علبة أقراص مضغوطـة تكريما للمرحوم شريف خدام

فسيفساء فنية لأيقونة موسيقية ترعرعت تحت كنفها أصوات بـ «ابن زيدون»

سميرة لخذاري

تعالى سهرة أول أمس بجدران قاعة ابن زيدون ذلك الحنين إلى الماضي، حنين إلى تلك الأيقونة الموسيقية الفريدة التي حوّلت مسار الأغنية القبائلية من المحلية إلى العالمية، هي تلك القامة والخامة الصوتية المرحوم شريف خدام، الذي أبت وزارة الثقافة إلا أن تكرمها بعلبة من أقراص مضغوطة تحمل الفسيفساء الموسيقية والطربية التي في جعبة أحد كبار الأغنية الأمازيغية خصوصا والجزائرية عموما.

أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، على هامش الفن الساهر الذي ميّز قاعة ابن زيدون برياض الفتح، أن الإلتفاتة التي خصتها بإشراف من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة أقل شيء يمكن تقديمه لقامة فنية خدمت الموسيقى والأغنية الجزائرية، حيث وسّعت رقعتها وأخرجتها من نطاقها الجغرافي لتوصلها إلى العالمية، أين أصبحت تجد صدى في المغرب العربي وفي ديار الغربة.
وتأتي هذه التظاهرة الثقافية ضمن سلسلة التكريمات التي ترعاها وزارة الثقافة، حيث كانت الوقفة أول أمس مخصصة للقامة وعملاق الموسيقى والأغنية الأمازيغية شريف خدام، هذا الأخير الذي أجمعت عليه الأسرة الفنية التي نشطت السهرة أنه استطاع أن يخرج من الكلاسيكية في عالم الموسيقى، حيث تمكّن بتعامله مع كبرى الاركسترات السيمفونية في بلاد الغربة أن يستفيد بخبرتهم للدخول في عالم النوعية بتدوين الموسيقى وليس التقوقع في التأدية دون إتباع السبيل الأكاديمي والتكويني الذي يضمن بقاء الموروث الثقافي حيا عند الأجيال المتعاقبة، وضمان عدم السقوط في المشكل الذي يعاني منه كثير التراث الذي يستغيث وهو في أنفاسه الأخيرة من الإندثار.
مزجت السهرة الفنية بين أصوات وشهادات جيل الأمس من الفنانين المخضرمين وشباب اليوم، حيث دوّت أنغام وكلمات وأغاني المرحوم وفقيد الفن الجزائري شريف خدام، ليكون الحفل مئة في المائة من رصيد هذه القامة، الشيء الذي يعكس القيمة والخدمة الجليلة التي قدمها لثقافته بلاده عموما، وهو ذلك الفنان الذي حمل في قلبه حبا كبيرا للوطن.
وقد اكتفى الفنانون الذين أحيوا هذا الحفل الذي طغى عليه الحنين لأيام شريف خدام بأداء أغاني الراحل تعبيرا منهم عن تقدريهم وحبّهم لفنان الأجيال الذي ترعرعت في كنفه الكثير من الأصوات التي غنت بالقبائلية.
ومن بين الفنانين الذين ردّدوا طويلا باقة من أغاني خدام كل من نوارة، مليكة، فريد فراقي، وغيرهم إلى جانب مواهب شابة أحبت أغاني الراحل، دون نسيان الحضور القوي الذي غصّت به القاعة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024