احتضنت دار الثقافة مولود معمري، فعاليات إحياء اليوم الدولي للغة الأم، من تنظيم مديرية الثقافة والفنون لولاية تيزي وزو، حيث تحولت دار الثقافة مولود معمري إلى فسيفساء من الجمال اجتمعت فيها التقاليد والعادات وتنوعت بها النشاطات الثقافية والفنية.
إصدارات في مختلف المجالات الأدبية من روايات وكتب الشعر وقصص.. أجاد في كتابتها الكتاب والشعراء الذين ترجموا أحاسيسهم ومشاعرهم ورغبتهم الكبيرة في الحفاظ على كل ما هو موروث ثقافي وفني والذي يحمل في طياته الانتماء والهوية.
ورشات، لوحات فنية ورسومات، إضافة إلى ألعاب تقليدية وشعبية، وحكايات من الزمن الجميل للجدات والتي كانت الأنيس الوحيد في ليالي الشتاء القاسية وليالي الصيف الطويلة، عادت إلى الواجهة خلال نشاطات هذه التظاهرة الثقافية ذات الأبعاد اللغوية، حيث استمتع جمهور الأطفال بالعديد من الحكايات الشعبية من تقديم مختلف الجمعيات الثقافية التي شاركت في احياء فعاليات اليوم الدولي للغة الأم.
احياءً لليوم العالمي للغة الأم، وفي إطار الحفاظ على الموروث اللغوي الذي يعتبر جسرا للتواصل والحوار بين الثقافات المختلفة، ناهيك عن المحافظة عليها من الاندثار الذي أصبح هاجسا يهدد اختفاء العديد من اللغات في العالم، وبالتالي طمس هوية الشعوب، عمد المختصون والأكاديميون، وحتى المهتمين بالميدان الفني والثقافي العمل من أجل صونها من محو آثارها، وذلك من خلال تنظيم مثل هذه التظاهرات التي تزاوج بين الحضارات وتعيد التاريخ إلى الواجهة لتعود معه كل ما هو عادات وتقاليد تبرز معالم الحياة لدى مختلف الشعوب، وبالتالي تبرز الاختلاف اللغوي أو ما يسمى باللغة الأم.
دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، تنوّعت فيها البرامج الفنية والثقافية، والتي عكفت مختلف الجمعيات على تنشيطها، ما أعطى شهادة ميلاد للمسابقة المشتركة بين الجمعيات الثقافية (الغناء، المسرح والشعر) لتلد معها أفضل الجوائز التي تنافست عليها الجمعيات الثقافية الستة من مختلف بلديات ولايات تيزي وزو.
الجمعية الثقافية “ايراثن”، الجمعية الثقافية “ثانكرا”، إلى جانب الجمعيات الثقافية (ثاسوثا أوب، بوبكر ما خوخ، وإز آر ولخام اجديد)، نشطت العروض الفنية بالقاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري، تنوعت بين الغناء الشعبي للفرق النسوية، الأغاني الفردية، عروض مسرحية وإلقاء مختلف القصائد الشعرية، ما صعب الاختيار على أعضاء لجنة تقييم هذه العروض لتقديم الجوائز، إلا أنهم خلصوا في الأخير لتقديم الجائزة الأولى للجمعية الثقافية ايراثن، تلتها جمعية ثانكرا في المرتبة الثانية، في حين عادت الجائزتين الثالثة والرابعة للجمعيتين إز آر وثاسوثا، وتحصلت الجمعية الثقافية بوبكر ما خوخ على الجائزة الخامسة.
«التعدد اللغوي والثقافي يضفي جمالا على معالم الحياة بين الشعوب”، هو ما أبرزته فعاليات احياء اليوم العالمي للغة الأم بتيزي وزو، حيث يسعى المنظمون إلى المحافظة على هذا الموروث وحمايته من الاندثار.