الدورة الوزارية السابعة تنظم هذا الخميس بالدوحة

منتدى التعاون الصيني العربي يؤسس لشراكة استراتيجية

مراسلة خاصة

تعقد الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في الدوحة القطرية يوم 12 مايو الجاري، والتي تكون محطة أخرى لتعزيز التعاون بين الطرفين، بعد زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الشرق الأوسط في رأس السنة الجارية وما حملته من اتفاقات ثنائية لترقية العلاقات بين الطرفين. ويعلّق الآمال على الدورة الـ7 التي تضع خارطة طريق للتعاون الثنائي الاستيراتيجي الشامل بين الصين والدول العربية وتطور العلاقات الصينية العربية إلى مستوى أعلى.

أنشئت منتدى التعاون الصيني العربي في يوم 30 يناير عام 2004، وقد تمّت إقامة 6 دورات للاجتماع الوزاري منذ تأسيسه. واعتبر آلية مهمة للحوار والتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية، حيث لعبت دورا بالغا في تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون الاقتصادي المربح للطرفين وكذا تدعيم التبادل الثقافي.
 ففي الدورة السادسة للاجتماع الوزاري التي عقدت في بجين يوم 5 يونيو عام 2014، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة الشراكة في بناء «الحزام والطريق». وتجسد المسعى عبر المحاور التالية:

1 . المجال السياسي
تعزّزت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية باستمرار. إذ قام كل من الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني يوي تشنغشنغ ونائب رئيس مجلس الدولة وانغ يانغ بزيارة للدول العربية على التوالي، فيما زار الصين كل من الرئيس المصري والرئيس السوداني والرئيس الموريتاني والملك الأردني ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح  والوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال.
وكانت زيارة المسؤولين الجزائريين فرصة للوقف على منجزات الشراكة الاستراتيجية التي حرص عليها رئيسا البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وصداقة عريقة عبر الزمن.
كما زار الصين رئيس الوزراء العراقي وولي عهد أبوظبي بالإمارات وغيرهم من القياديين البارزين من الجانب العربي. وتمّ إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية أو رفعها إلى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين و7 دول عربية، ألا وهي الجزائر ومصر والسعودية وقطر والسودان والأردن والعراق. كما عقد الجانبان الدورة الأولى للحوار السياسي الاستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين في إطار المنتدى.
في الوقت نفسه، شارك الجانب الصيني بنشاط في الجهود الدولية المتعدّدة الأطراف بخصوص القضايا الساخنة في المنطقة المتعلقة بفلسطين وسورية وليبيا واليمن. الأعمال جارية لتنفيذ ما أعلن عنه الرئيس شي جينبينغ من تقديم 100 مليون يوان صيني من المساعدات بدون مقابل المتعلقة بالمسألة السورية لسورية ولبنان والأردن و5 ملايين يوان صيني من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

2 . مجال الاقتصاد والتجارة والطاقة

(1) حول التعاون في مجال الطاقة
في عام 2015، استوردت الصين 148 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، بزيادة 8.1% على أساس سنوي. وتمّ بناء وتشغيل المصفاة الصينية السعودية بينبع؛ كما فاز الجانب الصيني بمشروع تطوير حقل مندر النفطي بالإمارات ومشروع مصفاة الزور الجديدة بالكويت بأسلوب EPC.

(2) حول البنية التحتية وتسهيل التجارة الاستثمار
تجاوزت القيمة الإجمالية لعقود المقاولات الهندسية التي وقعتها الصين في الدول العربية بعد الاجتماع الوزاري السادس 70 مليار دولار. ودخل مشروع سكة الحديد (شمال - جنوب)2000 CTW في السعودية المرحلة النهائية، وتمّ التوصل إلى الاتفاق حول التقنية والتمويل وغيرهما من المسائل لمشروع تطوير شبكة الكهرباء الوطنية المصرية، وقد بدأت الأعمال لبناء مشروع محطة الدورة المركبة لتوليد الكهرباء بجازان السعودية.
وقعت الصين مذكرة تفاهم للتشارك في بناء «الحزام والطريق» مع 5 دول عربية، وهي مصر والسعودية وقطر والكويت والعراق. وانضم 7 دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كأعضاء مؤسسة مبادرة، وهي السعودية ومصر والأردن والكويت وعمان وقطر والإمارات.
 وأنشأت الصين صندوقي الاستثمار المشترك مع قطر والإمارات بقيمة 20 مليار دولار، كما شاركت في إطار التعاون القوة الإنتاجية الدولية في مشروع بناء ميناء الجزائر الجديد التي ستكون أكبر الميناء في شمال إفريقيا وذات بعد استيراتيجي هام في المنطقة بتعاون مع المؤسسات الجزائرية، وكذا اتفقت مع عمان على إنشاء المدينة الصناعية الصينية العمانية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، واتفقت مع السعودية على إنشاء المنطقة الصناعية الصينية السعودية في مدينة جاران الاقتصادية.
جراء تراجع أسعار النفط، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 202 مليار و778 مليون دولار في عام 2015، بانخفاض 19.2% على أساس سنوي، في حين بلغ حجم الواردات الصينية من النفط الخام من الدول العربية 61 مليار و340 مليون دولار بانخفاض 40.4% على أساس سنوي، غير أن التجارة غير النفطية في الفترة نفسها ازدادت من حيث الحجم والكمية.

(3) حول التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والحديثة
تمّ افتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا بشكل رسمي في سبتمبر عام 2015. وقدّم الجانب الصيني دعما ماليا لزيارة 17 عالما عربيا شابا للصين للتعاون البحثي في إطار «برنامج زيارة علماء الشباب البارزين للصين». وفي المرحلة القادمة، من المخطط إقامة 10 مختبرات مشتركة في السنوات الخمس المقبلة في إطار برنامج الشراكة الصينية العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا، ومن بينها المختبر الصيني المصري المشترك للطاقة المتجددة الذي تمّ افتتاحه في مارس الماضي.
 وتمّ توقيع مذكرة تفاهم خاصة بمشروع تشغيل نظام «بيدو» للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية في الدول العربية. كما توصل الجانبان إلى الاتفاق بشأن مركز التدريب العربي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومركز التدريب الصيني العربي للطاقة النظيفة وغيرها من المشاريع، وسيتم التوقيع على هذه الاتفاقيات في وقت مناسب.

3 . المجال الإنساني والثقافي
افتتحت سنة الصداقة الصينية العربية والدورة الثالثة لمهرجان الفنون العربية في سبتمبر عام 2014، وأقام الجانب الصيني على التوالي ملتقى وزير الثقافة الصيني ووزراء الثقافة العرب وملتقى وؤساء المكتبات الصينية والعربية ومنتديات الثقافة الصينية العربية على طريق الحرير وغيرها من الفعاليات.
 في العامين الماضيين، أرسل الجانب الصيني أكثر من 30 وفدا فنيا بالغ عدد أفراده أكثر من 900 شخص إلى الدول العربية، ودعا أكثر من 140 فنانا عربيا لتقديم العروض في الصين؛ وتمّ إقامة علاقات التعاون بين حوالي 100 مؤسسة ثقافية صينية وعربية؛ واستقبل الجانب الصيني أكثر من 40 موهوبا عربيا في مجال الثقافة والفن للتدريب.
في عام 2015، قدم الجانب الصيني 3066 منحة دراسية للدول العربية، وتجاوز عدد الوافدين العرب في الصين 14000 شخص. وتمّ إنشاء 11 معهد كونفوشيوس و3 فصول كونفوشيوس في 9 دول عربية، وتمّ تأهيل فيها 36563 متعلما للغة الصينية. وتمّ إقامة مراسم وضع حجر الأساس للمبنى الخاص بمعهد كونفوشيوس النموذجي بجامعة القاهرة المصرية في مارس الماضي. وتمّ نشر 12 كتابا في إطار مشروع الترجمة والنشر للكتب الصينية والعربية والأعمال الأدبية. ازداد عدد الرحلات الجوية بين الصين والدول العربية إلى 183 رحلة أسبوعيا. وأرسل الجانب الصيني الفرق الطبية إلى 9 دول عربية بما فيها الجزائر، وبلغ عدد عناصرها 316 شخصا.
منذ الاجتماع الوزاري السادس، قام الجانب الصيني بتدريب 3363 موهوبا عربيا في مختلف التخصصات.

4 . وضع الفعاليات المنتظمة في إطار منتدى التعاون الصيني العربي
منذ الاجتماع الوزاري السادس، تمّ تنظيم اجتماع كبار المسؤولين والحوار السياسي الاستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين وملتقى التعاون الصيني العربي في مجالات الإذاعة والتلفزيون ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة ومؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وندوة الاستثمارات وملتقى التعاون الصيني العربي في مجال الصحة وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية وغيرها من الفعاليات المنتظمة في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.
كما قام الجانب الصيني بتنظيم ورشة العمل حول التنمية والإدارة في الدول العربية، واستقبال وفدين للشباب العرب ووفدين للخبراء والباحثين العرب ووفود الإعلاميين ورجال الدين والطلاب الوافدين في الصين. وسيقوم الجانبان الصيني والعربي بتنفيذ ثلاثة مشاريع مشتركة كبيرة في إطار المنتدى في العام الجاري والعام المقبل، ألا وهي إنشاء مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية والبرنامج الصيني العربي المشترك لتكوين المترجمين والبحوث المشتركة بين المؤسسات الفكرية الصينية والعربية، وبالإضافة إلى إقامة الفعاليات المنتظمة الخمس ألا وهي مؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة ومؤتمر رجال الأعمال السينيين والعرب بين الحضارتين الصينية والعربية وندوة التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام ومؤتمر الصداقة الصينية العربية، والتفكير بكل حرص في إقامة ثلاث ندوات التعاون في مجالات الإذاعة التلفزيون والصحة ونظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية.

احتياطي الصرف الأجنبي يرتفع إلى 219ر3 تريليون دولار
 ارتفع احتياطي الصرف الأجنبي للصين للشهر الثاني على التوالي خلال أبريل الماضي، ليصل إلى 219ر3 تريليون دولار، حسب ما أظهرته يوم السبت بيانات أصدرها البنك المركزي الصيني.
وأوضحت ذات البيانات ارتفاع احتياطيات الصرف الصيني بـ1ر7 مليار دولار مقارنة مع مارس الماضي، متجاوزا بذلك توقعات السوق، وذلك بالتوازي مع تناقص المخاوف بشأن ضعف اليوان وتدفق رؤوس الأموال نحو الخارج وكذا زيادة المؤشرات على استقرار النمو الاقتصادي في البلاد.

وتأتي هذه الزيادة للشهر الثاني على التتابع بعد الارتفاع غير المتوقع المسجل في مارس الماضي والذي وضع حدا للهبوط المسجل منذ نوفمبر 2015.
  ويعتبر الخبراء أن ارتفاع احتياطي الصرف الأجنبي في الصين يظهر تراجع التخوفات داخل البلاد من تدفق رأس المال بعيدا بسبب تباطؤ الاقتصاد وانخفاض قيمة العملة الصينية منذ تجديد الصين آلية تداول العملات الأجنبية في العام الماضي.
 ولكن استئناف عودة الاستقرار في الأسواق المالية الدولية والإشارات الإيجابية  الصادرة عن الاقتصاد المحلي خفضت من ضغط تدفق رأس المال منذ بداية هذا العام.
  ويعزو الاقتصاديون الاستقرار النسبي في الاحتياطي إلى استقرار اليوان الذي انخفض بنسبة 38ر0 % مقابل الدولار الأمريكي  في الشهر الماضي.
 كما انتعش اليوان بفضل الضعف الذي يسجله الدولار على خلفية سياسة المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
  ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن تحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي  لاسترجاع قوة الدولار في الأشهر المقبلة سيجعل البنك المركزي الصيني يواجه مهمة أكثر صعوبة لإدارة اليوان وتجنب حدوث جولة جديدة من الذعر في السوق وخروج رؤوس الاموال.
  وأظهرت البيانات أيضا أن احتياطي الذهب في الصين قد وصل إلى 75ر74 مليار  دولار في نهايةأبريل، مرتفعا من 48ر71 مليار دولار في مارس.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024