شهدت نهاية الأسبوع ترسيم مهرجان إيمدغاسن السينمائي بباتنة، الذي اعتمد تحت تسمية المهرجان الثقافي الدولي السنوي “سينما إيمدغاسن”. جاء ذلك وفقا للقرار المؤرخ في 28 جانفي 2025، الذي تضمّنه العدد الحادي عشر من الجريدة الرسمية، الصادر نهاية الأسبوع الفارط. وقد تأسّس المهرجان، الذي تنظّمه التعاونية الثقافية “اللمسة”، عام 2019، وانعقدت دورته الأولى في مارس 2021، فيما وصل العام الماضي إلى دورته الرابعة.
تضمّن العدد الحادي عشر من الجريدة الرسمية، الصادر في 19 فبراير 2025، ترسيم مهرجان إيمدغاسن السينمائي بباتنة تحت تسمية “المهرجان الثقافي الدولي السنوي سينما إيمدغاسن”. وجاء ذلك وفقا للقرار المؤرخ في 28 جانفي 2025، الذي حمل توقيع وزير الثقافة والفنون زهير بللو.
وفي أوّل تعليق له على ذلك، توجّه المخرج عصام تعشيت، مدير المهرجان ومؤسّسه، بالشكر لوزير الثقافة والفنون “على دعمه ومساندته في ترسيم هذا المهرجان”، وإلى السلطات الولائية والمحلية، ومختلف من ساعد في مساعي الترسيم، وأضاف: “أريد أن أشكر كل شباب مهرجان إيمدغاسن على وقوفهم معه كل باسمه لإنجاح كل الدورات، كانت دورات صعبة جدا عليكم، حقّقتم نجاحا مميزا..كل الشكر لكم جميعا جمهور إيمدغاسن الوفي”.
ومهرجان إيمدغاسن، كما يعرفه منظّموه، تظاهرة سينمائية دولية للأفلام القصيرة، وتعقد فعالياتها بشكل دوري كل سنة في ولاية باتنة. تأسّس المهرجان سنة 2019 وانعقدت الدورة الأولى منه في مارس 2021. والمهرجان من تنظيم التعاونية الثقافية “اللمسة” المعتمدة من وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، وهو “عبارة عن منافسة في مهن العرض السينمائي، كما تضم الورشات التكوينية وملتقيات وخرجات سياحية”.
أما التعاونية الثقافية “اللمسة”، منظمة التظاهرة، فهي هيئة ثقافية معتمدة من قبل وزارة الثقافة والفنون، تأسّست سنة 2012، وتمارس النشاطات الثقافية (عروض سينمائية ومسرحية، تنظيم تظاهرات ومهرجانات وملتقيات ثقافية، تقديم تكوينات في مختلف الفنون، التبادلات الثقافية والفنية)، والتي “تهدف إلى تنشيط الحركة الثقافية داخل الوطن وخارجه.”
وقد استمدت التظاهرة تسميتها من الضريح النوميدي إيمدغاسن المتواجد بالمنطقة. و«إِيمَدْغَاسن” هو ضريح أمازيغي جزائري يرجع تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، يقع في منطقة الأوراس، وبالتحديد على أراضي بلدية بوميا في ولاية باتنة، وهو عبارة عن قبة عملاقة، ويعتبر أقدم ضريح ملكي أثري محفوظ في شمال أفريقيا، وفقا للمؤرخين في القرون الوسطى، وقد استمد اسمه من ملك نوميديا، وهو مدون ضمن قائمة التراث العالمي المحفوظ من منظمة اليونسكو.
وكان مسرح باتنة الجهوي الدكتور صالح لمباركية قد شهد شهر ماي من العام الماضي افتتاح الطبعة الرابعة من المهرجان. واعتبر ممثل وزارة الثقافة حينها بأن هذا الموعد الدولي “يؤكد الدور الذي تلعبه السينما في بعث الحياة الثقافية، من خلال مرافقة المبادرات الهادفة والبناءة التي من شأنها ترقية الإبداع والحوار، لما يحتله هذا الفن من أولوية ومكانة مرموقة لدى الشباب المبدعين الحاملين لمشعل الرقي والتقدم”.
من جهته، أكّد محافظ المهرجان أن هذا الأخير “يهدف إلى إنعاش الساحة الثقافية والسينمائية محليا ووطنيا”، فبالإضافة إلى عرض الأفلام المشاركة بقاعة السينماتيك بوسط مدينة باتنة، والورشات التكوينية في صناعة الفيلم القصير والسيناريو والتمثيل، نظّم على هامش المهرجان جولات سياحية استكشافية لفائدة الضيوف من أجل تعريفهم بما تزخر به المنطقة من كنوز أثرية وطبيعية.