين. كما حضرتُ تكريمها بإعطائها جائزة السلام ببرلين، بصفتي ممثلة لوزير الثقافة حينها الدكتور محي الدين عميمور».
واعتبرت السيدة ونيسي أن الفقيدة استطاعت بأدبها وفكرها وإبداعها أن توصل صوت الجزائر إلى ما وراء الحدود، ففكرها فكر جزائري وإن كُتب بلغة أجنبية، وكانت تحمل هموم المرأة الجزائرية بشكل كبير، فذهابها إلى الخارج لم يعنِ تنصّلها من الاهتمام بما يشغل المجتمع الجزائري، والفكر والأدب الجزائري يفتخر بما وصلت إليه.
وتخلص محدثتنا قائلة: «في النهاية أقول «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وأدعو لها بالرحمة، وأتمنّى شخصيا، بقطع النظر عن الفروقات بين المبدعين، أن تترجم أعمالها إلى اللغة العربية وأن يُعاد طبعها في الجزائر، فالجزائري يبقى جزائريا ومتشبّعا بالوطنية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024