الفنانة ظريفة
شريفة.. عطاء متميز
أثنت الفنانة القبائلية ظريفة عن خصال ومآثر فقيدة الساحة الفنية الجزائرية شريفة، مشيرة في اتصال هاتفي مع «الشعب» أنها مدرسة فنية عريقة، استلهمت منها أصول الفن، حيث جمعهم هذا العالم لعدة سنوات اكتشفت فيها إنسانية وطيبة الفنانة الراحلة.
وقالت الفنانة القديرة ظريفة من حسن حظها أنه كان لها شرف الالتحاق بفرقة «ترفعت الخالات»، والتي كانت تقدم حصة فنية بالقناة الإذاعية الثانية، وذلك لأجل مساعدتها في مواصلة مسيرتها بعد أن غادرها جل الفنانات لأسباب صحية من بينهم الفنانة نوارة، جملية وأنيسة، وهو ما جعلها تقترب أكثر من الفنانة الراحلة، مشيرة إلى أنها امرأة صادقة، حساسة، وعادلة، كان هدفها الأسمى مد يد المساعدة للفنانين دون استثناء، جعلها تحتل مكانة خاصة في قلوب الفنانين ومعجبيها أيضا من الجمهور.
وأكدت محدثتنا أن الفنانة شريفة تحدت مجتمعها الذي رفض دخولها عالم الفن، كما لم تفوت «ظريفة» فرصة الحديث عن الظروف الصعبة التي عايشتها الفنانة طيلة حياتها، مؤكدة بأنها مرت بظروف جد مزرية، ترجمتها في أغانيها التي كانت تشرف على كتابتها وتلحينها، وقالت «شريفة كانت توكل أمرها إلى الله، إلى أن وافتها المنية»، وبهذا تكون الجزائر قد فقدت واحدة من خيرة أبنائها التي لم تبخل عليها بعطائها الفني، وهي التي كانت تشتغل بكل تفان، لصالح الفن الجزائري، الذي ناضلت لأجله وبقيت وفية له ولوطنها إلى أن التحقت بالرفيق الأعلى.
الفنان شريف
لم تمت بمرض عضال، وعاشت حياة مهمشة
كان الأقرب إلى الفنانة شريفة، حيث رافقها في مسيرتها الفنية والشخصية، وكان إلى جانبها في أيامها الأخيرة، لم يستطع الحديث إلينا، حيث غلبته دموعه وهو يتحدث عن مسيرة فنانة كانت بالنسبة له هرما فنيا.
الفنان شريف وبنبرته الحزينة قال لـ»الشعب» إن الجزائر فقدت واحدة من أعمدة الفن الجزائري والقبائلي، كانت امرأة حنونة وقلبها يتسع للجميع، قاومت وجاهدت لأجل الفن لمدة فاقت الـ68 سنة، وبعد سنوات من الغربة ـ يضيف ـ عادت لتموت في وطنها، الذي غنت لأجله.
وأضاف محدثنا أن شريفة فتحت صدرها لكل من كان يلجأ إليها، حيث كان له شرف إعادة أغاني الفنانة القبائلية الراحلة، حيث أصدر ألبوما في 2012 يضم مجموعة من أغانيها، مؤكدا بأنه لاقى الترحيب من قبل شريفة التي فرحت به كثيرا، كونه يعتبر تخليدا لها ولفنها، مشيرا إلى أنه لقي الدعم والمساندة من قبلها، وبرحيلها تركته في «وسط الطريق» يقول لـ»الشعب».
وأعاب في سياق حديثه على التهميش الذي طال الفنانة القبائلية شريفة طيلة حياتها، مشيرا إلى أنها عاشت مهمشة ووحيدة لا سيما في السنوات الأخيرة، حيث حضيت فقط بتكريم من وزارة الثقافة.
وأكد محدثنا الفنان شريف أن شريفة لم تمت بمرض عضال، كما يشاع في بعض وسائل الإعلام، بل كانت تعاني فقط من مشكل تشقق في الحوض بعد سقوطها سنة 2012، إلا أنها استردت عافيتها، إلى أن وافتها المنية ليلة الخميس الماضي