دعا المشاركون في اليوم الدراسي حول الشعر الجزائري المعاصر إلى ضرورة اهتمام النقاد أكثر بهذا الإبداع، وتوجيهه والسير به لمعالجة قضايا الوطن، وتفعيل المعادلة التي تربط بين الشعر والنقد. هذا ما رصدت «الشعب» بعين المكان.
نظم قسم اللغة العربية وآدابها بالمركز الجامعي لغليزان هذا اليوم الدراسي، الذي جاء ليعالج جملة من المحاور، التي تهمّ خصوصية الإبداع الشعري في الجزائر، مقارنة بالشعر العربي.
وأكد رئيس الملتقى، الأستاذ أحمد زاوي، أنّ الاشكالية التي تبقى مطروحة هو التساؤل عن مدى مواكبة الشعراء في الجزائر لقضايا العصر من أحداث سياسية واجتماعية، ومسألة عزوف النقاد عن دراسة هذا الشعر، ولم يكن حظّه مثل الشعر العربي في الدرس النقدي المعاصر.
وقدمت 10 مداخلات في هذا اليوم الدراسي، الذي أطّر فترته الصباحية الدكتور يوسف بن زحاف، والدكتور أحمد عزور في الفترة المسائية.
عالج المتدخلون التحوّل الذي عرفته القصيدة الجزائرية التقليدية واتجاهها إلى الكتابة الشعرية الجديدة، أو ما يعرف بالشعر الحرّ. وخاض في تاريخ هذه المسألة الأستاذ محمد بوقفحة، الذي توقف في تقديمه عند شعر رمضان حمود.
وأكدت الأستاذة فاطمة مقدم، أنّ المؤرخ الجزائري، سعد الله كان شاعرا بارعا وتطبع تجربته الشعرية خصوصية، تبقى مجهولة لدى الكثير من المهتمين بالشعر.
وأوضح الأستاذ هشام رحال، أنّ الشاعر الجزائري المعاصر ملك أساليب اللغة وجماليتها، التي يختفي فيها المعنى في قناع لمعالجة مختلف الظواهر التي تحيط بها، وأخصّ بالذكر جمالية الانزياح والغموض في شعر عزالدين ميهوبي. وهو المسلك الذي حاولت مداخلة الأستاذ عثماني عمّار تأكيده، بالحديث عن تشكيل الصورة في جدلية الحلم والواقع، مؤكدا أمام الحاضرين أنّ الشاعر الأزهر عجيري، وهو من ولاية بسكرة، عالج هذه الثنائية في قصيدة «ألحان التّصابي» بطاقة تعبيرية تضاهي التي عرفتها المدرسة العربية في الحب العذري.
أما الدكتور جعفر يايوش، فأكد أنّ الكتابة الشعرية في الجزائر تميزت بوعي كبير، سواء من خلال الموضوعات المطروحة، أو العناوين التي تحملها الدواوين.
يذكر، أنّ اليوم الدراسي، الذي افتتحه الدكتور سعيد خليفي، ركز فيه على الدعوة إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالابداع الجزائري، الذي يبقى بعيدا عن مسعى النقاد، وأن ظروف العصر تفرض علينا معرفة هذا الإبداع.