في عالم الإيجابية والنقد البنَّاء، هناك مساحات واسعة ومريحة من تقبل الرأي الآخر، وفي المقابل نجد أن الغابة السوداوية والسلبية ترفض أي رأي آخر وتعتبر جزء من العداء، وبالتالي فإن الايجابية والسلبية هي مجموعة من الأفكار والأحاسيس والأساليب التي تصبّ كل منها في الآخر، تلك المجموعة يمكن أن تنتج مهارات لدى الأشخاص أو قناعات وتوجهات واتجاهات وعادات وتقاليد لدى الجماعات، وهذه المهارة يمكن بها تحويل السلبي الى الموجب او العكس.
كيف يمكن ذلك، الجواب البسيط يكمن في النوايا، فكلما كانت النوايا سليمة ومشبعة بالذات الإيجابية، كلما كانت العلاقات واضحة وسليمة، وبالمقابل كلما كانت النفس دنيئة “مجوَّعة” واختلطت بالنوايا السيئة كلما كانت العلاقات عنوانها الحرمان وسوء الظن والقطيعة والفشل في التعامل مع الغير، بل الأسوأ حين يتمّ تحويل الصديق الى عدو، ويتمزق الفريق الواحد بفعل هذا السلوك.
وبعد تأمل سلوك وعلاقات هذا الصنف من البشر ربما يمكن تلخيص بعض الخصائص التي تجعل منهم ماهرين في اكتساب الخصوم وإبعاد الأحبة. ولعلّ أول ما يلفت النظر في سمات هذه الفئة هو مسارعتهم لإساءة النيّة في كل أمر يعرض عليهم، وإساءة النيّة هذه تأتي ثمرة طبيعيّة للحرمان من نعمة حسن الظن في الناس، فبدلاً من الحكم دون تحيز أو تصور مسبق تجدهم يبادرون إلى الأحكام القطعيّة السلبيّة دون سند أو تجربة.
إن الوصفة البسيطة لتحويل السلبي الى ايجابي وتعزيز العلاقات الايجابية بين الناس وبين افراد الفريق الواحد، هو نزع الانانية والقسوة في التعامل وتعديل بعض سمات الشخصية وازالة سوء الفهم بين افراد الفريق بالطرق الناجعة.