قالها ذات يوم..«ما نلاقيه من داء الجهل أكبر ممّا نلاقيه من داء الموت»

الإمام عبد الحميد بن باديس.. بين الإصلاح والنهضة

أمينة جابالله

عرف بشخصية مناوئة للاستعمار والاستبداد فسبَّلها طواعية سرا وعلانية، لمحاربة الاحتلال بكل أشكاله من جهة، وبالقضاء على الجهل ومحو الخرافات من عقول الجزائريين من جهة أخرى، عانقت روحه تفاصيل التفاصيل الضاربة في عمق الأصالة والدين واللغة، ناهيك عن تمسّكه بكل ما يمت صلة بالعادات والتقاليد الجزائرية، عاش مجاهدا بالقلم وتنوير النفوس والضمائر والقلوب، وهب حياته لأجل نشر العلم ومحو الأمية، وشاء القدر بعد مسيرة حافلة بكل مرادفات المعرفة، أن ترتبط ذكرى وفاته بإحياء عيد العلم تكريما لما تركه من مواقف ومآثر وأقوال خالدة ستظل تعانق أجيالا، توارثت
وشاح كرامة التي إن هلكت فصيحتها تحيا الجزائر والعرب.

 هو الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس الجزائري موطنا، القسنطيني مولدا ونشأة، العربي المسلم انتماء واِنتسابا، ارتبط اسمه بيوم جليل حمل راية العلم المصادف لـ16من شهر أفريل من كل عام، الذي أصبح مناسبة وطنية يستذكر فيها الشعب الجزائري مناقب هذا الرجل الفذ الذي يشهد له التاريخ ويفتخر بأنه ابن من أبناء الجزائر البررة، الذي رضع الشهامة وتربى على حب العلم ونشره، إلى جانب تمسّكه الوطيد بالعقيدة الإسلامية السمحاء، التي أكسبته هيبة قل نظيرها في زمن تكالبت فيه شرذمة إستعمارية بائسة التي بقدر ماعمت في ربوع الوطن عتوا وفسادا، بقدر ما لحقتها لعنة دماء الشهداء وكبلتها بسلاسل الهزائم والخسائر التي ستظل تلاحقها إلى الأبد مهما فعلت.
نسبه وتاريخ مولده وأسرته
هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحّول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة، يوم الجمعة الموافق لـ 4 ديسمبر 1889، ينتمي ابن باديس إلى بيت عريق في العلم والسؤدد ينتهي نسبه في سلسلة متّصلة ببني باديس المنتسبين لجدّهم الأول مناد بن حميد بن باديس الذي ظهرت علامات شرفه وسيطرته في وسط قبيلته،.. أصل هذه القبيلة كما يقول المستشرقان من ملكانة أو تلكانة وهي فرع من أمجاد القبيلة الصنهاجية أحد القبائل الامازيغية المشهورة في دول المغرب العربي
العلم بالنسبة له طريقة يتَّبِعها ومشرباً يَرِدُه
كان عبد الحميد الابن الأكبر لوالديه، فأمه زهيرة بنت محمد بن عبد الجليل بن جلّول من أسرة مشهورة بقسنطينة لمدة أربعة قرون على الأقل، وعائلة «ابن جلّول» من قبيلة «بني معاف» المشهورة في جبال الأوراس، انتقل أحد أفرادها إلى قسنطينة في عهد العثمانيين.
كان والده بارًا به يحبه ويتوسّم فيه النباهة، فقد سهر على تربيته وتوجيهه التوجيه الذي يتلاءم مع فطرته ومع تطلعات عائلته. عبد الحميد بن باديس نفسه يعترف بفضل والده عليه منذ أن بصر النور وفقد قال ذلك في حفل ختم تفسير القرآن سنة 1938 م، أمام حشد كبير من المدعوين ثم نشره في مجلة الشهاب: إن الفضل يرجع أولاً إلى والدي الذي ربّاني تربية صالحة ووجهني وجهة صالحة، ورضي لي العلم طريقة أتبعها ومشرباً أرده، وبراني كالسهم وحماني من المكاره صغيراً وكبيراً، وكفاني كلف الحياة.. فلأشكرنه بلساني ولسانكم ما وسعني الشكر».
طلبه للعلم ورحلته في عالم المعرفة والنور
بدأ حياة التعلم في الكتاب القرآني على الشيخ محمد المداسي حتى حفظ القرآن عليه، ختم عبد الحميد بن باديس حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة عاما على يد الشيخ محمد المداسي ومن شدّة إعجاب الشيخ بجودة حفظه، وحسن سلوكه، قدمه ليصلي بالناس التراويح في رمضان بالجامع الكبير سنتين أو ثلاثا، وتلقى مبادئ العلوم العربية والإسلامية بجامع سيدي عبد المؤمن على مشايخ أجلاء من أشهرهم العالم الجليل الشيخ حمدان الونيسي القسنطيني ابتداء من عام 1903 وهو من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الديني، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: «ادرس العلم للعلم لا للوظيفة»، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية الفرنسية..
فأول محطاته لنيل العلم كانت بين أحضان صرح الأنوار والعلوم جامعة الزيتونة في تونس  ثم توّجه إلى منارة العلماء الأجلاء في بلاد الحرمين الشريفين بالمدينة المنورة ليستقي من منبعهم روافد العلم اللدني النافع في الدين والدنيا.. حيث كانت له في رحلته العلمية التاريخية العظيمة وقفات وملاقاة وأحداث.
عبد الحميد بن باديس في جامع الزيتونة بتونس
وفي سنة - 1908 التحق الشيخ عبد الحميد بجامع الزيتونة، فأخذ عن جماعة من كبار علمائها الأجلاّء، وفي طليعتهم زعيم النهضة الفكرية والإصلاحية في الحاضرة التونسية العلاّمة «محمّد النخلي القيرواني» المتوفى سنة: (1342 هـ - 1923 م)، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور المتوفى سنة: (1393 هـ - 1973 م)، فضلاً عن مربين آخرين من المشايخ الذين كان لهم تأثير في نمو استعداده، وتعهّدوه بالتوجيه والتكوين، كالبشير صفر، وسعد العياض السطايفي، ومحمّد بن القاضي وغيرهم، وقد سمحت له هذه الفترة بالاطلاع على العلوم الحديثة وعلى ما يجري في البلدان العربية والإسلامية من إصلاحات دينية وسياسية، في مصر وفي الشام وغيرهم، ممّا كان لهذا المحيط العلمي والبيئة الاجتماعية، والملأزمات المستمرّة لرجال العلم والإصلاح الأثر البالغ في تكوين شخصيته ومنهاجه في الحياة.
الشيخ الإمام في المدينة المنوّرة
سافر الإمام عبد الحميد بن باديس عام 1913، في رحلة طويلة امتدت إلى الحجاز ومنه إلى الشام ومصر، لأداء فريضة الحج وزيارة بعض العواصم للاتصال بعلمائها والاطلاع على ما يجري بها، معتبرا هذه الرحلة تتمة للدراسة. وبعد أداء مناسك الحج والعمرة زار المدينة المنورة وأقام بها، وفي أثناء إقامته بها لقي أستاذه الأول الذي درس عليه في مدينة قسنطينة (الشيخ حمدان الونيسي الجزائري) الذي هاجر إلى المدينة المنورة وأقام بها، وتعرف على بعض العلماء ومن رفقاء أستاذه مثل: الشيخ حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، والشيخ الوزير التونسي، وألقى بحضورهم درسا في الحرم النبوي الشريف، فأعجبوا به إعجابا شديدا مما لفت الأنظار إليه. وفي هذه الأثناء أبدى رغبته في البقاء بالمدينة المنورة إلى جوار أستاذه (الشيخ الونيسي) فرحب الأستاذ بهذه الفكرة ورغبه فيها، لما يعرف من أوضاع بلده. لكن الشيخ حسين أحمد الهندي لم يوافقه على ذلك، بل نصحه بضرورة العودة إلى وطنه لخدمة بلاده ومحاولة إنقاذها مما هي فيه، بما توسم فيه من حزم وعزم وصلاح، قائلا له: إرجع إلى وطنك يا بني فهو بحاجة إليك وإلى أمثالك، في وطنك وفي مستوى وطنيتك وعلمك قليلون بسبب الهمجية الفرنسية التي تحارب الدين واللغة وخدمة الإسلام في بلادك أجدر لك وأنفع لها. فاقتنع الشاب عبد الحميد بن باديس بوجهة نظر هذا الشيخ، وقبل نصيحته وقرر الرجوع إلى الوطن.
وخلال الفترة التي قضاها في المدينة المنورة تعرف إلى شاب جزائري في مثل سنه عالم وأديب، هو الشيخ العالم الجليل محمد البشير الإبراهيمي المقيم مع والديه في المدينة المنورة، أقام معه مدة تعارفا فيها وتحاورا معا في شأن الخطة الإصلاحية التي يجب أن تضبط لعلاج الأوضاع المتردية في الجزائر، واتفقا على خدمة بلادهما متى عادا إليها.
«وقد ذكر الشيخ الجليل الإمام الكبير محمد البشير الإبراهيمي أنهما لم يفترقا مدة إقامة الإمام عبد الحميد بن باديس بالحجاز، فكانا يقضيان الليل كله يحللان أوضاع الجزائر، ويحددان شروط ووسائل نهضتها».
عودته للجزائر.. وتقلدّه منصب المدرس برتبة صحفي
عاد ابن باديس إلى الجزائر عام 1913 م، واستقر في مدينة قسنطينة، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار، وكان المسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه، ثم تبلورت لديه فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين، واهتماماته كثيرة لا يكتفي أو يقنع بوجهة واحدة، فاتجه إلى الصحافة، وأصدر جريدة المنتقد عام 1925 م وكان شعارها «الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء»، ثم أوقفت بعد العدد الثامن عشر؛ فأصدر جريدة الشهاب الأسبوعية، التي بث فيها آراءه في الإصلاح، واستمرت كجريدة حتى عام 1929 م، ثم أنشأ بعدها جملة من الجرائد المفعمة بالروح الوطنية وهي: البصائر والسنة والشريعة  والصراط، وكان شعارها مقولة الإمام مالك إمام دار الهجرة: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».
بوادر فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
كان ذلك في سنة 1931 في نادي الترقي بالجزائر العاصمة، أي بعد أول توقف لصدور مجلة الشهاب، وذلك في شهر شعبان 1328 هـ (سبتمبر 1939) بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحتى لا يكتب فيها أي شيء تريده منه الإدارة الفرنسية تأييداً لها، وفي سنة 1936 م دعا إلى مؤتمر إسلامي يضم التنظيمات السياسية كافة، واستجابت أكثر التنظيمات السياسية لدعوته وكذلك بعض الشخصيات المستقلة.
العوامل المؤثرة في شخصية ابن باديس
لا شكّ أن البيئة الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان، وفي بلد كالجزائر عندما يتفتح ذهن المسلم على معاناته من فرنسا، وعن معاناته من الجهل والاستسلام للبدع - فسيكون هذا من أقوى البواعث لأصحاب الهمم وذوي الإحساس المرهف على القلق الذي لا يهدأ حتى يحقق لدينه ولأمته ما يعتبره واجباً عليه، وكان ابن باديس من هذا النوع. وإن بروز شخصية كابن باديس من بيئة ثرية ذات وجاهة لَهو دليل على إحساسه الكبير تجاه الظلم والظالمين، وكان بإمكانه أن يكون موظفاً كبيراً ويعيش هادئاً مرتاح البال ولكنه اختار طريق المصلحين.
تأتي البيئة العلمية التي صقلت شخصيته وهذبت مناحيه والفضل الأكبر يعود إلى الفترة الزيتونية ورحلته الثانية إلى الحجاز والشام، حيث تعرف على المفكرين والعلماء الذين تأثروا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما دعا إليه من نقاء العقيدة وصفائها. وكان لمجلة المنار التي يصدرها الشيخ رشيد رضا أثر قوي في النظر لمشكلات المسلمين المعاصرة والحلول المطروحة.
ما شجّع ابن باديس وأمضى عزيمته وجود هذه العصبة المؤمنة حوله -وقد وصفهم هو بالأسود الكبار- من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي. وقد عملوا معه في انسجام قلّ أن يوجد مثله في الهيئات الأخرى.
آثار ابن باديس
شخصية ابن باديس غنية ثرية ومن الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمام بكل أبعادها وآثارها؛ فهو مجدّد ومصلح يدعو إلى نهضة المسلمين ويعلم كيف تكون النهضة..
وقبل كل هذا فهو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله، وهو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ويسهر على إدارة مجلة الشهاب، ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة.
إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية في كتاب أو مؤلَّف، والأجيال التي رباها كانت وقود الثورة التحريرية ، وقليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العملي لمبادئهم كما أتيحت لابن باديس.
طريقته في التربية هي توعية هذا النشء بالفكرة الصحيحة كما ذكر الشيخ الإبراهيمي عن اتفاقهما في المدينة: «كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 في تربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم وإنما نربيه على فكرة صحيحة».
ينتقد ابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم والتي كانت تهتم بالفروع والألفاظ - فيقول: «واقتصرنا على قراءة الفروع الفقهية، مجردة بلا نظر، جافة بلا حكمة، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة، تفني الأعمار قبل الوصول إليها».
كل أشعار وخطب ابن باديس مهداة للجزائر
ترك الشيخ الإمام عبد الحميد ابن باديس أشعارا ومقولات و خطبا باتت من أجمل ما يحفظه كل جزائري، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر نشيد « شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ» الذي جاء في 31 بيتا، الأبيات التي لخصت حب الوطن في كلمات خالدة، حيث قال في مطلعها:

شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ
وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ
أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ
رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَا نَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا
وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا
وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإحْـسـانِ
وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ
فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ
سُـمًـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ
فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا
فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحب
ومن كـان يبـغي ذلــنا
فـلـه الـمـهانـة والـحـرب
هذا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا
بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا
من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ
حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي
تحيا الجزائر والعرب
مدينة الجسور المعلقة نعت ابنها على ضوء رسائل خالدة
توفي عبد الحميد ليلة الثلاثاء الثامن من ربيع الأول سنة 1359 هـ الموافق لـ 16 أبريل 1940م، في مسقط رأسه بمدينة قسنطينة، التي اتخذها في حياته مركزا لنشاطه التربوي، والإصلاحي، والسياسي، والصحافي. وفي يوم تشييع جنازته إلى المقبرة خرجت مدينة قسنطينة على بكرة أبيها كلها تودعه الوداع الأخير، كما حضرت وفود عديدة من مختلف جهات القطر الجزائري للمشاركة في تشيع الجنازة ودفن في مقبرة آل باديس الخاصة في مدينة قسنطينة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024