الجزائر حققّـت منجـزات متمـيّزة في المجال.. يوسف اولاد حسيني لـ”الشعب”:

الإبداع الوطني.. رافـد أوّل لتقنيـات الذكــاء الإصطناعـي

تمنغست: محمد الصالح بن حود

يرى الأستاذ الجامعي يوسف اولاد حسيني، أن الحديث عن موضوع الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن، يحمل دلالات التأثير والتأثر، على غرار الحديث عن العولمة وتداعياتها والرقمنة وميزاتها في وقت سابق، وما كان منها على الفرد والمجتمع وعلى تراثهم المادي وغير المادي، مشيرا إلى أنه لا يمكن نفي القفزة النوعية التي قدمتها هاته التقنيات من حيث السرعة، التكلفة، الخدمة، المرونة والراحة، لكنها في نفس الوقت، ساهمت في نمو الإشكاليات القانونية والاخلاقية في الاستخدام، منها الهيمنة الثقافية واللغوية والهيمنة الاقتصادية.

أكد المختص في خدمات المعلومات الإلكترونية في المؤسسات الوثائقية بجامعة الحاج موسى أخاموك بتمنغست، الدكتور يوسف اولاد حسيني،  أن الجزائر تعمل على مواكبة التطورات الحاصلة في مجال التقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، خصوصا صناعة الشرائح الالكترونية التي ستدعم تبني تقنيات ذات بعد محلي، ومجال التخزين السحابي للبيانات على المركز الوطني للبيانات السحابية التي بدأت الجزائر في انشاءه.
وقال المتحدث في تصريح لـ«الشعب”، إن المجال الثقافي يعمل في الوقت الراهن على مجال الرقمنة بشكل كبير، ولعل هذا يندرج في السياسة الوطنية على تسجيل التراث الثقافي للحفظ عبر الهيئات العالمية كاليونسكو، وعبر رقمنة شبكات المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية ودور الثقافة والحضائر الثقافية، في حين يرى أن تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي لا يزال ميدان فراغ، وقد يعود ذلك – بحسبه -  لحداثته أو للمخاوف التي تتطلب بنية تحتية وطنية لتوازن بين الحفظ والحماية.
ويرى أولاد حسيني أن تبني التقنية الرقمية عموما، والذكاء الاصطناعي خصوصا في مجال التراث الثقافي، يطرح إشكاليات متعلقة بالهيمنة الثقافية، مؤكدا أن النماذج العالمية تعبر عن القوة الثقافية السائدة، ومنه فإنها تروج لتوجهاته الثقافية مما سيؤثر على التواجد الثقافي للأخر وقد يكون مدمرا لبعضها أيضا، وأضاف أن التحديات الأخلاقية في الاستخدام تزيد من هاته المخاطر عبر التوجيه المقصود من بعض الأطراف لأغراض ثقافية سياسية وتجارية، بالإضافة إلى المخاطر التكنولوجية المتعلقة بالهجمات السيبريانية والتقدم التكنولوجي التي قد تتسبب بخسارة للبيانات وتقادم في أشكال الملفات، وأخيرا ظهور ثقافات رقمية قد تؤثر على الأصالة وتغير السياق الأصلي لوجود التراث الثقافي، مما يطرح تساؤلات مستقبلا ما أصل هذا التراث الثقافي؟.
وفي سياق آخر، تطرق محدثنا إلى مفهوم التوثيق الرقمي بتقنية الرقمنة، والذي يعبر عن تسجيل وتخزين وإدارة المعلومات المتعلقة بالتراث الثقافي عبر التصوير الرقمي أو المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد أو التسجيلات السمعية والبصرية أو التسجيلات الوصفية لما وراء البيانات، ولعل دمجه مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي – يضيف محدثنا -  يتيح إمكانيات لحفظ وحماية وإعادة احياء التراث الثقافي عبر تعزيز إمكانية الوصول الدقيق، وإعادة الانتاج للأهداف الاحترازية، بالإضافة إلى التقليل من المخاطر المتعلقة بالتلف والتأكل للتراث المادي، والضياع والاندثار بالنسبة للتراث اللامادي، مشيرا أن الخوض في هذا المجال يقودها تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد، التحليل التنبئي، الروية الحاسوبية، الواقع المعزز والواقع الافتراضي “لكن رغم هاته الميزات القوية التي تتيحها التقنية الحديثة، لكنها تطرح إشكاليات الهيمنة الثقافية واللغوية، كونها تنبع من شركات غربية لا تحمل نفس التوجهات الثقافية التي تمثل الهوية الوطنية”، في نظر المتحدث.
اولاد حسيني يرى أن تبني هذه التقنيات يجب أن ينبع من الابداع والتطوير الوطني والمحلي، مستمدا من هذه التجارب ما يمكن أن يفيد في هذا الانتاج الوطني المرفق بسياسات وطنية تراقب وتتماشي وتحرص على الجوانب القانونية والأخلاقية للاستخدام من أجل حماية بياناتها، وقال “في هذا الشأن خطت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطوات معتبرة في هذا السياق عبر دور الذكاء الاصطناعي ومشاريع البحث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومشاريع صناعة الشرائح الدقيقة لتطوير الصناعة الالكترونية كلها سيكون لها أثر واضح على التراث الثقافي مستقبلا، والحفاظ على الهوية الوطنية في ظل الصراع الثقافي العالمي”. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025
العدد 19752

العدد 19752

السبت 19 أفريل 2025
العدد 19751

العدد 19751

الجمعة 18 أفريل 2025