الدكتورة أمـيرة زاتير لـ”الشعـب”:

الذكـاء الاصطناعـي.. حمايــة الخصوصيــة التراثيـــة الثقافيـــة

أمينة جابالله

تقول الدكتورة أميرة زاتير “إنه من التناقضات الجميلة والغريبة في نفس الوقت الانسجام الموجود ما بين التكنولوجيا والماضي، فصار الاثنين ينسجمان في قالب واحد من أجل تكريس وحماية الخصوصية التراثية الثقافية لأي مجتمع، لاسيما الحضارات الغابرة، حيث كان يظن الكثير أنها صارت وتراثها المادي منسي ومندثر للأبد”.
قالت أستاذة الهندسة المعمارية بالمدرسة الوطنية المتعددة العلوم للهندسة المعمارية والعمران الجزائر العاصمة أميرة زاتير،  في حديث لـ«الشعب”، إن الذكاء الاصطناعي صار آلية ناجعة لتسهيل الصعب في الميدان البيداغوجي والعلمي والرقمنة، وأضافت: “اليوم صرنا نستخدمه في خدمة التراث الثقافي من خلال عملية التوثيق الرقمي له بكل الآليات والتصنيفات المتاحة، حيث أن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته صار الأنجع”.
وأشارت المتحدثة إلى أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بمميزات تجعله يستخدم في صون التراث بصنفيه وبكل أشكاله، وأفادت “هناك عدة تطبيقات قد استحدثت في الذكاء الاصطناعي والتي صارت تساعد المختصين في العمارة وفي التراث بصورة عامة في إعادة الترميم الافتراضي وتقديم فرضيات بالنسبة للمباني، وعليه فكل ما وصلنا الآن نضعه أمامنا، وعن طريق مختلف التقنيات نستخدم جداول وفرضيات وبطريقة منهجية نعيد الترميم وإعادة تأهيل افتراضي لذلك الزي أو الموقع، أو لتلك المدن وحتى لحضارات كانت قائمة”.
 وكباحثين - تقول زاتير - “طوّرنا تقنيات ترميمية ناجحة، حيث ساعدتنا في المتاحف والجولات الافتراضية لكي نقرب للسائح وللأفراد ما كانت عليه مدننا القديمة، أو ما كان على شاكلة أزياء وغيرها من أوجه التراث المختلفة”.
 وترى المتحدثة بأنه حتى يطور ويعزز هذا الحوار ما بين الذكاء الاصطناعي والتراث وحتى يعد الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث، يجب فهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وايجاد مناخ مناسب له، ناهيك عن استعماله بطريقة مفيدة لا أن نبتعد عن الوسط الذي كان فيه ذلك التراث أو عن الفرضية الحقيقية التي بني عليها البحث.
وأضافت بأنه يجب أن تكون لدينا معرفة واطلاع كبيرين بالمعطيات النظرية لذلك الموقع “حتى نستطيع أن نستعمل الذكاء الاصطناعي في هكذا مجال، وكي لا نجد أنفسنا بعيدين عن نتائج تحاكي خصوصيتنا، إلى جانب ذلك يجب أن نواكب كل التطورات وكل جديد حول هذه الثورة التكنولوجية”.
وتؤكد الدكتورة أميرة زاتير، في سياق حديثها، بأن الجزائر مثلها مثل بلدان العالم تتجه بوعي كبير نحو استخدام الذكاء الاصطناعي واستغلاله في عدّة مجالات، وذلك من خلال مخابر مختصة في البحث العلمي، لاسيما تلك المتعلقة بصون التراث.
 وأوضحت زاتير أنهم كمختصين في العمارة والتراث قدموا مع طلبة لما قبل وبعد التدرج مقالات وأبحاث ونتائج لأول تصور لترميمات افتراضية لمدن كانت قد اندثرت تماما، لا يعرفون عنها شيئا إلا عبر ما وصلهم من خلال كتب ومقالات، مشيرة إلى أنهم يعملون على ترجمة تلك المراجع والمخطوطات إلى أبعاد ورسومات معمارية ويستعملونها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي حتى تقرب لهم الصورة كما ينبغي، مؤكدة أن هذه التقنية كانت ناجحة.
كما أشارت في ذات الصدد لنتائج الأبحاث التي توصلت إليها عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، على رأسها إعادة تأهيل “المدن والعمارة الأميرية” التي شيدت في فترة الأمير عبد القادر، وأيضا بحوث ذات صلة تعكس بحسب المتحدثة “حقيقة استعداد الجزائر لتوظيف الذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز وبلورة تراثنا الثقافي والحفاظ عليه”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025
العدد 19752

العدد 19752

السبت 19 أفريل 2025
العدد 19751

العدد 19751

الجمعة 18 أفريل 2025