اعتبرت السيدة شادية بن خلف الله، مديرة المتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية، الذي يحتضنه قصر الحاج احمد باي بقسنطينة أن المتحف أصبح في فترة قصيرة قبلة للزوار من داخل وخارج الوطن، وهذا منذ إنشائه قبل أربع سنوات تقريبا.
وكشفت بن خلف الله لـ «الشعب» أنّه خلال سنة 2013 بلغ عدد زوار المتحف 17190 زائر من بينهم 1715 أجنبي، وهذا بمعدل يتجاوز 1100 زائر شهريا، وهو ما يؤكد أن قصر «أحمد باي» مقر المتحف بدأ يشدّ فضول الزوار المتعطّش للثقافة المعمارية، كون القصر بقي لعقود عديدة مغلقا بسبب الترميمات وإعادة التهيئة.
وعن برنامج المتحف خلال السنة الجارية، قالت المسؤولة أنّ إدارة المتحف وبالتنسيق مع مديرية التربية للولاية سطّرت برنامجا من شقين، يتعلق الشق الأول بإنشاء ورشات تكوينية في الرسم والخط والمنمنمات يؤطرها أساتذة مختصون، في حين ينصبّ الشق الثاني على مشروع «الحقيبة المدرسية»، حيث يتنقل أعوان المتحف إلى المؤسسات التربوية خارج مقر الولاية في عملية تحسيسية في الوسط التربوي للتعريف بالتراث الأثري والتاريخي للجزائر وبعث روح المحافظة عليه وحمايته من الاندثار.
ومن جهة أخرى، أكّدت مديرة المتحف أن الهبات المقدمة للمتحف من قبل المواطنين هي في تزايد مستمر لإثرائه من حيث المقتنيات، حيث تحصّل المتحف في سنة 2013 على حوالي 300 هبة من بينه الأواني الفخارية، الحلي، الزرابي، المخطوطات، الخشب واللباس التقليدي الجزائري عموما، في حين سيفصل في المقتنيات التي عرضها أصحابها للبيع إلى المتحف، في إطار لجنة خاصة تعقد بوزارة الثقافة.
وبخصوص الجانب السينوغرافي للمتحف قالت بن خلف الله، أنّ الأشغال مستمرة لإنهاء هذا المشروع الهام من إعادة تهيئة القاعات ومحيط الزيارة ووسائل العرض والتوثيق وغيرها، إضافة إلى ترميم الرسومات التي يحتويها قصر أحمد باي خاصة رحلته إلى الحج انطلاقا من قسنطينة وإلى غاية البقاع المقدسة مرورا ببعض البلدان منها تونس، ليبيا، مصر وتركيا.
كما أشارت المديرة في الأخير إلى أنّ إدارة المتحف هي بصدد وضع اللمسات الأخيرة لمشروع مرشد توثيقي مفهرس يبرز من خلاله مجموعة من المواد التي استعملت في بناء قصر احمد باي، من رخام وخشب وزليج، حيث ستصبح هذه الوثائق كمرجع للباحثين والزوار لمختلف التقنيات والفنون التي استخدمت في تشييد هذه التحفة الهندسية الرائعة، والتي بقيت لأكثر من قرن ونصف مجهولة لدى العامة.
والجدير بالذكر، أنّ قصر «الحاج أحمد باي» الذي استغرق بناؤه 9 سنوات تقريبا، ابتداء من سنة 1826 وحتى 1835، والذي أصبح اليوم مقرا لمتحف الفنون والتعابير الثقافية التقليدية لقسنطينة، ينتظر أن يستقطب خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 أكبر عدد ممكن من الزوار، باعتباره أحد الروائع المعمارية والفنية التي تطبع مدينة قسنطينة.