يسعى مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط لإعداد مشاريع بحثية مستنبطة من احتياجات الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين، من خلال الإصغاء لتطلعاتهم لتكون في خدمة الفرد والمجتمع تواكب حاضره ومستقبله.
نظم مؤخرا مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط اللقاء التنسيقي الوطني للإصغاء والتشاور مع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين، من ممثلي مختلف الوزارات والهيئات الرسمية والمؤسسات البحثية والعلمية وفواعل المجتمع المدني، حيث أكد مدير المركز البروفيسور أحمد بن الصغير، أن هذا اللقاء تنسيقي وتشاوري، يهدف إلى بلورة أفكار حقيقية تنطلق من القاعدة إلى القمة، وفق منهجية “التوب داون” التي تفتح أبواب التشاور مع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين بهدف الخروج بمجموعة من الأفكار التي سيتم بناء مشاريع المركز البحثية عليها خلال سنة 2025 لتمتد لمدة ثلاث سنوات.
وثمّن المتحدّث الخطوة الاستراتيجية للمركز بالتوجه نحو الشريك الاجتماعي والاقتصادي، من خلال الإصغاء إلى احتياجاته وانشغالاته، عملا بتوجيهات الوزارة الوصية والمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، من أجل النظر في الاستجابة للاحتياجات من خلال المشاريع البحثية الجديدة.
وسمح اللّقاء بالتعريف بالمركز وأقسامه، وكذا منتجاته البحثية في عرض قدّمه المدير المساعد البروفيسور نور الدين بن نعيجة، والذي أشار إلى إنشاء المركز طبقا للمرسوم 15/136 المؤرخ في 23 ماي 2015، وإبرازه المشاريع البحثية السابقة التي شملت عدّة مجالات للاستجابة للمحيط الاجتماعي والاقتصادي، كاشفا عن تسجيل 54 مؤلفا علميا و4 مجلات و16 مقالا علميا في2024 من أصل 112 مقالا منتجا من طرف باحثي المركز، و66 مقالا باللغة الإنجليزية منها 43 مقالا العام الماضي وإبرام 18 اتفاقية، منها 15 وطنية.
وفي ذات الجانب، عرف اللّقاء أيضا، عقد ورشات إصغاء لمختلف القطاعات المشاركة والاستماع لانشغالاتها ومقترحاتها، بحسب اهتمامات المركز وتطلعاته توافقا مع محاور أقسامه البحثية، باعتبار أن الطريقة المتبعة من قبل إدارة المركز جاءت تماشيا مع التطورات العالمية الحديثة في برمجة مشاريع البحث، لتكون على صلة مباشرة باحتياجات الفرد والمجتمع.
وفي ذات السياق، أكد البروفيسور بن الصغير أن الأبحاث والمشاريع البحثية تهدف إلى تحقيق الشعار الذي ترفعه المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وهو بحث علمي مفيد، بحيث يكون في خدمة المجتمع، ويعمل على تشخيص مشكلاته الحقيقية وإيجاد حلول عملية لها، مشيرا إلى أن “المجال الذي يعنى به المركز هو العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهو مجال حيوي لا يمكن الاستغناء عنه، باعتباره جزءا أساسيا من حياة الإنسان، فيما تركز المراكز البحثية التقنية على المجالات العلمية والتكنولوجية”، كما أكد أيضا أن مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة يهتم بالدراسات الاجتماعية الاقتصادية والإنسانية، ويعمل على تشريح احتياجات المجتمع الجزائري، ليواكب تحدّيات الحاضر والمستقبل.