أكد حاج مسحوب مدير الثقافة لولاية غليزان، أن الضعف المسجل في المقروئية على مستوى الولاية راجع إلى عدة أسباب، أهممها الركود الذي تعرفه المكتبات البلدية ووجود المكتبة الولائية «مكتبة المطالعة» في منطقة معزولة، الأمر الذي جعل الفئة المثقفة على وجه الخصوص تعزف عن التوجه إليها.
كشف مدير القطاع في تصريح لـ»الشعب»، بأن المكتبة الولائية تسجل حاليا 425 منخرط من فئة الكبار، و158 منخرط من فئة الصغار، وهو رقم ضعيف حسب محدثنا، غير أنه منطقي نتيجة الأسباب المذكورة سالفا، رغم الإمكانيات المتاحة، في ظل ما تزخر بها المكتبة من كتب وصل عددها إلى 14469 كتاب، بما يعادل 4913 عنوان، مشيرا إلى أن ذلك يأتي رغم الحملة التحسيسية التي قامت بها المديرية الوصية والقائمون على شؤون المكتبة، من خلال إصدار مطويات تعرف بهذا الصرح الثقافي في المؤسسات التربوية والمركز الجامعي.
وأوضح مدير الثقافة بأن الأمل في تحسين المقروئية ينطلق من خلال الإجراءات المتخذة من طرف الوزارة الوصية والمديرية الولائية، التي تبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق هذا الهدف.
وقال محدثنا بأن أهم إجراء يتمثل في إنجاز المكتبة الرئيسية، وهو المشروع الذي وافقت عليه الوزارة الوصية، الأمر الذي دعا المديرية الولائية إلى تقديم طلب إلى للوالي من أجل اختيار الأرضية المناسبة لإنجاز هذا الصرح الثقافي وفق المعايير العالمية المعمول بها في علم المكتبات.
وأكد حاج مسحوب بأنّ المديرية الولائية تستقبل سنويا حصصا معتبرة من عناوين الكتب، التي نُشرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كاشفا في ذات السياق بأن الإجراء الثاني يهدف إلى ضم المكتبات البلدية، تحت سلطة مديرية الثقافة، وهي المكتبات التي أنجزت في سياق المشروع الذي يرمى إلى إنجاز مكتبة بلدية في كل بلديات الوطن، الأمر الذي جعل المديرية تراسل رؤساء البلديات من أجل التداول على إمكانية التنازل على المكتبة البلدية، حتى تكون تحت رعاية المديرية الولائية، انطلاقا من إعادة الاعتبار لها وفق المعايير المعمول بها.
وندّد مدير الثقافة بالتناقض الحاصل في التجاوب مع مطلب المديرية، من أجل الاهتمام أكثر بهذه المكتبات، حيث كشف المتحدث بأن 11 بلدية فقط تجاوبت مع هذا القرار، وهي البلديات التي تنتظر تدخل المديرية لتحقيق التغيير في نشاطها، والاستفادة من البرنامج السنوي الذي تسطره المديرية الوصية.
وتفيد المعطيات التي تحصلت عليها «الشعب» بأن السبب الذي دعا أعضاء المجالس البلدية المنتخبة في عدم التنازل عن المكتبات البلدية يعود إلى تفضيلهم التسيير المحلي لها، من أجل خلق فرصة لتوظيف أبناء المنطقة، وهو الشرط الذي كان مدير القطاع سبّاقا قد تعهد به مثلما صرّح لنا.
وأضاف مدير الثقافة بالولاية، حاج مسحوب بأن هناك عدة مشاريع جديدة تعمل على رد الاعتبار أكثر لقطاع الثقافة، وتشجيع المقروئية في الوسط الريفي، من خلال إنشاء ثلاث مكتبات جديدة وفق مقاييس عالمية في كل من بلديات سيدي خطاب، وحد الشكالة والحاسي، إلى جانب ذلك، فقد تم تخصيص مكتبة متنقلة، تجوب حاليا البلديات النائية، وتتوفر على كتب هامة وقيّمة، خصوصا تلك الموجهة إلى الطفولة، بعدما استفادت منها المديرية في سياق الاحتفالية السنوية «قراءة في كتاب»، حيث طالب في ذات السياق من رؤساء الدوائر والبلديات المساعدة فقط في ضمان الوقود للشاحنة.