كشف الدكتور هاشمي بريقل في تصريح لـ « الشعب « أن المفكر الجزائري مالك بن نبي أسس رؤيته من خلال مفهومه للحضارة وأهمية دور الإنسان فيها باعتباره هدفها الأسمى ووسيلتها وغايتها المثلى « ورغم أن مالك بن نبي، يقول «عاش في الفترة الممتدة بين 1905 و1973 إلا انه تنبأ لبناء حضارة إنسانية تقلب الموازين و تخترق القارات «.
أضاف هاشمي بريقل، أثناء مداخلته خلال اليوم الدراسي حول فكر مالك بن نبي الذي نظمه قسم العلوم الإنسانية بجامعة ابن خلدون، بتيارت «أن المفكر مالك بن نبي حاول نقل أفكاره من النظرية إلى التدبير و التطبيق».وقد كان أيضا من بين ابرز أعلام الفكر الإسلامي العربي في زمانه ولا تزال مساهماته تدرس في اكبر الجامعات و المنابر العالمية لكونه جعل قضاياه على سنام اهتماماته، إذ سابق الزمن في طرح معضلاته و في تبيان مواطن الوهن في جسده عبر مشكلاته الحضارية الرئيسية، ليمنح بذلك بعدا مميزا.. معتمدا على معطيات منهجية مكّنته من تفسير ما آل إليه العالم الإسلامي آنذاك.»
مالك بن نبي يقول الدكتور هاشمي «أعطى جانبا حيويا من دراساته لما كان يحدث آنذاك أو بما كان يُسمى بالمجتمعات الرأسمالية والاشتراكية مبيّنا ما توصل إليه الفكر الغربي باتجاهيه: الرأسمالي والماركسي ومقترحا تصوره الخاص لهما، من خلال مقاربته بتطرقه إلى مواضيع جديدة، بعمق التحليل والتركيب».
ويعتبر العلامة مالك بن نبي من المفكرين المسلمين القلائل الذين سلطوا الضوء على مسائل مصيرية في العالم الإسلامي، كمسألتي الحضارة والثقافة في كتاباتهم. ورغم حيازته على شهادة مهندس في الكهرباء، إلا أن ذلك لم يمنعه من اهتمامه المنصب على القضايا الاجتماعية والقومية الإسلامية،حيث أمضى أكثر من ثلاثين عاماً متأملاً يحلّل ويضع شروط النهضة للمجتمع الإسلامي، ولا تزال أفكاره تنبض بالحيوية والفعالية، تتداولها أجيال ما بعد الاستقلال في الجزائر وفي العالم الإسلامي برمته، كما يمكن اعتبار الإطار العام لفكر مالك بن نبي مسألة الحضارة، فقد عنون جميع مؤلفاته تحت شعار كبير هو «مشكلات الحضارة.
وعن سؤال حول أهمية اليوم الدراسي قال الدكتور هاشمي انه نظم تخليدا لذكرى 45 لرحيل المفكر مالك بن نبي ، وكذا من أجل التدقيق والتمحيص في فكره بنظرة استشرافية للاستفادة منها في الواقع الجزائري، وذلك من خلال جملة من المحاور التي تضمنها اللقاء».