لوحة محمدية بألوان الشيم

بغداد سايح

تـقِـفُ الـمَـعاني حِـيـنَ أكـتُبُ أحْـمَدا
وأرى حُـروفي فـي الـقصيدةِ سُجَّدا
فــكــأنّــمـا لِــلْــمُـفْـرداتِ صَــلاتُــهــا
وإمــامُـهـا الـمُـخـتارُ يَــقـرأُ سُـــؤدَدا
ركَـــعَـــتْ أزاهِـــيـــرُ الـــمِــدادِ وراءهُ
وبِـعِـشـقِـهِ حــتّـى الــكَـلامُ تَـعَـبَّـدا
مَـعَـهُ الـقوافي الـمُشتهاةُ تـبَسْمَلَتْ
لِـتـطـيـرَ أذكـــاراً إلـــى أذُنِ الــمَـدى
وتَـحَـمْـدلَ الـحِـبـرُ الـمُـتيّمُ بـاسْـمِهِ
ومــضـى يَــخُـطُّ الأمْـنِـيـاتِ مُـحـمَّدا
فـهُـو الـخـصالُ الـمُسْتَضيئةُ بـالتُّقى
فَــتَــحَ اعْــتِــزازاً والــمَـذلّـةَ أوْصَـــدا
لَــيَـسِـيـرُ قُـــرآنــاً بِـــــدربِ مَــحَــبَّـةٍ
ويَـضُـخُّ فـي شِـريانِ عـالَمِنا الـهُدى
ويـسـيلُ مــنْ قـلـبِ الـحِـراءِ ضِـياؤهُ
حُـلُـماً أنِ اقــرأْ وجــهَ مـلْـحَمَةٍ غــدا


تــتـضـمّـخُ الــدنْـيـا بــعِـطـرِ دعــائــهِ
ويـفُـوحُ نـبـضٌ مِــنْ مـكـارمِهِ صـدى
فــلَـهُ الـغَـمَـامُ الـطّـفلُ يَـعـزِفُ ظِـلَّـهُ
ويـــدُرُّ ضَـــرعُ الـجُـوعِ يـعْـشَقُهُ يــدا
وتـبِـيضُ فــي ثـغـرِ الـمـغارةِ لـحـظةٌ
لِــيـسُـلَّ جُـــرحَ الـذكْـريـاتِ فـيُـغـمَدا
وتــــرى وفــــاءً عـنـكَـبـوتُ هُــيـامِـهِ
بـخُـيُـوطِ حَـــقٍّ تَـسْـتـفيقُ لِـتـشْهَدا
هـــوَ سَـيِّـدُ الألْــوانِ يـرْسُـمُهُ الـنّـقا
وتــهُــدُّ أشْــــواقٌ بـأبْـيَـضَ أسْـــوَدا
رجُـــلٌ غَــزيـرُ الـحِـلْمِ يُـتْـعِبُ ظُـلْـمةً
ويـجـيءُ نــوراً نـحـوَ يـثـربَ سَـرْمَـدا
وأخٌ يــكــادُ الــكَــونُ يَـحْـضُـنُهُ أخـــاً
فـكـأنّـمـا الــطّـيـنُ الــبَــريءُ تــوَحَّـدا
بِـعُـيُـونِ بـــدرٍ أيْــقـظَ الـنّـغَـمَ الـــذي
حــطَـبَ الـدّنـايـا والـفـضـائلَ أوْقَـــدا
فــتـبـرْعـمَ الــتّـوحـيـدُ يُــثـمِـرُ عــــزّةً
ويُـصـافِـحُ الـمـجـدَ الـمُـرقْرَقَ أمْـلَـدا
وأتـــى شـفـيـفَ الأبـجـديّـةِ مُـلْـقِـياً
بــحـديـثِـهِ حــيــنَ الــبـهـاءِ زبــرْجَــدا

دفَــــنَ الأكــاذيـبَ الـعـصـيّةَ عــزمُـهُ
وأبـــى لِــصِـدقٍ أنْ يـتـيـهَ ويُـــوأَدا
ضـحِـكَتْ لــهُ الآمــالُ فــي حـدَقـاتِها
وتـفـتَّـحَـتْ زهْــــراً يُـبـارِكُـهُ الــنَّـدى
لِـمُـروْنِـقِ الأخـــلاقِ يـبـتَـسِمُ الــنِّـدا
ويُـطِـلُّ مِــنْ أهــدابِ سـيـرَتِهِ الـفِدا
وتُــرتِّــلُ الأمــجــادَ مــكَّــةُ حُــلْـمِـهِ
ويـكـونُـهـا فــخــرَ الــعُـروبـةِ ســيِّـدا
فــلـكَـمْ دمــــوعٍ بـايَـعَـتْـهُ مُـكَـفْـكِـفاً
ولــكــمْ جِــــراحٍ بـايَـعَـتْـهُ مُــضـمِّـدا

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024