الفنان فريد خوجة يفتح قلبه لـ«الشعب»:

للموسيقى الأندلسية مكانة راقية بالجزائر

علاء.م

الفنان المطرب فريد خوجة متخصص في الأغنية الكلاسيكية الأندلسية من مدينة البليدة إلى جانب تدريسه لمادتي الفرنسية والإسبانية بالمستوى الثانوي، سبق وأن سجل 4 أقراص تحوي على عدّة أغان بطبوع أندلسية مختلفة، وهو يحضّر حاليا لتسجيل قرصين آخرين يحويان نوبات من طابع الزيدان والحوازة، كما أنه من أشدّ المدافعين عن الموسيقى الأندلسية في الساحة الفنية الجزائرية.. «الشعب» التقت بالفنان على هامش فعاليات المهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية بالقليعة، وأجرت معه هذه الدردشة.

الشعب: كيف استطاع الفنان فريد خوجة الجمع بين التألق في الأغنية الأندلسية والتعليم الثانوي؟
فريد خوجة: أنا أستاذ للتعليم الثانوي في مادتي الفرنسية والإسبانية، وكان لي الحظ بأن ترعرعت وسط عائلة ميالة وشغوفة بالفن الأندلسي، وأول من تتلمذت على يديه هو عمي «محمد الدزيري»، الذي كان أستاذا بجمعية الودادية بالبليدة، وهي من أقدم الجمعيات بذات المدينة، أين كان يصطحبني إلى الدروس التي كان يشرف عليها، وهناك تعلمت أولى خطوات الموسيقى الأندلسية، ثم لجأت إلى جمعية النجمة لمدينة البليدة التي كان يرأسها المرحوم «محمد طوبال»، أين تعلمت الكثير من النوبات والحوازات، وبعدها التحقت بجمعية الأندلسية لمدينة الجزائر التي كان يرأسها «عبد الحكيم مزياني»، وهناك أتممت مشواري الفني، وأصبحت ملما من الناحية الفنية بحيث تشرفت بمعرفة الأساتذة نور الدين سعودي ومحمد خزناجي ومصطفى بوطرش، والذين أعتبرهم قدوتي في المجال الموسيقي.

@@ تم اختيارك لتنشيط الجزء الأخير من السهرة الختامية للمهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية.. ما هو إحساسك؟
@@@ أنا محظوظ جدا بتنشيط الجزء الثاني من السهرة الختامية للمهرجان، بحيث حضّرت لذلك برنامجا من 3 فقرات، الفقرة الأولى تعنى بمشموم، باعتباري خريجا من مدارس الموسيقى الأندلسية، والثانية بمجموعة حوازات فيما تتعلق الفترة الثالثة بألوان عصرية ممزوجة بموسيقى أندلسية أصيلة، أهدف من ورائها إلى التقرّب أكثر من فئة الشباب الذين أصبحوا يتذوقون اليوم هذا النوع الموسيقي أكثر من أي وقت مضى.

@@ هل ساهم الفنان فريد خوجة في تكوين موسيقيين شباب من الجيل الصاعد؟
@@@ هناك أساتذة مكلفون ومعنيون بالتكوين، أما أنا فدوري يقتصر على الترويج للموسيقى الأندلسية، وبذلك فإنني أساهم في المحافظة على هذا النوع والإرث الموسيقى.

@@ هل يمكن أن تحدثنا عن جديدك الفني؟
@@@ أنا بصدد تحضير ألبوم مزدوج يحتوي على نوبة من طابع الزيدان والحوازة، ليضاف إلى أعمال أخرى توجد في السوق حاليا ويتعلق الأمر بـ4 أقراص مضغوطة من نفس النمط الموسيقي، مع الإشارة طبعا إلى أنني حظيت خلال سنوات خلت بالمشاركة بعدة تسجيلات إذاعية وتلفزيونية وسينمائية، على غرار الفيلم الفرنسي «بارو دنور»، والفيلم الوثائقي لبوعلام عيساوي تحت عنوان «القوال»، إضافة إلى فيلم ثالث للمخرج «عبد النور زحزاح» باللغة الفرنسية عنوانه «أندلوسيا»، وهو يروي قصة مدينة البليدة ويسلّط الضوء على أول مطبعة بها وبشمال إفريقيا قاطبة.

@@ ماذا عن مشاركاتك خارج الوطن؟؟
@@@ عديدة هي المهرجانات والتظاهرات التي حظيت بتنشيط حفلات بها، وأذكر منها تظاهرة السنة الثقافية الجزائرية بفرنسا، والمعرض الدولي للشبونة بالبرتغال والمعرض الدولي لسرقسطة باسبانيا، إضافة إلى دار الأوبيرا بالقاهرة.

@@ كيف ترى واقع الموسيقى الأندلسية ببلادنا؟
@@@ الموسيقى الأندلسية ببلادنا تحظى بمكانة خاصة، وقد ظهر ذلك جليا طيلة السنوات الأخيرة حين اعتمدت رسميا عدّة مهرجانات متخصصة في هذا النمط الموسيقي بخلفية المحافظة على الفن الأندلسي، وأعتقد أن الأجيال مرتبطة بالتراث، والذي يربط ماضينا بمستقبلنا هو المحافظة على التراث الذي يترجم الحفاظ على الكيان الوطني، وفي هذا الإطار أستذكر مقولة شهيرة للفيلسوف اليوناني أفلاطون، مفادها «إذا أردت أن تستعمر شعبا فابدأ بمسح موسيقاه» لأن الموسيقى هي مؤشر على صحة البلاد، وأنا أقول لك قل لي ماذا تسمع أصف لك طبيعة صحة البلاد، ومادام الترويج للموسيقى الأندلسية قائما بالجزائر فالبلاد تبقى بصحة جيّدة .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024