جمعيات الآثار تطالب بالتدخل لحل الإشكال

برج نونة الفنيقي ينهار للمرة الثالثة وسقوط أسـواره يهدد بـزوال حضـارة طريق الملح

تلمسان: محمد ب

طالبت العشرات من الجمعيات المهتمة بالآثار والمكاسب التاريخية ببلدية هنين الساحلية، الجهات الوصية على الشأن الثقافي بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ المعلم الأثري لبرج نونة، الذي بدأ ينهار تدريجيا كلما تعرض للرطوبة الناتجة عن التساقطات المطرية، وكذا تبخر مياه البحر الذي تعدّ من العوامل الرئيسية في هشاشة الأسوار الفنيقية، وسقوط جزء كبير منها مما قلص من طولها الحقيقي الذي بنيت به في الحقبة الفنيقية بارتفاع يصل إلى 1200 متر وسمك جداري بمترين .
كشفت مراسلة الجمعيات التي تلقت «الشعب» نسخة منها، أن البرج والسور يحتاج إلى عملية إستعجالية لإعادة ترميمه من جديد، كونه لم يخضع لتقنيات دقيقة خلال ترميمه سنة 2012، حيث انعدم الإتقان الفعلي للأسوار ومخلفات آخرى من ماضي هنين الحضارية أمثال برجي سبانيول وأولاد أعمر اللذين يقابلان الأبراج البحرية.
وتعد هذه المعالم الأثرية من شواهد المدينة الـ 22، بما فيها الواقعة بالقصبة ودار السلطان على مستوى السور الغربي المتباعدة عن بعضها البعض بمسافة تتراوح بين الـ14 و الـ15 مترا، وكلها أثار أصبحت مهددة بالزوال بسبب عدم الاهتمام .
وأضحت الآثار في هذه المنطقة تحتضر تدريجيا، مع أن المختصين يعرفون عن هنين، التي كانت تعد خط الدفاع الأول ومحطة للتبادلات التجارية عبر الساحل البحري العائد لسنة 1100 قبل الميلاد، حيث كانت هنين تحتل مكانة مرموقة في الجانب التجاري ساهم في الثراء الاقتصادي للمنطقة ومحيطها الحضاري، لما كان يحط بها من سفن جنوة وبيزة  وفلينسيا ومرسيليا ونقلت شتى المواد بمينائها من تبر وعاج وريش النعام والذهب التي بدورها نقلت سلع الحواضر إلى أواسط أفريقيا عبر طريق الملح، التي ذكرتها كل كتب التاريخ.
إهمال ترميم الشواهد التاريخية يهدد بزوال تاريخ هذه المدينة التي ذكرها الكتاب عبر فترات من التاريخ واستشهدوا بمينائها الذي يعد من أوائل الموانئ بشمال أفريقيا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19835

العدد 19835

الثلاثاء 29 جويلية 2025
العدد 19834

العدد 19834

الإثنين 28 جويلية 2025
العدد 19833

العدد 19833

الأحد 27 جويلية 2025
العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025