لم يكن الختام مسكا بالنسبة لمترشحي شهادة البكالوريا من شعبة العلوم الطبيعية في العديد من مراكز الامتحان بالعاصمة، الذين أجمعوا من خلال انطباعاتهم التي رصدتها «الشعب» في هذا الاستطلاع، على صعوبة وتعقد التمارين المقترحة في مادة الفيزياء التي امتحنوا بها صبيحة البارحة.
في اليوم الأخير من امتحانات شهادة البكالوريا، مادة الفيزياء أبكت أغلب المترشحين في مركز الامتحان التي زارتها «الشعب» منها ثانوية زحوال عمر ببئر خادم وثانوية الشيخ بوعمامة بالمرادية ..، حيث سجلت حالات من الإغماءات و البكاء والصراخ لحد الهستيريا، ما تطلّب الاستنجاد بالأخصائيين النفسانيين، وكل العاملين بالمراكز من مديري و أساتذة، لمحاولة تهدئة التلاميذ، الذين كانت أسئلة الفيزياء بالنسبة إليهم مفاجأة غير متوقعة.
بكاء وصراخ حدّ الهستيريا داخل مراكز الامتحانات
كانت الساعة تشير إلى 11:30 حين وصلنا إلى ثانوية الشيخ بوعمامة المتواجدة بالمرادية، وقد لاحظنا على وجوه المترشحين لهذا الامتحان المصيري، قلقا وحسرة تعبر عن أن الأمور لم تكن على ما يرام، هذا الانطباع رصدناه عندما اقتربنا من مجموعة التلاميذ أمام باب المركز، إحدى المترشحات لم تستطع التفوه بكلمة عندما طلبت منها أن تحدثني عن موضوع المادة التي امتحنت فيها (الفيزياء)، وقد إغرورقت عيناها بالدموع، لأنها صدمت من التمارين الـ3 المقترحة وغير المتوقعة.
قال خالد زميل لها، أنه هو الآخر لم يتوقع مثل هذه المواضيع بهذه الصعوبة، وراح يلوح برأسه يمينا وشمالا، وكأنه لم يصدق الأمر، و كاد يجزم أن «الباك» بعيد المنال بالنسبة له وشعر بان تركيزه قد تشتت ولا يقوى على مواصلة الامتحان في المادة الأخيرة «الفلسفة»، بالرغم من تأكيده أن أسئلة الرياضيات والعلوم التي تعد مواد أساسية بالنسبة له كانت في متناوله، كما أنها لم تخرج عن المقرر الدراسي، وهذا ما جعله يصدم.
صعوبة الموضوع يكمن في تغيير المنهجية التي اعتمدت في التمارين
مترشحة أخرى من نفس المركز لفتت انتباهنا إلى أن مواضيع إمتحانات هذه السنة تختلف تماما عن تلك التي امتحن فيها السنوات الماضية، قائلة قمت بحل مواضيع امتحان الباكالوريا منذ 2012، لكنها لم تستطع أن تحل موضوع الفيزياء لهذه السنة، واعتبرت أن الصعوبة فيه تكمن في أنه لا يوجد قوانين يمكن الاستعانة بها لحل التمارين بل هناك علاقات لا بد من إيجادها، مشيرة إلى أن التمارين الثلاثة مترابطة فيما بينها فمن اخفق في حل الأول، فإن النتيجة تكون كلها خاطئة.
نفس الانطباعات تقريبا رصدناها في مراكز أخرى، منها ثانوية زحوال عمر ببئر خادم، حيث أكدت كل من المترشحات لامية وصبرينة على صعوبة موضوع مادة الفيزياء، مشيرة إلى حالات الإغماءات الكبيرة التي شهدتها الثانوية منذ انطلاق سير الامتحانات على الساعة الـ9 صباحا، ما أربك بقية المترشحين، وقد أجهش عدد منهم بالبكاء و»والعويل» على حدّ تعبير إحدى المترشحات.
وبالنسبة للمترشحة ليديا، فإن موضوع مادة الفيزياء كان مختلفا عن مواضيع البكالوريا للسنوات السابقة، من حيث المنهجية التي تغيرت تماما، حيث أن الأسئلة غير مباشرة، وتتطلّب استخراج العلاقات قبل حل التمارين.
قالوا : عمليات التشويش لم تشتت تركيزنا
وبالنسبة لبقية مواضيع شعبة العلوم الطبيعية قال التلاميذ الذين رصدنا انطباعاتهم أنها كانت في المتناول، عدا الموضوع المتعلق بمادة الشريعة، الذي كان صعبا إلى حد ما، لأنه يعتمد في الاجابة على «الفهامة» وليس الحفظ.
كما أكد المترشحون أنه لم يكن هناك تسريبات للمواضيع، وأن الأمر لا يعدو مجرد إشاعات، وأضافوا أنهم لم يكترثوا للتشويش الذي حاول البعض بثه لتشتت تركيزهم في محاولة لإحباط معنويات التلاميذ والأولياء على حدّ سواء.