إبداعات واختراعات الصالون الوطني لمنتجات البحث العلمي تحت الضوء
هم شباب مبدع اجتمع في قصر المعارض بغية عرض مشاريعهم المبتكرة في جناح خاص احتوت جنباته 650 منتج حقيقي، كلها كانت أول حروفها إرادة فئة رفضت الخنوع أمام كلمة الإمكانيات والمستقبل الغامض أو حتى العبارة التي يتداولها الكثير، إن الشباب مقصر في المهام والواجب والمسؤولية.
في كل تلك المنتجات التي وقف أمامها شباب الجيل الثالث من الاستقلال للتعريف بها صورة حقيقية وواقعية لخطوات ثابتة نحو الامام من أجل بلد كان الشباب ذخيرة ثورتها التي صنعت المعجزة في الـ5 جويلية 1962 التي نعيش نشوة حريتها وانتعاش استقلالها. التفاصيل ترصدها «الشعب» في هذا الاستطلاع.
المتجوّل في جناح معرض الصالون الوطني لمنتجات البحث العلمي التي نظم مؤخرا، عشية الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب، أدهشته القوة التي رآها في عيون هؤلاء الشباب الذين اتخذوا من العلم وسيلتهم لتحقيق حلم التقدم والنهوض بالاقتصاد الوطني،...هي فسحة اجتمع فيها أصحاب الورشات التي كانت مشاريع نهاية التخرج وماستر هي ثمرة جهود فرق من مختلف كيانات البحث كمراكز البحث، مختبرات البحث الجامعية من مختلف جامعات الوطن، مقدمة في شكل نماذج للمواطن و للمتعاونين من القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.
650 منتج منها 209 خاصة بمراكز البحوث
من بين الذين التقت بهم «الشعب» في الصالون الوطني لمنتجات البحث العلمي عليوش سامي وقادري عادل اللذين أسسا الشركة الناشئة «طلبة- ستون» وكانت لها معهم دردشة عن الانجاز، الافاق والمستقبل.
قال عليوش سامي، متخرج تخصص هندسة معمارية وهو يعرف بالشركة، أنها موقع الكتروني للتسوّق خاص بالطلبة على مستوى الوطن يوفر لهم كل ما يحتاجونه سواء كانت سلع أو خدمات وهو تطبيق متوفر على مستوى «بلاي ستور» يجد منتجات و خدمات أما فيما يخص المنتجات فيجد الألبسة وكل ما هو متعلق بالكمبيوتر والإعلام الآلي، آلات تصوير ومنتجات أخرى، أما الخدمات فلدى الشركة اتفاقية مع مدارس السياقة والعيادات حيث يمنحون الطالب تخفيضات خاصة بالطلبة، بالإضافة الى خرجات أسبوعية وكذا تنظيم سفريات الى خارج الوطن، سهرات خاصة بالطلبة وشحن مجاني على مستوى 48 ولاية وضمان ما بعد البيع.
أما عن الفكرة وكيف أصبحت حقيقة قال قادري عادل، إن «طلبة- ستون» شركة ناشئة انطلقت في سبتمبر 2017 تخصص تسيير وتجارة عالمية، ان احتياجاتهم كطلبة عدم تواجدها على السوق وان وجدت لا تصل الطالب، جعلتهما يفكران في انشاء هذه الشركة. رغم انهما بعيدان عن هذا الميدان الا انهما تلقيا تكوينا في الإعلام الآلي للتعرف على كيفية انشاء موقع أو شركة الكترونية وبالفعل استطاعا تحقيق الفكرة لتصبح اليوم «طلبة-ستون» التي تحتوي كل الاحتياجات الخاصة بالطلبة مع الاستفادة من تخفيضات تصل الى 20 ٪ على مستوى المنتجات.
ولأنهما شابان استطاعا تحقيق ما أراداه في تخصص بعيد عن دراستهم الجامعية سألتهما «الشعب» عن السر في عدم بقاء احلامهما معلقة على مشجب «الدولة لم توفر لنا الإمكانيات» ، رد قادري عادل ان الذي «يريد ...يستطيع» و الدولة لا تقف في وجه من يحب ان يعمل و يبدع بل تساعده، الإنسان يجب ان يبحث عما يريد ان يفعله في المستقبل و لا يجب الركون الى تخصص دراسي جامعي لأن سوق العمل له خيارات بعيدة عن الدراسة، لذلك على الشباب ان يعي أن الحياة ليست سهلة وعلى المرء ان يسقط عدة مرات ليتمكن من تحقيق حلمه لذلك يجب أن يتسلح بالإرادة والقوة لمواصلة الدرب.
شعلال مخلوف: البحث عصب التطوّر والتقدّم
شعلال مخلوف، أستاذ محاضر من الباحثين بجامعة قسنطينة الذين يعرضون بالصالون الوطني لانجازات البحث العلمي منتجاتهم التي تختزل الطبيعة في مواد غذائية تتلاءم وما يتوفر في الجزائر من نباتات، سألته «الشعب» عما قدمه فأجاب انها مشاريع نهاية التخرج وماستر كلها في مجال التغذية حيث تعتمد على مواد طبيعية، من بينها شكولاطة بطعم «نوتيلا» إلا أن مكوناتها مختلفة و»نيوتيلا» هي مصنوعة من مكون أساسي هو الخروب. عن سبب اختياره لهذه الثمرة أخبرنا شعلال مخلوف انها متوفرة في الجزائر حيث تحتل المرتبة الثامنة عالميا في إنتاج الخروب وحتى يتمكن المستهلك مهما كان سنه الاستفادة من منافعه الغذائية و التي غالبا ما يجهلها الناس، لذلك حاولنا إيجاد معادلات لتحويل هذه الثمرة الى شكولاطة طلي أو بسكويت ليستطيع المواطن من اكلها بكل سهولة ويسر بعيدا عن استخدام المواد الكيمائية أو الحافظات بالإضافة الى عسل التمر.
أما عن البحث العلمي قال شعلال محفوظ ان الجزائر مجبرة على الاعتماد على البحث العلمي خاصة مع ما تعرفه من الناحية الاقتصادية، سيما وأنها منتجات ومشاريع مجانية وطبيعية لا تخرج عن طبيعة البلد لذلك لا بد من إعطاء دعم للبحث العلمي، كما ثمن تنظيم هذا الصالون الوطني الذي اعطى الطلبة والساهرين على البحث العلمي الفرصة للالتقاء بالشريك الاقتصادي والصناعي الذي يلعب دور أساسي في تسويق منتجات البحث العلمي ما يعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني.
يذكر ان علي حجار وزير التعليم العالي والبحث العلمي أبرز خلال اشرافه على الطبعة الثانية للصالون الوطني لمنتجات البحث العلمي أهمية التظاهرة لانها تكشف انجازات قطاع استراتيجي.
الصالون كشف عن مجموعة واسعة من المنتجات التي بلغت 650 منتج منها 209 خاصة بمراكز البحوث منها ما يعنى بقطاعي تكنولوجيات الاعلام والاتصال وانترنت الأشياء، الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية والبيوتكنولوجيا والصحة، أما منتجات مخابر البحث الجامعية، فقدرت بـ 455 مشروع كانت الحصة الكبيرة فيها لقطاع الزراعة، صيد السمك وتربية المائيات وسلامة الغذاء، بالإضافة الى كونها منتجات هي في جوهرها تعالج قضايا حقيقة وتقدم حلولا مدروسة طوّرها باحثون واكاديميون مختصون.
كما اعتبر الصالون الوطني للبحث العلمي، بحسب ما أكده المشاركون لـ «الشعب»، فرصة ذهبية لتسليط الضوء على ابداعات الشباب لإعطاء الدعم الحيوي للاقتصاد الوطني ما يتيح خيارات متعددة للقضاء على عبء فاتورة الاستيراد، الى جانب كونه حدث اقتصادي بامتياز من خلاله يعرض قطاع البحث العلمي مختلف الخدمات على رجال الاعمال في القطاعين العام والخاص، أما أهم أهدافه فهو تحقيق الثقة بين البحث والصناعة والمجتمع بشكل عام.