أعلنت جامعة باتنة 1، السبت، عن تنظيم ملتقى وطنياً عن بعد حول «الإسهامات الجزائرية في الدراسات القرآنية: الدرس الأدبي واللغوي نموذجا»، وذلك شهر ماي المقبل. ويرمي هذا الملتقى إلى التعريف بجهود علماء الجزائر وباحثيها في الدراسات القرآنية خاصة في مجال اللغة والأدب والنقد، وكذا «التأسيس لمرجعية جزائرية خاصة في هذا المجال، من خلال المؤلفات والبحوث المنجزة والمنقحة».
ينظّم مخبر الموسوعة الجزائرية الميسرة، بقسم اللغة والأدب العربي، كلية اللغة والأدب العربي والفنون بجامعة الحاج لخضر باتنة 1، ملتقى وطنيا عن بعد حول «الإسهامات الجزائرية في الدراسات القرآنية: الدرس الأدبي واللغوي نموذجا»، وذلك يومي 11 و12 ماي المقبل. وستكون المشاركة في الملتقى بشكل حضوري بالنسبة لأساتذة القسم، وبشكل افتراضي بالنسبة لبقية المشاركين.
يهدف الملتقى إلى التعريف بجهود علماء الجزائر وباحثيها في مجال الدراسات القرآنية، والكشف عن إضافاتهم المنهجية والمعرفية في حقل الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية في القرآن الكريم، إلى جانب التأسيس لمرجعية جزائرية خاصة في هذا المجال، من خلال المؤلفات والبحوث المنجزة والمنقحة. كما يهدف إلى تقريب الطلبة إلى مجال الدراسات القرآنية، وتشجيعهم على البحث في ذلك، وتزويدهم بالأدوات الإجرائية والحدود المعرفية والقواعد العلمية والمناهج اللغوية والأدبية الموظفة، تذليلا لصعابها وتحفيزا لإتقانها وتفعيلها.
ومن أهداف الملتقى أيضا، تأسيس أرضية معرفية منهجية للباحث الجزائري المعاصر، من حيث معرفة حدود هذه الدراسات ومجالاتها المعرفية المتعددة، ومناهجها العلمية الموظفة، ومرجعياتها الأكاديمية المتوفرة، حتى يستطيع أن ينطلق منها في تحديد افقه العلمي، وفي اختيار أهم الموضوعات والقضايا التي تشغل هواجسه المعرفية أو التي لم تحسم إشكالاتها المنهجية والعلمية.
وتنقسم أهم الإشكاليات المنهجية والمعرفية المرتبطة بحقل الدراسات القرآنية في جهود علماء الجزائر وباحثيها، تنقسم إلى ثلاثة أبعاد أساسية، أولها البعد المعرفي الذي يُعنى بالبحث عن طبيعة العلوم اللغوية والأجناس الأدبية عند العلماء الجزائريين، وثانيها البعد البيبليوغرافي الذي يهتم بالكشف عن حقيقة الجهود الجزائرية والمراجع العلمية المرتبطة بمجال الدراسات القرآنية بصورة أساسية أو فرعية، وثالثها البعد المنهجي الإجرائي الذي يبحث عن طبيعة الأدوات الإجرائية والمناهج اللغوية والنقدية لمقاربة النص القرآني.
للملتقى محاور، أهمها محور «الدراسات الترجمية والبيبليوغرافية»، الكاشفة لسير علماء الجزائر وباحثيها، قديما وحديثا، المهتمين بالبحث عن المجالات اللغوية والأدبية في القرآن الكريم، والتنقيب عن مؤلفاتهم العلمية من كتب أو بحوث علمية أو مقالات، ومنهجهم في تلك المؤلفات وإضافاتهم المنهجية والمعرفية فيها.
أما المحور الثاني فيتطرّق إلى «الدراسات التاريخية»، وهي تلك المتعلقة بنزول القرآن الكريم وعلومه السياقية المتعددة، والمرتبطة بالواقع اللغوي قبل نزول القرآن أو بعده، ومحاولة فهم العلاقة بين اللهجات العربية المستعملة وبين لغة القرآن الكريم بدراسات مقارنة أو وصفية أو إحصائية.
ويُعنى محور «الدراسات اللغوية» بالدراسات المرتبطة بالبنى القرآنية المتعددة حسب مستوياتها اللسانية (الصوتي، الإفرادي الصوتي، التركيبي النحوي، الدلالي، المعجمي) وأهم الموضوعات المقترحة في هذا المجال. فيما يتطرّق محور «الدراسات اللسانية أو البلاغية الأسلوبية» إلى تلك الدراسات المفسرة لقضية إعجاز القرآن بجميع مناهجها الموظفة (البنيوي، الوظيفي، التداولي، اللغوي، الفني، الذوقي، العقلي، منهج الموازنات البيانية...)، أما محور «الدراسات اللسانية الخاصة أو القرآنية»، فيتعلق بالدراسات الموضّحة لطبيعة النسق القرآني والتعانقات النصية أو الدلالية بين كلماته وآياته وسوره، فيما يسمى بـ «علم المناسبات بين الآيات والسور» أو «علم الترتيب والتناسق» أو «علم الإعجاز القرآني في ترابط وحداته اللغوية».
كما نجد محورين آخرين، يعنى أحدهما بـ «دراسة الأجناس الأدبية والمناهج النقدية القديمة أو الحديثة» في مقاربة الجزائريين للنص القرآني، من حيث استيعاب القضايا الأدبية والنقدية، ثم تقديم إضافات علمية ومنهجية في هذا الشأن. أما الآخر فيُعنى بـ»الدراسات اللغوية والتاريخية حول الرسم العثماني»، وما تعلق به من مسائل لغوية في طبيعة القواعد والضوابط المعتمدة في كتابة القرآن برسمه المعروف به.
تجدر الإشارة هنا، إلى أنّ منظّمي الملتقى حدّدوا آخر أجل لإرسال ملخصات المداخلات المرشحة للمشاركة بتاريخ 20 مارس المقبل، ويمكن على موقع الجامعة الاطلاع على شروط المشاركة، وأهم المواعيد المتعلقة بها.