لحمايـة معالم المدينة المـهددة

قافلة ثقافية لتسجـيل مواقـع قصبة دلس

بومرداس: ز. كمال

تواصل مديرية الثقافة والفنون لولاية بومرداس خرجاتها الميدانية للوقوف على مختلف المواقع الأثرية والمعالم المهددة بالاندثار عبر عدة بلديات وهذا بهدف القيام بعملية جرد وتسجيل وإعداد بطاقات تقنية شاملة لواقع هذه الكنوز المهملة، بغية رفعها إلى السلطات الولائية والوزارة الوصية، من أجل تخصيص أغلفة مالية للقيام بعمليات تهيئة وترميم مستعجلة..

حطت القافلة الثقافية التي تقودها مديرة القطاع دليلة عواس بمعية عدد من المختصين في مجال التراث وممثلي الوكالة الوطنية والمحلية للقطاعات المحفوظة، على مستوى القلعة العتيقة المنسية لقصبة دلس، التي لا تزال رغم جرحها تكشف في كل مرة عن كنوز أثرية ومعالم تاريخية بحاجة إلى تثمين وحماية ورد الاعتبار الحضاري والتاريخي لها، تقديرا لمكانتها ووزنها بالنسبة لهذه المدينة التي تعاقبت عليها الحضارات بكل شواهدها التي تحاكي الزمن وتتشبث بالمكان.
وقد قدمت مديرية الثقافة مقترحات لجرد وتسجيل عشرة معالم أثرية بالمدينة، بحاجة إلى برنامج استعجالي لتهيئتها وترميمها لحمايتها من الاندثار التدريجي، نتيجة العوامل الطبيعية وعبث الانسان، وضمت معلم “جدار الصد” أو الاسناد السفلي للقصبة انطلاقا من الميناء الذي لعب دورا تاريخيا كبيرا في حماية المدينة، أيضا السور المحيط بالمدينة الذي انشئ في العهد الاستعماري، معلم سيدي سوسان الذي يرجع تاريخه للفترة العثمانية، الفندق التاريخي “المنظم” الجميل، مكاتب الهندسة العسكرية الفرنسية، المستشفى العسكري وغيرها من المواقع الأخرى المدرجة في العملية التي لا تنتظر التأخير، حسب تصريحات المختصين في علم الاثار الذين عبروا عن أسفهم لواقع هذه الكنوز التاريخية والسياحية.  وقد توقفت القافلة بداية عند أهم المعالم الأثرية بمحيط حي القصبة العريق الذي لعب لعقود دورا مهما كبرج للمراقبة في العهد العثماني والفرنسي، ويتعلق الأمر بمعلم “سيدي سوسان” الذي يتربع على مكان استراتيجي بأعالي المدينة ويصل بسور الحماية، حيث يعرف الموقع تدهورا كبيرا نتيجة الاهمال وعدم استفادته سابقا من أية عملية تهيئة أو ترميم، على عكس بعض المواقع التي استفادت سابقا من أشغال البرنامج الاستعجالي مباشرة بعد زلزال بومرداس سنة 2003 وشمل المدرسة القرآنية سيدي عمار، ضريح سيدي محمد الحرفي والمسجد العتيق، وأيضا “جدار الاسناد” قبالة الميناء، لكنها لم تتم بطريقة مدروسة وشاملة بحسب المعايير المعمول بها في مجال الترميم. ويأمل الكثير من المختصين في التراث أن تساهم مثل هذه الخرجات الميدانية في تقديم إضافة ملموسة لقطاع التراث بولاية بومرداس ومدينة القصبة بوجه الخصوص، التي تتطلع إلى مواصلة المراحل المتبقية من المخطط الدائم لاستصلاح القطاع المحفوظ بقصبة دلس المدرج سنة 2016، بناء على القرار الوزاري المشترك الذي ضم عمليات تخص بالتهيئة الحضرية لأحياء وأزقة القصبة وترميم البنايات والمعالم التاريخية، نظرا لما تمثله من وزن تاريخي وسياحي وموارد اقتصادية هامة للبلدية، التي لم تقدم لحد الآن مخططا شاملا لكيفية الاستفادة من هذه الكنوز.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19720

العدد 19720

الإثنين 10 مارس 2025
العدد 19719

العدد 19719

الأحد 09 مارس 2025
العدد 19718

العدد 19718

السبت 08 مارس 2025
العدد 19717

العدد 19717

الخميس 06 مارس 2025