الموريتاني أبو شجة.. صوت صارخ بكلمات عربية قوية الحضور

سميرة لخذاري

اختار المجلس الأعلى للغة العربية، الشاعر الموريتاني الشيخ أبو شجة كأحد الأسماء البارزة في عالم القافية للاحتفال باليوم العالمي للشعر المصادف لـ22 مارس من كل عام، الذي حمل الحضور إلى فضاء الكلمة العذبة الأصيلة المدافعة عن لغة الضاد، والمؤكدة على بقاء هذه اللغة قوية رغم الاعصارات والضغوطات التي تحاصرها في زمن تسيطر عليه العولمة الثقافية التي تحمل بين ثناياه طمس اللغة كأحد مكونات الشخصية والهوية الوطنية.
أمتع الشاعر أبو شجة الحضور الذي تراوح بين المثقفين والسياسيين منهم رئيس مجلس الشورى المغاربي السعيد مقدم وآخرين، أمتعهم بقصائد زادها رونقا ذلك الأداء الذي  جعل القعدة أشبه بتلك التي نقرأ عليها في العصر العباسي، حيث كان الشعر في أوج عطاءاته وله وقع كبير على الفرد لما كان يحمله من قيمة انفرد بها على باقي الأنواع الثقافية المعروفة اليوم.
أمسية شعرية رحلت بمحبي الكلمة الصادقة والعذبة التي تراوحت بين المدح، نقل آهات مجتمعات، وغزل إلى ذلك الزمن الجميل ولكن بلسان وكلمات إنسان بالفعل ليس ابن اليوم لكنه يعيش هذا العصر، ويحمل بجعبته قصائد فارقها جمهور المجلس الأعلى للغة العربية في أمسية جمعتهم أول أمس بمقره بصعوبة، أخرجته في نهاية الأسبوع من روتين العمل ومن الأصداء وتعب السياسة الذي يميز الساحة.
وقد تغنى ضيف المجلس الأعلى للغة العربية بقصائد قالها عن أشخاص رأى فيهم الشجاعة المثلى، وأصحاب مواقف حركت قلم وسلاح الكلمة التي يحملها ذات الشاعر الموريتاني، ويتعلق الأمر بالرئيس العربي الراحل صدام حسين، الذي قال فيه أبو شجة أبياتا صفق لها الحضور، هذه القصيدة التي وصفها ضيف الجزائر بالأحب إلى قلبه، قالها في زعيم شجاع حباه الله بالشهادة ويشهد شموخه جبل خزازة، إضافة إلى تلك التي صدحت بعد اللطمة التي تلقاها لرئيس الأمريكي الأسبق بوش بحذاء عراقي.
وختم الشاعر الشيخ أبو شجة تلك الأمسية والقعدة الحميمية القائمة على أبيات وكلمات عذبة صادحة تعكس قوة اللغة العربية، بقصيدة عنوانها «نشيد أمير المفازر»، فحواها الصحراء،  حيث أكد وبأسلوب هزل ومرح أن «الجري في الحلبة بانفراد متعب» وهنا يقصد تنشيطه بمفرده للأمسية الشعرية، وهو ذلك الشاعر القادم من موريتانيا التي يعد فيها عالم القافية سيد الثقافة.
وفي الختام قدم رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبي درع ذات الهيئة والمؤسسة الثقافية الجزائرية لهذه القامة الشعرية العربية، قائلا بالمناسبة وبعد سماع قصائد في جو حميمي، «اللغة العربية ما تزال قوية لتحريك الوجدان والمشاعر، ونحن بأمس الحاجة إلى مثل هذه الأصوات الحقيقية الصارخة، المدافعة باستماتة على لغة الضاد.»
وقد وعد ميهوبي الضيف بطبع مجموعة شعرية له على أن تأخذ الجزائر نصيبا منها، الشيء الذي جعل أبو شجة يعتز كل الاعتزاز بنزوله ضيفا على المجلس الأعلى للغة العربية، الذي يراه «المكان المناسب» له.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024