كشف والي ولاية تيبازة، موسى غلاي، على هامش اليوم العالمي للمياه، خلال الأسبوع المنصرم، عن تكفل مؤسسة «سيال» بتسيير الماء الشروب على مستوى 50 دوارا بالمناطق النائية تخضع لتسيير البلديات حاليا، كما أشار مدير الموارد المائية الى بلوغ سقف 400 ألف متر مكعب من الماء يوميا في حدود عام 2020.
في ذات السياق، أشار والي الولاية موسى غلاي إلى التزام مؤسسة «سيال» بالتكفل التام بتسيير شؤون المياه على مستوى 50 دوارا، قبل نهاية السنة الجارية، وهي العملية التي شرع فيها مؤخرا، ومن المرتقب ان تتواصل لاحقا على مدار السنة، الأمر الذي سيسمح بترقية تموين سكان الدواوير المعنية بالماء الشروب والتقليل من معاناتهم مع هذه المادة الحيوية بالنظر الى التقنيات العالية التي تعتمدها المؤسسة.
كما كشف مدير الموارد المائية عن وجود عدّة مشاريع وعمليات تنموية لها علاقة بإنتاج و توزيع الماء الشروب على مستوى الولاية حاليا، الأمر الذي سيتيح الانتقال من 240 ألف متر مكعب يوميا تقريبا حاليا الى 400 ألف متر مكعب يوميا، مع نهاية سنة 2020 حينما سيكون نظام استغلال سد كاف الدير جاهزا تماما بمعية عدّة مصادر مائية أخرى تتم تهيئتها حاليا، الأمر الذي يمكن من تلبية الحاجيات المعبر عنها بارتياح كبير، كما أنّ ذلك سيمكن من تأمين شامل للماء عبر مختلف أقاليم الولاية مع ربط نظام الاستغلال بالنظام المعتمد بالجزائر العاصمة لضمان تأمين أمثل لهذه المادة.
تركيز لافت على المياه الجوفية
تتنوع مصادر الماء الشروب بولاية تيبازة بين المياه الجوفية ومياه المسطحات وتحلية مياه البحر، بحيث تنحدر المياه الجوفية من 142 بئر منتشر عبر مختلف أقاليم الولاية ولاسيما بمنطقة متيجة والمناطق الغربية الرطبة بانتاج يومي يقارب 108 ألاف متر مكعب، فيما تنحدر مياه المسطحات من سدي بوكردان و برومي في انتظار تشغيل سد كاف الدير بمنطقة الداموس قريبا، مع الاشارة الى كون سد بورومي يسع لـ 182 ألف متر مكعب، إلا أنّ نسبة امتلائه لا تتجاوز حدود 22 ٪ حاليا.
يتم استخراج ما معدله 4 ألاف متر مكعب يوميا لتزويد بلديتي أحمر العين وبوركيكة بالماء الشروب، كما يسع سد بوكردان لـ 105 ألاف متر مكعب إلا أنّ نسبة امتلائه لا تتجاوز حدود 27 ٪ حاليا وتستخرج منه كمية 50 ألف متر مكعب يوميا لتموين بلديات سيدي عمر، شرشال، تيبازة، الناظور، حجوط ومراد، فيما يسع سد كاف الدير لـ125 ألف متر مكعب وتجاوزت نسبة امتلائه مؤخرا حدود 64 ٪ بحيث تترجم هذه النسبة المرتفعة نسبيا كون السد لم يدخل دائرة الاستغلال بعد.
فيما يتعلق بتحلية مياه البحر، فإنّ محطة التحلية الكائنة بفوكة تنتج منذ عدّة سنوات خلت 120 ألف متر مكعب يوميا تخصص نصف هذه الكمية لولاية الجزائر فيما يوجه النصف الثاني للبلديات الشرقية والوسطى لولاية تيبازة، وينتج 119 بئر تابعا لمؤسسة سيال 84955 متر مكعب من الماء يوميا مقابل 2421 متر مكعب من 8 آبار تابعة للبلديات مع الاشارة الى كون 6 آبار تابعة للبلديات متوقفة عن النشاط حاليا بفعل تعطل تجهيزاتها على غرار 3 آبار مماثلة تابعة لمؤسسة سيال وتعتبر 6 آبار أخرى تابعة لمؤسسة سيال في حالة توقف لأسباب تنظيمية.
أما المنابع المائية التي تنتشر معظمها بالناحية الغربية، فهي توفر مجتمعة 11960 متر مكعب يوميا من بينها 8 منابع تسيرها مؤسسة سيال وتنتج 3713 متر مكعب يوميا، الأمر الذي يمكن الجهات المسيرة للماء من انتاج 240 ألف متر مكعب يوميا.
ندرة حادة للمياه ببلديتي «أغبال» و«بني ميلك»
تشهد بلديتا أغبال وبني ميلك المتاخمتين لحدود ولايتي الشلف وعين الدفلى منذ فترة ندرة حادة للماء الشروب بالنظر الى قلّة المصادر المائية القريبة منها وذلك من بين 28 بلدية مشكلة للولاية، بحيث يستفيد سكان بني ميلك من الماء مرة واحدة كل ثلاثة أيام ويستفيد سكان بلدية أغبال من الماء يوما بيوم.
فيما توزع المياه على باقي البلديات بشكل يومي وتتراوح فترة التوزيع بين الساعتين و 24 ساعة في اليوم، بحيث تحظى 5 بلديات بتوزيع المياه بها على مدار 24 ساعة في اليوم ويتعلق الأمر بكل من فوكة والدواودة والقليعة وتيبازة والناظور وبوهارون و سيدي راشد فيما لا تتجاوز حصة بلدية مناصر ساعتين في اليوم وحصة بلديتي الأرهاط وسيدي سميان 4 ساعات يوميا.
تتراوح حصص البلديات الأخرى بين 5 ساعات و 17 ساعة يوميا، ومن ثمّ فإنّ 34,58 ٪ من الساكنة يحصلون على الماء على مدار 24 ساعة في اليوم و 654 ٪منهم يحصلون على الماء بشكل يومي وتبقى النسبة المتبقية التي تحصل على الماء كل يومين أو ثلاثة ضئيلة مقارنة مع النسب الأخرى.
برنامج استغلال واعد في الأفق
بالرغم من الجهود المبذولة طيلة السنوات الفارطة لترقية واقع تزويد الساكنة بالماء الشروب، إلا أنّ بعضا من التجمعات السكانية لا تزال تعاني من تذبذب حاد في عملية التموين لأسباب تتعلق معظمها بعدم صلاحية شبكة التوزيع، ومن ثمّ فقد أعدّت مصالح الري بالولاية برنامج عمل مفصل لترقية خدمات توزيع المياه بذات التجمعات.
كما يشهد الواقع ايضا عجزا ملحوظا في مصادر المياه على مستوى 6 بلديات غربية، انطلاقا من سيدي سميان ووصولا الى بلدية بني ميلك النائية ومن ثمّ فقد شهدت المنطقة تجديدا مميزا لتجهيزات الأبار ومحطات الضخ، كما استفادت بعض المناطق من تجديد لشبكات التوزيع بها.
غير أنّ هذه التحسينات تبقى ظرفية ومؤقتة لأنّ التغيير الجذري لعملية توزيع الماء الشروب بهذه المنطقة سيتم اعتماده رسميا، مع نهاية أشغال نصب نظام استغلال سد كاف الدير بمنطقة الداموس، وهو النظام الذي يشمل 182 كلم من قنوات النقل وانجاز محطة معالجة بسعة 210 ألف متر مكعب يوميا و 12 محطة ضخ و 11 خزان بسعة إجمالية قدرها 121500 متر مكعب يوميا.
مؤشرات تقنية
تبلغ نسبة التوصيل بالماء الشروب عبر مختلف أقاليم الولاية حدود 98 ٪ و تبلغ كمية الانتاج حدود 225 لتر يوميا لكل مواطن، بحيث يتم تخزين المياه قبل توزيعها على مستوى 257 خزان تصل سعتها الى 189064 متر مكعب و تبلغ شبكة التوزيع للماء الشروب بالولاية 1683 كلم.
آفاق مستقبلية
ترتقب مصالح الري بالولاية تحقيق قفزة نوعية في توزيع الماء الشروب على الساكنة والوافدين الى الولاية لأعراض مهنية أو سياحية من خلال تأمين توزيع الماء على البلديات الساحلية الشرقية، انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بفوكة واستغلال مياه سد كاف الدير بمعدل 100 ألف متر مكعب يوميا مع دعم الآبار المستغلّة حاليا والعمل على تأمين نظام التوزيع بنظام الانتاج المعتمد بولاية الجزائر المجاورة.
في اليوم العالمي للمياه،«الشعب» تستطلع واقع الموارد المائية بتيبازة
نحو بلوغ سقف 400 ألف متر مكعب يوميا من الإنتاج مع نهاية 2020
إستطلاع - تيبازة: علاء ملزي
شوهد:1717 مرة