يحتضن قصر الثقافة مفدي زكريا ابتداء من الجمعة المقبل، الطبعة الثانية من “ليالي أغنية التراث”، التي ستُقام على مدار ثلاث سهرات فنية، بمعدل حفل واحد نهاية كل أسبوع.
تسعى هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على الطبوع الموسيقية التراثية التي تمثل جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية الجزائرية. ومن خلال استضافة فرق فنية متنوعة من مختلف ولايات الوطن، تقدم “ليالي أغنية التراث” منصّةً للتعريف بهذا الموروث الثقافي غير المادي، وتثمينه، والمساهمة في تسجيله وتوزيعه.
وحسب ما جاء في البرنامج المسطر لهذه الأيام المميزة التي تعكس في مضمونها طبوع الجزائر الفنية الأصيلة، فإن أولى السهرات ستستهل بإيقاعات أصيلة ونغمات عذبة من خلال عروض فنية تقدمها ثلاث فرق متميزة، على غرار فرقة “محمد سليمان معيزات” من ولاية الجلفة، التي تشتهر بأدائها المتقن للموسيقى الشعبية، وفرقة “التريميد” النسوية لجمعية الأعماق للتراث الشعبي والإبداع الثقافي من ولاية ورقلة، والتي ستضفي لمسة فنية متميزة على الأمسية، إلى جانب فرقة “الجوق الجهوي” بقيادة الفنان عادل بلخوجة من ولاية تلمسان، حيث سيستمتع الجمهور بمزيج من الأنغام الأندلسية الراقية.
وفي ذات السياق، تتواصل الرحلة الموسيقية في السهرة الثانية بمشاركة فرق ذات طابع فني متنوع، حيث سيتم تقديم عروض موسيقية راقية، كل من فرقة “لخوان شيخ أحداد” من ولاية بجاية، والتي ستأخذ الحاضرين في جولة عبر التراث الغنائي الأمازيغي، وفرقة “الآفاق الفنية الرجالية” من ولاية الوادي، والتي تمزج بين الألحان التقليدية والطابع العصري، إلى جانب “الفرقة النسوية” بقيادة الفنانة هانية بختي من ولاية تيبازة، التي ستثري السهرة بأداء فني متقن.
وسيكون ختام هذه الفعالية على وقع موسيقى تأخذ الجمهور في رحلة روحية وفنية، بمشاركة فرق متألقة، على غرار فرقة “القول النسوية” من ولاية البيض، التي تقدّم فناً نسائياً يجمع بين الأصالة والحداثة، وفرقة “جمعية شبان الحضرة الرجالية” من ولاية قالمة، التي ستقدم أداءً روحياً مستوحى من تقاليد الحضرة، وفرقة “أكاديمية فنون وثقافة من ولاية المدية”، التي تتميز بأسلوبها الفني الفريد والمتميز.
ولن تقتصر “ليالي أغنية التراث” على تقديم عروض موسيقية فحسب، بل تحمل في طياتها رسالة ثقافية سامية، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية حفظ التراث الفني الجزائري ونقله للأجيال القادمة. فمن خلال هذا الحدث، تتحول ليالي رمضان إلى فضاء ساحر يحتفي بالإبداع الفني الأصيل، ويوفر فرصة ثمينة لاكتشاف أنماط موسيقية قديمة حافظت على أصالتها عبر الزمن.
وفي الجانب ذاته، فإن “ليالي أغنية التراث” تأتي كمبادرة ثقافية قيّمة تعكس ثراء الجزائر الفني وتنوعه، مؤكدةً أهمية الموسيقى كجسر يربط الأجيال بماضيها العريق. وبين أنغام الفرق الفنية المشاركة، سيحظى الجمهور بليالٍ من السحر والروحانية، حيث يتجلى الفن في أبهى صوره، ويُعاد إحياء التراث ليظل خالدًا في الذاكرة الجماعية.