شكّلت فعاليات “بانوراما السينما الثورية” التي نظّمها المركز الجزائري للسينما أيام 13، 14 و15 فيفري الجاري بالمركز الثقافي لأولاد يعيش بالبليدة، نافذة على تاريخ الثورة الجزائرية، بعرض أفلام صوّرت طريق الكفاح نحو استرجاع الحرية، وأبرزت أهمية السينما للحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنيتين، وأن تكون رافدا للتنمية الاقتصادية.
صرّح مدير المركز الجزائري للسينما عادل مخالفية في هذا الشأن بأنّ “هذه الأفلام جزائرية بحتة وثورية وتتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني للشهيد يوم 18 فيفري..خلال هذه الأيام بولاية البليدة سنعرض أفلاما متنوعة وثائقية وكلاسيكية، وأفلاما جديدة أُنتجت في إطار الاحتفال بستينية الاستقلال مؤخرا، وأفلاما قصيرة من إنتاج شباب مبدعين، أرادوا توصيل رسالة بأنهم قادرين على النشاط في مجال العمل السينمائي”.
وأضاف المتحدث: “أغلبية هذه الأفلام تمّ بثها في التلفزيون الجزائري مثل العصا والأفيون التي سنعرض نسختها المٌرممة بعدما خضعت للرقمنة، بالإضافة إلى ذلك ركّزنا على أصدقاء الثورة بعرض عمل توثيقي لبيار كليمون، من إنجاز عبد النور زحزاح، وكما تعلمون فإن بيار كليمون صديق الثورة الجزائرية وساندها في المحافل الدولية”.
تندرج بانوراما السينما الثورية ضمن الاحتفالات بيوم الشهيد التي تحدث عنها مدير الثقافة لولاية البليدة قائلا: “تضمّنت احتفالاتنا بيوم الشهيد عرض 9 أفلام ثورية طويلة وأربعة أخرى قصيرة، في الفترة الممتدة بين 13 و18 فيفري الجاري، وهذه الأفلام حازت على ميداليات على المستوى العالمي، وتكمن أهميتها في أنها تبرز أهمية الثورة الجزائرية وقدرة السينما على تدويل القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة”.
كما تدخل هذه التظاهرة الثقافية، يضيف المتحدث في إطار تنفيذ مخرجات الجلسات الوطنية التي أمر بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للنهوض بقطاع السينما، والمنعقدة في شهر جانفي الماضي، وفي مقدمة هذه المخرجات نشر الثقافة السينمائية على نطاق واسع، واستغلال الأعمال السينمائية في تحقيق التنمية، يقول السيد مخالفية: “علينا أن نواكب النهوض الاقتصادي للدولة بتطور ثقافي، فالسينما حاملة للقضايا وسفيرة للنوايا، وعن طريق الصورة والسينما ننجز التسويق السياحي، ولما يكون العمل السينمائي ضخما سيسهم في فتح مناصب شغل ويٌشكل موردا اقتصاديا كما يمكن تسويقه في الخارج”.
ورشـــات فــنــيــة لــتــعلــيــم الشــبــاب أبجــديــات الــســيـنــمــا
ما ميّز التظاهرة الثقافية في بلدية أولاد يعيش تنفيذا لمسعى نشر الثقافة السينمائية، هو تنظيم ورشات فنية لتعليم الشباب أبجديات العمل السينمائي، وتتعلق بالصوت، الصورة والتركيب والتي من خلالها سيتم تشجيع الشباب على ولوج عالم الفن السابع، حيث أفاد مخالفية بأنّ هذه الورشات تهدف في طياتها ومدلولاتها لإعادة الاعتبار للسينما، خاصة في الوسط الشباني، قائلا بأننا في عصر الصورة والتي يمكن قول أشياء كثيرة عن طريقها.
وأضاف بأنه من خلال هذا التظاهرة سيحصل الشباب على فرصتهم لإظهار مواهبهم، والالتحاق بالمعهد العالي للسينما مستقبلا، كما ستسمح لهم هذه الورشات بمعرفة بعض خصائص العمل السينمائي التي تتوفر على بعض العناصر المتعلقة بالسيناريو، الصوت، الصورة والتركيب.
وفي ذات السياق، أشار السيد مانع إلى أنه من خلال هذه الورشات سيتم تلقين الشباب مفاهيم أساسية وأبجديات حول تصوير الفيلم وكيفية تركيبه، موضحا بأن السينما تتميز بعرض عمل على شاشة كبيرة في ظلام دامس، وبحضور تقنيين مختصين في الصوت، وقال “نسعى ليكون لدينا جمهور مهتم بالسينما، وسنسعى لإجراء تكوينات في معاهد مختصة لصقل المواهب، بحيث لابد أن تكون هناك نهضة في هذا المجال”.
نــحــو إعــادة تــهــيــئــة قــاعــة الــســيــنــمــا بــالــبــلــيـــدة
من أجل النهوض بقطاع السينما وفق ديناميكية جديدة، سيتم تفعيل قاعات السينما على المستوى الوطني لتشهد عرض برامج وأفلام طوال السنة بحسب ما أكده مخالفية وكذا السيد مانع، هذا الأخير كشف عن استفادة قاعة السينما الواقعة بمدينة البليدة، والتي تحمل تسمية “سينماتك” من غلاف مالي قدره 15 مليار سنتيم لإعادة تهيئتها، حيث يعكف المركز الجزائري للسينما حاليا على تحيين دفتر الشروط لأجل تجسيد هذا المشروع، والذي لن تتجاوز مدة إنجازه ستة أشهر، مع العلم أن قاعة المسرح العتيقة محمد توري خضعت مؤخرا لإعادة تأهيل، ويفترض أن تفتتح أبوابها مع نهاية الشهر الحالي.