خبراء يحذرون من وهران من انتشاره الخطير

إصابت سـرطـان الثـدي ترتفـع إلى 20 ٪ والوقـاية ضرورة حتمية

وهران: براهمية مسعودة

يتم تشخيص أكثر من 45 ألف إصابة بسرطان الثدي ويسجل وفاة 2500 حالة، على الأقل كل سنة في جميع أنحاء الجزائر. حسب مديرية الصحة لولاية وهران، فإن نسبة الإصابة ارتفعت لدى من سنهن 35 إلى 45 سنة الى ٢٠٪، باحتساب معظم دول المغرب العربي.

كشفت  مديرية  الصحة، أن نفس الفئة العمرية تمثل بفرنسا مثلا 5 بالمائة، وعلى الرغم من أن السرطان أصاب البشرية على مر التاريخ، إلا أن سرطان الثدي ما بين سنتي 1980 و1990 كان نادرا بالجزائر، حسب ما أكده محدثونا نقلا عن الدراسات الخاصة بالمرأة،  ومن المتوقع  تحذّر مصادرنا أن تتضاعف معدلات الإصابة فى السنوات القادمة، ما لم نتمكن من وضع وتطبيق آليات أكثر فعالية للوقاية والكشف المبكر.
وبحسب الإحصائيات الوطنية، فإن سرطان الثدي يصيب الفئة الأقل من 40 سنة، أما الغالبية العظمى من الإصابات تحدث لدى النساء الأكبر من 50 عام.  حصر محدثونا أهم عوامل الخطر في الأنظمة الغذائية عالية الدهون، انخفاض النشاط البدني والتلوث الكبير الذي نتعرض له من دخان المصانع وما يحتويه من شقائق الأكسجين. وهو ما يفسر، حسبهم، إصابة الجزائريات في وقت مبكر خلافا للأوروبيات، ناهيك عن عامل السمنة المفرطة وكذا استخدام  بإفراط حبوب منع الحمل أو علاجات الهورمونات البديلة.
  أكد الفريق الطبي من مركز الكشف المبكر بشارع تولوز وسط وهران، لـ» الشعب»  أن السيدات البدينات تزيد لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، نظرا لتراكم هرمون الإستروجين في الدهون، مما يحفز على تكوّن الأورام. كما تحد الدسم التي تتحول إلى هرمونات من فعالية الكشف، حيث أنها تتلف حسب الشروحات المقدمة غدّة الثدي. في حين أن ٦٠٪  من الجزائريات يعانين الوزن الزائد و ٢٠  ٪ منهن تعرفن حالة سمنة.
  وأثبت المختصون العلاقة بين الهرمونات الصناعية التي تتناولها النساء لمنع الحمل وبين الإصابة بسرطان الثدي، وخاصة بين النساء اللواتي يملكن استعداداً وراثيا، أي أحد أفراد عائلتهن قد أصيب بمثل هذا المرض.  وبشكل عام قالت مصادرنا غالبا ما ننصح السيدات بضرورة عدم الاعتماد على حبوب منع الحمل لمدة تزيد على السنوات الخمس،  وأن يتم استبدالها بوسائل أخرى لتنظيم الأسرة، أو تعويضها بأخرى أقل نسبة باستشارة الطبيب، واستهلاكها لمدة عشر سنوات تضيف المصادر تعني أنّ المرأة محمية».
   وأكدت المصادر المتخصصة، أن تناول حبوب  منع الحمل لا يزال يشكل خطورة و أظهرت بيانات هذه الدراسة أن المركّبات الأولية لهذه الحبوب (الإستروجين والبروجيستين) التي أخذت بجرعات عالية وعلى فترات طويلة هي التي تشكّل خطورة. والأهم من ذلك كما سبق وأن أشرنا أن هذه النتائج تؤثر على النساء اللواتي يمتلكن استعدادا متوسطاً للإصابة بسرطان الثدي،  أما حبوب منع الحمل القديمة والتي كانت تحتوي على نسبة هرمونات عالية فقد كانت تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ولكن لحسن الحظ توقف تسويقها منذ سنوات عديدة. مع العلم أن نسب الجرعات تدرجت حاليا من ٣٠ و ٥٠ ملغ ، في إشارة منهم إلى الإرشادات الجديدة التي تتضمنها النشرة التي فحصت بدقة الأدلة العلمية الداعمة لاستخدامات حبوب منع الحمل في الحالات العلاجية المختلفة، التي لا علاقة لها بمنع الحمل. وهو ما يحدد باستشارة طبية. وقالت نفس المصادر في سياق متصل، أن أعراض سن اليأس التي تشيع بين النساء عند انقطاع الطمث قد تحمل في الواقع مؤشرات جيدة، حيث المرأة في هاته المرحلة أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي، إذ يفقد الثدي ابتداءا من سن الـ 50 من تخزين الدهون، ما يعني أن الفحوصات الروتينية للثدي تكون أكثر دقة وسهلة.
وعن حملات الكشف المبكر أو ما يعرف بأكتوبر الوردي، أكدت مصادرنا من مركز الكشف المبكر بشارع تولوز وسط وهران أنها محاولة لرفع الوعي والحد من  خطر سرطان الثدي، عن طريق التعريف بالأعراض والعلاج.  وأكد القائمون على هذه العملية المجانية، أن الفحص المبكر لسرطان الثدي يقي من خطورته ويمكن من الشفاء منه تماما بنسبة تفوق الـ90 في المائة، في حالة كان الورم صغيرا. كما يرتبط بمعدلات أعلى للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.
 أكّد الأطباء أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأم من سرطان الثدي بنسبة 50 بالمائة. ويعني سرطان الثدي حسب الشروحات عدم انتظام نمو وتكاثر وانتشار الخلايا التي تنشأ في أنسجة الثدي، ومجموعة الخلايا المصابة والتي تنقسم وتتضاعف بسرعة يمكن أن تشكل قطعة أو كتلة من الأنسجة الإضافية، وهذه الكتل النسيجية تدعى الأورام،  والأورام إما أن تكون سرطانية (خبيثة) أو غير سرطانية (حميدة).

....نساء وهران يشتكين طول مواعيد الكشف المجانية

  من جهتها ذكرت إحدى المصابات التي ثمنت وقفة الأطباء المختصين بهذا المركز الذي  يقدم  الدعم النفسي للمصابات بوهران  أن « المراكز المعنية ستكون ملجأ لكثير من النساء خاصة منهن من الطبقات الفقيرة»  فيما أكد القائمون على مركز الفحص  المبكر بوسط مدينة وهران، أن البرنامج اليومي للكشف أو ما يصطلح عليه بالمموغرافيا لا يفوق 10 نساء يوميا عملا بالمعايير التقنية لنتائج أكثر دقة بعيدة عن مخاطر الأشعة. كرد على مختلف الشكاوي المنددة بطول برمجة مواعيد الكشف. مع العلم أن أكثر من 9 مؤسسات طبية فتحت أبوابها بعاصمة غرب البلاد لاستقبال النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 40 إلى 65 سنة، لينخفض بذلك السن الهدف من 46 سنة كحد أدنى الموسم الماضي إلى 40 سنة.
 انها مواضيع شكلت أخطر القضايا الطبية الشائكة، والتي سجلتها «الشعب» في شكل تساؤلات على لسان النساء اللواتي حاورتهن على مستوى عدد من المؤسسات والعيادات الجوارية بوهران على هامش حملات الكشف المبكر عن داء سرطان الثدي لشهر أكتوبر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024