واصل يقوم على الاحترام والخدمة الفعالة خاصة مع كبار السن والنساء
من بين أصعب الوظائف تلك التي ترتبط خدماتها مباشرة مع الجمهور وتتطلب من صاحبها التمتع بمجموعة قيم وإرادة قوية تجعله في مستوى ما ينتظره منه المرفق العام، كما هو حال عبد الرحمان تساكلي الذي يخوض مسارا مهنيا بمؤسسة الضمان الاجتماعي (مركز عين البنيان ولاية الجزائر)، ولديه قناعة أن نوعية علاقة الموظف بالمواطن هي ميزان قياس جودة الخدمة العمومية. استقبلنا الرجل الهادئ والذي لا تفارقه الابتسامة ليتحدث عن مساره المليء بالرضا عن العمل الذي يؤديه بلا ملل ولا تقاعس منذ أكثر من 30 سنة. يتولى عبد الرحمان حاليا منصب رئيس مصلحة المراقبة الطبية بعد أن التحق بعالم الشغل بنفس المؤسسة بمركز أول نوفمبر ضمن ( مصلحة الأجور) ليتدرج في مواقع مهنية إلى غاية الإشراف على مصلحة تتعامل مباشرة مع المؤمنين من الجنسين ومن كل الفئات والأعمار.
يشتغل مع فريق من 6 موظفين أعوان من بين مهامهم مراقبة تصريحات حوادث العمل والوصفات الطبية يقول رئيس المصلحة، مشيرا إلى الحرص على توجيه المؤمنين، بحسب كل حالة.
لما يتميز به من هدوء والتزام مهني استطاع عبد الرحمان بناء علاقات طيبة مع زملائه في محيطه المهني مرتكزا على قيم الصدق والصراحة والاحترافية. كما تربطه مع المواطنين الذين يتقدمون إلى المركز والمصلحة بالأخص جسور تواصل تقوم على الاحترام والخدمة الفعالة خاصة مع فئة كبار السن والنساء علما انه يستقبل معدل 60 مؤمنا يوميا ويتفرغ لكل واحد منهم بالإصغاء والتوجيه السليم للحصول على ما يريدونه وفقا للإجراءات والتنظيم المعمول به. حتى من لا يحصل على غايته لسبب موضوعي يغادر وهو على قناعة تامة. وبفضل سلوكه كموظف بمرفق عام كالضمان الاجتماعي استطاع أن ينتزع الاحترام والتقدير.
«إن المبدأ الذي يقود عملي إضافة الى الالتزام المهني الحرص على إرضاء الضمير وإقناع المؤمن، لكونه أساس العمل ولذلك أكون سعيدا كلما خرج من المصلحة مبتسما وراضيا”، يقول عبد الرحمان مضيفا: “يرجع هذا إلى جملة من الشروط الذاتية (قيم وثقافة الخدمة العامة) والمرتبطة بالمؤسسة التي وفرت ظروف العمل الملائمة”. يؤكد أن هذا المركز الذي يضم حوالي 26 ألف مؤمن عرف تطورا نوعيا في تقديم الخدمة بحيث لا يتعدى زمن الانتظار معدل 10 دقائق ليعالج المواطن طلبه، بحسب كل حالة. ويوضح ان عمليات المراقبة المنتظمة تظهر احترام المؤمنين للإجراءات القانونية.
بعد يوم من العمل مباشرة مع الجمهور يعود عبد الرحمان وهو أب لـ 3 أبناء نجباء في الدراسة إلى بيته بابتسامته التي لا تغادر محياه طوال النهار. “في بيتي اشعر بسعادة لا تقدر بثمن وبراحة نفسية تامة بعد يوم من العمل بإخلاص وعدم التقصير أو الخطأ”، يقول محدثنا الموظف الذي على بساطته يحرص على عدم التقصير أو التهاون. وهنا يغتنم الفرصة ليعبر لزوجته عن كل الشكر والعرفان لمرافقته في تحمل التزامات وظيفته المتميزة بالضغوطات مختلفة فشريكة حياته، كما يؤكد، تحملت معه متاعب الشغل ووفرت له المناخ الذي يدفعه لمواصلة العمل بنفس الروح ليكون كل صباح جديد بمميزاته.
قوة الرجل انه صبر وكون نفسه بالاحتكاك والاستفادة من التجارب مرتكزا على قوة إيمانه وتعلقه بالخدمة العامة فيوجه رسالة إلى الشباب يدعوهم للعمل واحترام الواجب المهني والأكثر أهمية الحرص على توفير خدمة نوعية وكاملة للمواطن، مهما كان مركزه الاجتماعي. قمة سعادته، يقول، احترام الناس له في الشارع والسوق حيث غالبا ما يتلقى تحية هذا وتقدير ذاك، ولذلك يعتبر المجتمع أسرته الكبيرة.