صور التآخي والتآزر تصنع المشهد
عاشت مختلف ربوع سكيكدة خلال يومي عيد الفطر المبارك أجواء تضامنية، وتفرغ المواطنون بعد صلاة العيد لأداء واجب زيارة الأهل والأقارب والتغافر وتبادل أطباق الحلويات المعدة سابقا خصيصا للمناسبة السعيدة، كما شهدت المستشفيات، وبعض مرافق الرعاية الاجتماعية على غرار دار العجزة والمسنين الكائن مقرها بحي عيسى بوكرمة توافد الزوار من العائلات التي فضلت مشاطرة هذه الفئة الهشة أجواء وفرحة العيد.
لم تعرف شواطئ سكيكدة إقبالا كبيرا خلال هذا العيد، نظرا لاعتدال درجة الحرارة وهيجان البحر ورغم ذلك قصد الشواطئ من أبناء روسيكادا من اجل السباحة والاستجمام خاصة بعد مرور شهر رمضان.
والملاحظ خلال هذه الأيام من العيد ان اغلب المحلات التجارية المعنية بالمداومة لم تخلف الموعد إلا انها لم تقدم الكمية الكافية كالمخابز التي لم تنتج الا القليل من مادة الخبز، خوفا من كساده، إضافة الى تجار الخضر والفواكه التي لم يكن لديها الا القليل من المنتوجات الفلاحية، بالإضافة الى القصابات التي على ما يبدو انها غير معنية لنفاذ مادة اللحوم.
وعلى غرار باقي ولايات الوطن، شرعت السلطات الولائية بالاستعداد لعيد الفطر المبارك، في إعداد مخطط للمداومة لعديد الأنشطة التجارية، والذي شمل الخبازة، مواد البقالة، الحليب ومشتقاته، الخضر والفواكه، قصابات الدواجن، حيث ألزمت مديرية التجارة المعنيين بالمداومة لضمان وفرة السلع والخدمات، بما يلبي حاجيات المواطنين خلال هذه الفترة، ويترتب على كل المخالفات لأحكام هذا القرار العقوبات المعمول بها من الغلق الإداري للمحل.
وفي هذا السياق كشف عبد اللطيف عيشاوي مدير التجارة للولاية، «بأنّه وفي إطار ضمان المداومة خلال أيام عيد الفطر المبارك، وتوفير المواد الاستهلاكية، فقد قامت مديرية التجارية للولاية بتسخير 1037 تاجر يلتزمون بضمان المداومة العيدية، سهر 78 عونا على مراقبة مدى احترام هؤلاء التجار لمداومتهم»، كما عاشت مختلف بلديات سكيكدة في أول أيام العيد شللا كبيرا في حركة التنقل لأن القلة القليلة من الحافلات التي ضمنت المناوبة يوم الأحد لم تلبي حاجة المواطنين، بدليل بقاء المسافرين فترة طويلة في انتظار قصد التنقل لزيارة الأهل والأقارب، خصوصا النقل بين البلديات.
الأمن في الموعد لتأمين المواطنين
وضعت مصالح امن سكيكدة، تشكيلا أمنيا متكاملا، حتى يقضي مواطنو الولاية أيام العيد في كنف الطمأنينة والأمن، لما تتميز به ألاجواء من تدفق مروري كثيف جراء ازدياد حركة المواطنين من مختلف الأحياء والولايات بغرض تبادل الزيارات والمعايدة.
وما تشهده هذه الفترة من تردد على الساحات العمومية وحدائق التسلية المقابر والمساجد وكذا محطات نقل المسافرين، وأماكن الترفيه، حيث سيتم تجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذا المخطط العملياتي، مع ضمان التواجد المستمر والدائم لقوات الشرطة ودورياتها إلى ساعات متأخرة من الليل.
فرق الشرطة القضائية حسب خلية الاتصال والعلاقات العامة لأمن الولاية، قامت بعدة نشاطات استباقية وقائية للحد من الجرائم الماسة بالأشخاص والممتلكات من خلال توزيع فرقها العاملة بالميدان بشكل مدروس، بتنفيذ عمليات مراقبة متحركة وثابتة طيلة أيام العيد وما بعده على مستوى أعالي ومداخل ومخارج المحيط الحضري، وكذا تكثيف دوريات المراقبة بمحيط الأماكن التي يلجأ إليها المواطنون بكثافة خاصة الشواطئ، والمحاور التي يسلكها المواطنون خاصة خلال فترتي المساء والليل مع القيام بعمليات مداهمة فجائية للأماكن المشبوهة مع مراقبة دقيقة لحركة الأشخاص و المركبات المشبوهة.
كما تكفلت مصالح الأمن العمومي على صعيد ضمان سيولة حركة المرور وأمن كافة مستعملي الطريق، بمضاعفة عمل فرق المرور التابعة لآمن الولاية من نشطاها في محاربة الإجرام المروري من خلال وضع حواجز أمنية ثابتة بالإضافة إلى دوريات راكبة، وآخرى للدراجات النارية والسكوتر تعمل على تسهيل حركة المرور وكدا منع التوقفات العشوائية للسيارات.
هذا من جهة ومن جهة العمل الجواري وبهذه المناسبة نظمت من قبل مصالح الامن، زيارات معايدة وتقديم التهاني للمواطنين المتواجدين على مستوى المستشفيات ودور العجزة وكذا مراكز الطفولة المسعفة، هذه المبادرة جاءت في إطار تجسيد مبدأ شرطة الجوار بغرض تأكيد تواصل أفراد الشرطة مع مختلف الفئات الاجتماعية.
كما قامت مجموعة من إطارات و أعوان أمن الولاية خلال أيام عيد العيد بزيارة الأطفال المرضى المتواجدين على مستوى مصلحة طب الأطفال بالمستشفى القديم سكيكدة ، وكذا مركز الطفولة المسعفة بنهج بشير بوقادوم ودار رعاية المسنين بوسط مدينة سكيكدة.
أطفال يمتهنون بيع الشواء
واغتنم بعض التجار الموسميين فرصة غمرة فرحة العيد، خصوصا لدى الأطفال، للاسترزاق وتحصيل الأرباح، من خلال نصب طاولات الشواء المنتشرة على مستوى الطرق والأحياء، في غياب كلي للرقابة، خاصة وأن اللحوم معروضة للعيان دون أدنى شروط النظافة، مما يجعل تناولها مضرا بصحة المستهلكين، ناهيك عن أن الشريحة الكبيرة منهم من الأطفال الذين يقبلون على شراء الشواء الذي يستهويهم كثيرا.
فهي ظاهرة تكررت، نصب العشرات من الأطفال أكشاكا صغيرة على قارعة الطريق لامتهان بيع الشواء للزبائن خلال يومي العيد، خاصة وأن هذه المهنة ستدر عليهم أرباحا كثيرة، والزائر لبلديات سكيكدة يتفاجأ بالعدد الكبير من هذه الأكشاك المنصوبة في أماكن عمومية متفرقة تفتقر لأدنى شروط النظافة، ورغم ذلك تجد الطوابير الطويلة في كل مكان للحصول على وجبة شواء من أيادي أطفال صغار لا تتجاوز أعمار بعضهم 15 سنة.
وفي ظل انعدام الرقابة وتدخلات مصالح الأمن المختلفة، ورغم خطورة الظاهرة فإنها آخذة في التفاقم يوما بعد آخر وربما نجد الكثير من الأولياء يشجع أولادهم على ممارسة هذه المهنة، خاصة وأن الإقبال عليها كبير ومن فئات مختلفة الأعمار، والغريب في الأمر أن المستهلك لا يعرف حقيقة مصدر اللحوم التي تستعمل في هذا الشواء وهو ما قد يضر بصحة المواطنين.
كما عرف سوق الألعاب بسكيكدة أيام العيد نشاطا كبيرا وإقبالا متزايدا من طرف الأطفال، حيث يقبل الأولياء على إهداء لعب لأطفالهم، وأمام تنوع المنتجات المتوفرة في المحلات المتخصصة أو لدى الباعة المتجولين الذين يكثر انتشارهم في مثل هذه المناسبات يجد الأطفال ضالتهم المنشودة، رغم ان أسعارها مرتفعة خلال يومي العيد على خلال الأيام الأخرى، لاغتنام الفرصة من التهافت الكبير من الأطفال وأوليائهم لاقتناء العاب لأطفالهم الصغار بهذه المناسبة.
... و والي جيجل بزور الأطفال المرضى بمستشفى مجدوب السعيد
من جهتها عاشت جيجل بمناسبة العيد أجواء تضامنية اتسمت بالتسامح والتلاحم، وقد زار بشير فار والي جيجل مستشفى مجدوب السعيد حيث تفقد مصلحة طب الأطفال وقدم هديا للأطفال كما زار المرضي الماكثين بالمستشفى وتبادل التهاني مع كل الاسلاك الامنية المتواجدة في نقاط عملهم.
وبغرض تلبية وتوفير كل احتياجات مواطني الولاية، قامت مديرية التجار في إطار ضمان تموين السوق بمختلف المواد ذات الاستهلاك
الواسع، اعتماد جهاز خاص بالمداومة خلال عيد الفطر المبارك وذلك بتسخير 1398 متعامل اقتصادي لمختلف الأنشطة، التغذية، المخابز، الحليب، عبر كل بلديات الولاية.
وتبقى حديقة الحيوانات لكيسير بغرب مدينة جيجل لوجهة المفضلة، أيام العيد حيث يستقبل
هذا الفضاء الترفيهي الواقع على بعد 10 كيلومترات عن مدينة جيجل، العائلات من داخل الولاية وخارجه، وتعد هذه الحديقة الموجودة بموقع غابي والمتربعة على 24 هكتار بالمكان المسمى كيسير على مقربة الجسر الذي يحمل نفس التسمية مجمعا للترفيه ومكانا مفضلا وملائما للعائلات لما تقدمه من خدمات، منشآت الخاصة بألعاب الأطفال والتسلية المطلوبة أكثر من طرف الشباب الزائر لهذا الفضاء.
زيارات لمختلف شرائح المجتمع.
نظمت مصالح ألامن في إطار المخطط الإتصالي، زيارة تضامنية للأطفال المرضى بالمؤسسة الاستشفائية العمومية محمد الصديق بن يحي بجيجل من طرف إطارات من مختلف المصالح بأمن الولاية حيث تم خلالها مشاركة الأطفال فرحة هذه المناسبة مع توزيع هدايا رمزية عليهم لإدخال البهجة و الفرحة على قلوبهم و خلق أجواء عائلية وتمكينهم من قضاء هذه المناسبة في جو من الفرح، خاصة وأن ظروفهم الصحية حالت دون أن يتمكنوا من قضائها وسط أسرهم وهو ما ترك أثرا طيبا لديهم ولدى الطاقم العامل بالمصلحة.
بالموازاة مع ذلك تم تنظيم زيارات مماثلة على مستوى المؤسستين الاستشفائيتين بدائرتي الميلية والطاهير وكذا الأشخاص المسنين المتواجدين بدار العجزة بدائرة العوانة إضافة إلى تنظيم زيارات لفائدة متقاعدي الشرطة سيما المسنين والمرضى منهم تقديراو عرفانا لما قدموه خدمة للوطن و المواطن، حيث تستمر هذه الزيارات طيلة فترة العيد المبارك تماشيا وتوجيهات القيادة العليا للمديرية العامة للأمن الوطني، والرامية إلى تعزيز سبل التواصل والتلاحم مع مختلف الشرائح ومرافقة المواطنين في مختلف الظروف والمناسبات وكذا العمل على زرع ثقافة التآخي و التضامن بين أفراد المجتمع.
كما قامت مصالح امن جيجل بوضع ، مخططا أمنيا استثنائيا، بهدف الحفاظ على المواطنين في رواحهم وممتلكاتهم، يتماشى وهذه المناسبة سيما وأنها تتزامن مع نهاية عطلة الأسبوع، و ذلك بتعزيز التشكيلات والأفواج الأمنية العاملة في الميدان من خلال الانتشار والتواجد الميداني المستمر وكذا تكثيف الدوريات الراكبة والراجلة خاصة عبر المحاور المؤدية للفضاءات التي تستقطب المواطنين على غرار المساجد والمقابر، محطات نقل المسافرين، الأسواق، الفضاءات التجارية وأماكن التسلية.
إضافة إلى تعزيز التشكيلات العاملة عبر النقاط و الأماكن المعروفة بالكثافة المرورية وهذا قصد تسهيل حركة المرور من جهة ومراقبة مدى تطبيق قانون المرور من طرف السائقين من جهة أخرى، بالموازاة مع ذلك تعمل مصالح أمن الولاية على تكثيف نقاط المراقبة وتعريف الأشخاص والمركبات قصد توفير الأمن و الطمأنينة للساكنة والحفاظ على النظام العام، وفي شقه الاجتماعي وتفعيلا لروابط التلاحم و التآزر بين مصالح الشرطة و كل أطياف المجتمع.