مديـرة متحــف الزخرفـة والمنمنــمـات، نجـاة ركّـــــاب:

«الثّقافـــة المتحفيـة» انتشــرت بعـد الجائحة

حوار: ذهبية عبدالقادر

نستعمل تقنيــات خاصة في الحفظ العلاجـي

 تتحدّث مديرة المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط ركاب نجاة هجيرة، في هذا الحوار الذي خصّت به «الشعب ويكاند»، عن أهمية المتاحف باعتبارها مشروعا للذاكرة الجماعية، وتسهم بذلك في صون الذاكرة وحمايتها، وترى أن دور المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، يتمثل في التعريف بأهمية الخط العربي، فيكتشف الزائر للمتحف ثقافته ويدرك تميزه وأصالته، وتفرده بالصيغة والشكل والدلالة، وقالت إن نسبة زائري المتحف تصل إلى أكثر من 70 بالمائة، والتي ارتفعت حسبها بعد جائحة كورونا.
مديرة المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط ركاب هجيرة متحصلة على شهادة مهندسة دولة في الجيولوجيا من جامعة باب الزوار، وماستر في الحفظ الوقائي من جامعة السوربون باريس 2، قامت بالعديد من التربصات في الخارج في مجال الحفظ الوقائي، عملت في متحف الباردو قبل أن تعيّن مديرة للمتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط.
- الشعب ويكاند: تعتبر المتاحف مشروعا للذاكرة الجماعية لشعبنا، فإلى أيّ مدى بتقديركم تسهم هذه المتاحف في صون الذاكرة وحمايتها ؟
 مديرة المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط نجاة ركّاب: يوجد العديد من المتاحف في الجزائر ذات التخصصات المختلفة، ولكل متحف تخصّصه الخاص به، فالمعروضة في متحف الباردو الذي تعرض فيه آثار عصور ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى مقتنيات أثرية أخرى تعود إلى بداية القرن التاسع عشر، لها تاريخ وقصة تحكيها لنا، فهي تميط اللثام عن الكثير من الأسرار الخاصة بالإنسان البدائي، عن أصوله وتطوّره، وعن ثقافته أيضا: كالأدوات التي كان يستعملها والملابس التقليدية المعروضة في متحف الباردو، والتي نفتخر بها باعتبارها تمثل تراث أجدادنا، تعطينا صورة عن ثقافة الجزائريين خلال القرن التاسع عشر، وتمكّن الشباب من الإطلاع على أصل تلك الملابس التقليدية ودورها، واستعمالها خلال المناسبات، وإن عدلت موديلات تلك الملابس التقليدية بما يتماشى ورغبة المصممين اليوم في تغييرها، فإن المتاحف تحفظ النماذج الأولى من تلك الملابس، وهكذا يمكن العودة إليها عند حاجة الباحثين لمعرفة تاريخها وأصولها.
ويتمثل دور المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، في التعريف بأهمية الخط العربي، فهو نوع من تعبير العرب عن إحساسهم بالجمال، ويكتشف الزائر للمتحف ويدرك تميزه وأصالته وتفرده بالصيغة والشكل والدلالة، وذلك سواء خلال تنظيم المعارض المحلية أوالمهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة وفن الخط، لمد جسور التواصل بين الأجيال بثقافتهم العربية الإسلامية.
- نعرف جميعا أنّ الأشياء المتحفية لاسيما الورقية وباقي المواد الأخرى القابلة للتلف يمكن أن تتهرى، هل لديكم تقنيات حديثة لترميمها؟
  يكمن دور المتاحف في الحفاظ على المجموعات المعروضة، ولهذا فإنّنا نقوم بالحفظ الوقائي الذي يعنى بدراسة المحيط الذي توجد فيه التحفة وتتبع درجة الحرارة والرطوبة لأنها عوامل تؤثر بالسلب على قيمة وجودة التحف الفنية، فنستعمل مسجلات الرطوبة والحرارة، كما نستعمل تقنيات خاصة في الحفظ العلاجي للتحف الفنية.
- هل هناك تواصل وتبادل مع المتاحف الوطنية والمؤسّسات الثّقافية والتربوية؟
 نتعامل مع العديد من المتاحف الوطنية على غرار المتحف العمومي الوطني البحري، ونحتفي حاليا في قاعة العروض بالمتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بمعرض: «البحرية الجزائرية في الفترة العثمانية من خلال وثائق الأرشيف»، وسننظّم بالتعاون مع متحف الفن المعاصر خلال إختتام فعاليات شهر التراث يوم 17 ماي معرضا دوليا للزخرفة.
وننظّم خرجات ميدانية إلى المدارس الابتدائية والثانوية من خلال مشروعنا الصغير: «حقيبة متحفية»، لغرس ثقافة زيارة المتاحف في وجدان التلاميذ وتحسيسهم بأهمية الموروث الثقافي، فبرمجنا زيارة إلى متوسطة ثابت ابن قرة ببئر خادم وإبتدائية العقيد عميروش، وخلال هذه الزيارات نقدّم للتلاميذ نبذة تاريخية عن قصر مصطفى باشا، الذي تمّ بناؤه عام 1798 وأقام فيه مصطفى باشا مع عائلته طيلة سبع سنوات، ونحدّثهم عن التراث المادي واللامادي، ويزور المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط تلاميذ من المدارس الخاصة والعمومية، ونحن نسعى لاستهداف تلاميذ مدارس مناطق الظل.
-  ما تقديركم لرغبة الجمهور الجزائري في زيارة المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط؟
  بتقديرنا تصل نسبة زائري المتحف إلى أكثر من 70 بالمائة، وهذا راجع إلى الموقع المتميز لقصر مصطفى باشا، والذي يقع بالقصبة السفلى وتجاوره معالم تاريخية مشهورة كجامع كتشاوة، وحمام قصبة مدينة الجزائر «حمام سيدنا»، والذي يعود إلى القرن 16، كما أن قصر مصطفى باشا يتميز بتصميم هندسي جميل، وتبلغ مساحته 726م مربع، وهو كباقي منازل قصبة الجزائر يمتاز بالبساطة من الخارج، وبالإبداع الفني بإحتوائه على مواد راقية وثمينة كالرخام والخشب والزليج، ولقد ارتفع عدد زائري قصر مصطفى باشا بعد جائحة كورونا، فلقد استشعر الناس ضرورة زيارة المتاحف، لما تمثله من فرصة للإستمتاع بكل ما هو ثقافي، ومن دعم معنوي، نفسي خاصة بعد فترة غلق الأماكن العامة بسبب جائحة كورونا.
-   هل ثمّة باحثون يتقرّبون من متحفكم لإنجاز رسائل جامعية أو بحوث أكاديمية؟
  يتردّد العديد من الطلبة الباحثين والأساتذة المختصين في الهندسة أو علم الآثار إلى المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط لإعداد رسائلهم في الماستر والدكتوراه أو إنجاز بحوث عن هندسة قصر مصطفى باشا، سواء تعلق الأمر بدراسة تاريخ الزليج من حيث الألوان المستعملة، كما يؤم طلبة آخرون مكتبة المتحف للإطلاع على الكتب القيمة الموجودة في مجالات ثقافية مختلفة وخاصة التاريخية منها، والتي يستعملونها لإعداد بحوثهم الجامعية.
- هل تطبّقون التكنولوجيا الحديثة في تصنيف وترتيب وإحصاء ما لديكم من تحف فنية؟
 نسعى دائما لتحسين واستعمال التقنيات الحديثة حسب قدراتنا، نظّمنا معرضا للمسكوكات بالتقنية الحديثة ثلاثية الأبعاد، ولدينا مشروع عمل مع مؤسسة لعصرنة معلومات حول تحف فنية موجودة بالمتحف، وإدخالها عبر برنامج خاص في الهواتف الذكية، حتى يتمكن زوار ومحبو وعشّاق المتاحف من الاستماع لقصة المقتنيات المتحفية الموجودة في قصر مصطفى باشا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024