حقق العرض الشرفي لمسرحية «أوهام الغابة»، الخاصة بفئة الأطفال، بمسرح باتنة الجهوي، إقبالا منقطع النظير للأطفال وأوليائهم الذين استمتعوا بالمسرحية التي أنتجتها تعاونية الربيع للثقافة والفنون، بالتعاون مع مسرح باتنة، حيث بدت السعادة والفرحة واضحة على وجوه الأطفال الصغار من عشاق المسرح.
تدور أحداث «أوهام الغابة»، حول احد الأشخاص المعروف بهوايته حكاية القصص والروايات، حيث يتجوّل في الغابة ليقدم خدماته لقاطنيها من الحيوانات الذين يسخرون منه و يستهزؤون به و يرفضون حتى الإصغاء إلى حكاياته رغم متعتها، حيث يخاطبونه بالقول بان حكايته قديمة ولم تعد تستهويهم ، خاصة في هذا العصر الذي غزت فيه مختلف الألعاب الإلكترونية.
ليقوم بعدها الحكواتي بعد أن تملكه الأسى والحزن بتلقينهم درسا يتعلمون منه كيفية احترام الناس وتقديرهم، حيث يتفق مع احد الطيور المعروف بحكمته الكبيرة وبصيرته، ليساعده في ذلك فيقوم بالتنكر في هيئة ثعلب خياط وفتح محل بالغابة، موهما كل الحيوانات الأخرى بأنه سيخيط أحلى سترة لمن يأتيه بالعسل وتتوالى أحداث العرض المسرحي في قالب مثير ليكتشف الجميع بعدها بأنه غرر بهم و أوقعهم في الفخ وأن الحكواتي باعهم وهما مقابل حصوله على العسل اللذيذ. و لما طلبت الحيوانات في الأخير من الحكواتي أن يتحفها بحكاية جميلة من حكاياته أجابهم بأنها انتهت للتو وكانوا هم أبطالها دون أن يدروا في إشارة إلى انطلاء الحيلة عليهم، ليندموا على فعلتهم والاستهزاء به عندما قدم إليهم أول مرة. واستقطبت المسرحية التي أخرجها وأعاد معالجتها الدرامية الفنان عصام خنوش عن نص للكاتب والمخرج المسرحي العراقي قاسم مطرود، عددا كبيرا من الأطفال الذين غصّت به قاعة العرض، مؤكدين استمتاعهم واستفادتهم من المسرحية التي أبدع فيها المخرج باستعمال الألوان والموسيقى الجذابة. بدوره المخرج كشف بأن عنوان المسرحية أوهام الغابة جاءت لتعبر بصدق عن واقع الأطفال في هذا الزمن، كما تم إهداء العمل إلى روح الفنان المرحوم محيي الدين بوزيد الذي ترك بصمة في عالم مسرح الطفل بالولاية.