قدم الدكتور عبد الحميد بورايو ندوة علمية بقاعة الندوات بالجناح المركزي للمعرض، تحت إشراف المنظمة الوطنية لناشري الكتب، حول شخصية المفكر الدكتور ابن أبي شنب؛ ضمت الندوة محاورا حول حياة المفكر وآثاره، إضافة إلى تقديم كتابه الموسوم « أمثال الجزائر ودول المغرب».
افتتح الدكتور عبد الحميد بورايو الندوة بكلمة شكر للمنظمة الوطنية للناشرين، على رعايتهم للنشاط الثقافي في هذا الزمن الصعب الذي تمر به الثقافة بصفة عامة والكتاب بصفة خاصة.. مؤكدا أنّ أيّ مجهود يبذل وراءه حسّ وطني ونظرة صائبة وفكر نير..
قال الدكتور عبد الحميد بورايو أنّ اهتمامه بابن أبي شنب راجع لاهتمام هذا الأخير بالثقافة الشعبية، خاصة وأننا مازلنا نعيش في زمن التمييز بين الثقافة النخبوية والثقافة الشعبية، وينظر إلى هذه الأخيرة نظرة الاحتقار..
أشار بورايو إلى أن ابن أبي شنب عاش في فترة الاستعمار، وكان مثقفا وعالميا موسوعيا، وصل إلى درجة كبيرة من المعرفة والعلم في مجال الأدب، وهو رائد من رواد النهضة الإسلامية على المستوى العربي، وكان له ارتباط وثيق بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فاهتم بتحقيق عدد كبير من الأعمال المهمة في اللغة العربية التي لم تكن يُعنى بها قبله، إضافة إلى اعتنائه بالتراث الأندلسي كمحاولة لفرض الذات المغاربية في الثقافة العربية الإسلامية، وبعد موته أبّنه أعضاء أساسيون في جمعية العلماء المسلمين أمثال الزاهري والابراهيمي، كما كتب عنه ابن باديس في الصحافة..
وأضاف المتحدث أنّ ابن أبي شنب التزم بهويته، كما التزم بمسؤولية التعبير عن الذات العربية الإسلامية في زمن طغى فيه الاستعمار، فكان يدرس في الجامعة ويحضر الملتقيات في مدن غربية بهندامه الجزائري التقليدي.
وأردف عبد الحميد بورايو قائلا: إن ابن أبي شنب كان وسيطا بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى ( أتقن عدة لغات كالإسبانية والإنجليزية والتركية... )، فقد تربى وتكوّن على يد المستشرقين، لكنه اجتهد وثابر وأظهر إمكانياته فعرفوا قيمته وأصبحوا يستفيدون منه.
يرى عبد الحميد بورايو أنّ عدم الاهتمام والعناية بهذه الشخصية من قبل الجزائريين يرجع إلى ظهورها في الفترة الاستعمارية إضافة إلى بعض المعطيات السياسية المغلوطة. ويؤكد على ضرورة إعادة النظر في هذه الشخصية والاهتمام بها.
وفي حديثه عن كتاب ابن أبي شنب «أمثال الجزائر والمغرب»؛ ذكر الدكتور بورايو أنّ المؤلف جمع فيه حوالي أكثر من 3000 مثل نسبهم إلى الجزائر والمغرب. وأردف قائلا إن هذا الكتاب ليس مجرد تقديم فقط، بل هناك ترجمة إلى اللغة الفرنسية. إضافة إلى أنه كان يقدّم تلك الأمثال توثيقا وتهميشا، ويقارن تلك الأمثال بالأمثال في المشرق، كما يقارن الأمثال الشعبية والعربية في المدوّنات.
وفي ذات الصدد، نوّه عبد الحميد بورايو إلى أنه ترجم مقدّمة كتاب بن أبي شنب إلى اللغة العربية باعتبار أنّ أغلب الطلبة الجزائريين يتقنون اللغة العربية.