دخلت مخابر كليات الطب والصيدلة بمختلف الجامعات الجزائرية المعركة المصيرية في مواجهة فيروس كورونا المتمادي في فرض حالة رعب وبسيكوز، حتم تعبئة عامة بحثا عن علاج ينهي كابوس البشرية جمعاء.
لم تنتظر المخابر الإيعاز، للشروع في ابتكار ما هو في المتناول لتطهير المحيط من كارثة وبائية تعمل السلطات العمومية المستحيل من أجل تفاديها بتطبيق إجراءات احترازية باعتبارها أفضل خيار للوقاية من «كوفيد-19».
تتحرك المخابر معيدة للأذهان دور الجامعة ووظيفتها في علاج تعقيدات الأمة والوطن، وتسيير الطوارئ والمراحل الصعبة بتقديم اقتراحات حلول دون البقاء على الهامش والاكتفاء بتخرج موارد بشرية.
بهذه الوظيفة تعيد المخابر للجامعة دورها الطبيعي وتعزز مهام البحث العلمي استجابة لانشغالات الراهن وتحديات الواقع المتغير المثقل بالأزمات والتعقيدات والظرف الدولي الضاغط، محاولا فرض إملاءات تستدعي التحرر منها بالمعرفة والعلوم.
أعطت المخابر، التي برزت في هذا الظرف الاستثنائي في صناعة سوائل معطرة معقمة ومحاليل هيدروكحولية وهلام مطهر، زودت بها مؤسسات استشفائية وصحية لمواجهة انتشار «كوفيد-19»، مقاربة صحيحة لوظيفة الجامعة وعلاقتها الديالكتيكية بالمحيط، فارضة نفسها في خدمة الوطن متفاعلة مع قضاياه، متجاوبة معه في تجاوز المتاعب وتعقيدات الوضع السالب.
هي مقاربة تؤسس لدور ريادي تضطلع به الجامعة الجزائرية في صيرورة الأحداث والتحولات، باعتبارها قاطرة التنمية ومحرك التطور.
إنها مسألة وضعت نصب الاهتمام في السياسة الوطنية، التي تشدد على جعل الجامعة الجزائرية إطارا للتعليم، التنمية والإبداع وترى ضرورة تطوير البحث العلمي والتكنولوجي واستغلال المنتج البحثي في علاج التعقيدات والمشاكل.
المخابر الجامعية التي انخرطت في الجهد الوطني وعبرت بطريقتها عن مبدإ تضامني يحمل مدلوله وقيمته، تجندت لصنع مواد التعقيم قصد تزويد الفرق الطبية بالمستشفيات، موجهة نداءات عبر مواقع اتصال وصفحات الفايسبوك للمورّدين تزويدها بمواد كيميائية تدخل في تحضير هذه المواد الصيدلانية في اطار مواجهة الوباء.
تتقاطع وظيفة المخابر الجامعية مع المخابر الوطنية للكشف عن الأوبئة التي هي بدورها وسعت نشاطها مجندة موارد بشرية ومعدات طبية تقوم بتحاليل وتكشف عن الحالات المحتملة للإصابات بالفيروس الخطير في وقت زمني يسمح بالتكفل بالمرضى.