تتواصل بقصر رياس البحر إلى غاية 29 مارس المقبل، فعاليات المعرض الفني الجماعي للزخرفة والخط العربي تحت عنوان “الفن والذّاكرة”.
يأتي المعرض احتفاء باليوم الوطني للشهيد المصادف لـ 18 فيفري من كل عام، والمنظّم بالتنسيق مع جمعية “مشعل الشهيد”، تكريما للفنان عبد الرزاق مزوان بصفته واحدا من الأسماء الفنية التي خدمت الذاكرة الوطنية، من خلال اشتغالها على التراث الجزائري وتطويره والمحافظة عليه.
افتتح المعرض بتكريم الفنان عبد الرزاق مزوان، عرفانا بما قدمه للفن والذاكرة الوطنية خاصة ما تعلق منها بالخزف والمنمنمات والنحت على الخشب، حيث أنجز طيلة مشواره الفني تحفا تحاكي الذوق الرفيع للمجتمع الجزائري وأصالته المتفردة.
وبدوره أكّد رئيس جمعية “مشعل الشهيد”، محمد عباد، في كلمة مقتضبة ألقاها خلال الافتتاح، بأنّ اليوم الوطني للشهيد هو “مناسبة لتثمين التراث الجزائري، وإبراز الحرفيين والفنانين الذين ساهموا ومازالوا في بقائه ودوامه رغم متغيرات الزمن”، مضيفا بأن هذا التكريم هو “تقليد ستحافظ عليه الجمعية من أجل إشراك الفنانين في الدفاع عن صورة الجزائر الثقافية”.
وفي ذات الجانب، يعرف المعرض المنظم خلال الفترة الممتدة من 18 فيفري الجاري إلى 19 مارس المقبل، مشاركة ستة فنانين وهم علي كربوش، سعيد جاب الله، طاهر بوكروي، سعيد بوعرور، عبد القادر بومالة ومحمد بوثليجة، بأعمال فنية تراوحت بين الزخرفة والحرف العربي، تحاكي الثقافة الجزائرية وتراثها المتنوع والثري.
للإشارة، تخرّج الفنان عبد الرزاق مزوان من المدرسة العليا للفنون الجميلة سنة 1987، وتخصص في المنمنمات الإسلامية بتوجيه من أساتذته الذين أعجبوا بدقته في الرسم واهتمامه بالتفاصيل الدقيقة، حيث تتلمذ على يد أعمدة الفن التشكيلي في الجزائر، على غرار مصطفى بن دباغ ومحمد غانم ليطور تقنياته الفنية في مجال النقش على الخشب، وقد حافظ إلى اليوم على الإبداع والتميز في معارض داخل وخارج الوطن، ناهيك عن خبرته في الترميم، ولا يزال رغم تقدمه في السن مواظبا على تجسيد الفن والجمال برؤية تعكس تشبعه بالروح الوطنية.