قراءتي ليست نقديةً؛ إنما هي قراءة انطباعية كقارئ يلامس الشعر قلبه، ويشعل جمال النص شموع اللذة الأدبية في روحه لتتقد أثناء القراءة أو استذكار النص. وما لا أنكره وأثبته باطمئنان هو شعرية تتألق نجومًا في سماء الديوان.
الحب بعطر الاشتياق والتدفق العاطفي والوجع بألم الخذلان، وثقل الانتكاسات ولحظات التضاؤل ثنائية عاطفية زينت الصور المرسومة بحس أنثوي عميق… غير أن الوجع غلب بشدة كونه هو المحرك الأول في أغلب الكتابات الأولى، ورغم كل هذه الأنا في غيوم الشعر الممطرة على أرض الديوان لا يمكنك أن تتجاهل عطر الوطن (الجزائر)، وعطر ثورته المباركة، ونوفمبره الخالد…
لا شعر بلا خفقة حب للوطن، للأرض، للهوية… والوطن كان قبلة قصيدة (مُعْشَوْشَبُ النَّبْضِ) التي رفع إليها خفقات الشاعرة التي امتلأت حبًّا وتمجيدًا للوطن ولثورة المجد ثورة نوفمبر التي ألهمت العالم بأسره، فكيف لا تلهم من هم ثمرتها وأبناء الوطن المُفَدَّى الذي استعاد حريته بشعلتها؟
ولأن الشاعر ابن بيئته وعصره وقلبه أقرب إلى الواقع حسًّا وتعايشًا حضرت فلسطين بثقلها الوجداني المسيطر علينا كجزائريين نناصر حقها في الحرية، ونرفع دوما شعار الراحل هواري بومدين: «نحن مع فلسطين ظالمةً أو مظلومةً»، ونجد روح فلسطين صراحة أو ضمنًا والوجع العربي القومي في نصوص ثلاث وهي: (دَعْوَةٌ قُدُسِيَّةٌ)، (صَلَاةُ الرُّوحِ)، (جُرْحٌ تَسَاءَلَ جُرْحُهُ الإِنْسَانُ).وردة لروح الشاعرة، حضر الشعر وحضر الجمال وحضرت الدهشة وحضرت الأبعاد أجمعها في ديوان يستحق الاقتناء والاعتناء به قراءةً وإضاءةً.