على شرفة الأيام جلست...كانت لا تطل على شيء سوى صفحة بيضاء...ناصعة النقاء، أخذت فرشاة تلوين أحاول أن أجمع شتات الفنون... على أنغام ربيعية باردة...كانت الألوان تتراقص أمامي..وكأنها تناديني لاختيارها...أحببت في انتقائي عشوائية الصبا...صفّق الجميع لفرشاتي وهي ترقص على أنغام الذكريات...اشتدّ الوطيس بين الألوان...فبين متفائل ومليء بالأحزان...كانت أوتار الكمان تحرّكني، تزيدني حيوية الشباب رغم تجاوزي الخمسين...مزجت الألوان لأعدل بينها، رفضت في البداية لكن سرعان ما استسلمت لمصيرها بين صويحباتها...كانت فرشاتي تصول وتجول تأمر هذا وتتجاهل ذاك...فرحتها اليوم سيسجلها الغمام بحبر شمسيّ لونه ليلي حالك وردي... انتهت المعزوفة فانحنت فرشاتي بعد تصفيق الحاضرين ووقّعت أسفل الورقة البيضاء موناليزا.