''الشعب'' تستطلع واقع التنمية بولاية الشلف

عمليات إعمار واسعة لعلاج تداعيات العشرية السوداء

مبعوثة الشعب إلى الشلف: فضيلة بودريش

مازالت ولاية الشلف بموقعها الجيو استراتيجي وشساعة مساحتها المترامية الأبعاد، تتطلع بتعطش كبير إلى المزيد من المشاريع التنموية، بعد عمليات الإعمار الضخمة التي تعززت بها منذ أزيد من عشرية كاملة، متجاوزة بذلك آثار الآلة الإرهابية، وكل ما قاسته من ضنك الطبيعة بفضل جهود الدولة المتواصلة وتشبث أبنائها بالأرض عقب عودة الإ ستقرار والحياة في كل شبر فيها، ويمكن القول بعد كل الذي وقفنا عليه من مشاريع منجزة أو مسطرة أن الشلف عائدة بخطوات متقدمة لملامسة التنمية بتطلع واصرار...تبدو الشلف للزائر في الوهلة الأولى أنها انتفضت لاحتضان مشاريع تبوؤها مستقبلا لأن تكون قطبا تنمويا مميزا بفضل البنى التحتية التي أرسيت على جميع الأصعدة، ومنها ما هو في طريقه إلى الاكتمال، على غرار الطرقات والموانئ وتوفير المياه، وتشييد المدن الجديدة، وسكنات تمنح لمواطنيها استقرارا وثقة أكبر في الإدارة، مع الانفتاح في تشجيع الفلاحة عبر أراضيها الخصبة والشاسعة المتربعة على مساحة قدرها ٥١١ . ٢٦٢ هكتار، وتمثل ٤٣ . ٦٥ بالمائة من مساحة الولاية الإجمالية، ويعد المركز الجامعي بأولاد فارس صرحا شاهدا على الاضافات التي استفادت منها.
أهمية المشاريع والورشات المفتوحة ضاعفت من فعالية الولاية، والتي يرتقب أن تلعب مستقبلا دورا بارزا في التنمية الوطنية، بالنظر إلى المشاريع المشيدة التي وقفنا عليها في عين المكان وتلمسنا خصوصيتها بضخامتها، وكل الذين التقيناهم وجدناهم يكنون كل العرفان إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وجدناهم مقتنعين بأن برامجه بعثت في شرايين الولاية الحياة، وبثت فيها الحركية، وفتحت المجال واسعا من أجل امتصاص شأفة البطالة، وأعادت الاستقرار والأمن إلى عمق أراضيها، وجعلت سكانها يحلمون من جديد بسكن لكل من لم يستفد بعد ومنصب شغل لمن مازال بطالا وبحياة أفضل بالنسبة لكل قاطن فيها، واقتنعنا من خلال كل ما شاهدناه بعين المكان أن الشلف صارت منصهرة بشكل وثيق في الحركة التنموية الوطنية، لأن كل الأغلفة المالية المرصودة والتي أنفقت ستنعكس على تحسين المستوى المعيشي للمواطن وترقية المحيط الذي قطع خطوات بعيدة عن العزلة والانطواء، وأكيد أنه لن يقبل التعايش مجددا مع أي تهميش.
 ولطمأنة المواطن الشلفي حول سيرورة وأولوية المشاريع التي تدخل في صلب انشغاله، اقتربنا من والي الولاية السيد محمود جامع الذي استقبلنا بمكتبه لنتوقف معه عند أدق المستجدات والمتعلقة بالمشاريع المبرمجة أو تلك المسطرة، مشرحا كل ما تعززت به الولاية من انجازات حيوية، وينتظر أن تقطف ثمارها خلال السنوات القليلة المقبلة.
من خلال أجوبة وحديث والي الشلف تلمسنا أنه يقف على كل كبيرة وصغيرة شخصيا، مطلعا على جميع الملفات التي تتعلق بولايته، حتى ان أحد المواطنين اخبرنا بأنه يسهل عليك في الشلف أن تحظى باستقبال الوالي لطرح الانشغال ويتعذر عليك لقاء بعض رؤساء البلديات..
اعترف الوالي السيد محمود جامع الذي يوجد على رأس الولاية منذ نحو اربع سنوات، أن هذه الولاية ابتليت فيما مضى بنكبات عسيرة من زلزال وجفاف وإرهاب، لكن سرعان ما استدركت الإرادة التنموية للدولة كل ذلك مع تكريس ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي أقرّه رئيس الجمهورية، حيث جاء ـ أضاف الوالي مؤكدا ـ مصحوبا ببرامج تنموية تكلل بإعادة اعمار الولاية من خلال منح الولاية بنية تحتية قوية وذات نوعية يرافقها في كل ذلك تحسين مستوى المعيشة في أبعد نقطة في هذه الولاية من خلال برامج واعدة.

إنشاء وتوسعة الموانئ انفتاح على الحركية

ووقف الوالي على المشاريع المنجزة والمسطرة في مجال البنى التحتية، أي كل ما تعلق بقطاع الأشغال العمومية، حيث ذكر السيد جامع أن الشلف حظيت من نصيبها في الطريق السيار الذي يعبرها والمقدر طوله بحوالي ٥٣ كلم، إلى جانب إعادة الاعتبار للطرق الولائية على غرار الطريق الولائي رقم ١١، الذي يمتد على بعد ١٢٠ كلم والرابط بين ولايتي شلف ومستغانم، ويمتد إلى غاية ساحل شلف لفك العزلة عن أبعد نقطة، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم ''٤''  و''١٩'' و''١٩ أ'' الرابطة بين
تسيمسلت والشلف، وعين ملان  والطريق الوطني بين الشلف وتسيمسلت، وعدة برامج أخرى مسطرة في الأفق، خاصة ما تعلق بإنجاز طريق ازدواجي ينطلق من تنس إلى غاية الشلف عقب رصد ميزانيته ومن المقرر أن تنطلق به الأشغال خلال السنة المقبلة، ويعول عليه كثيرا حسب الوالي في فك العزلة النهائية عن منطقة الساحل.
وأشار السيد جامع في سياق متصل، أن الولاية ستربط بطريق الهضاب العليا الذي ستنطلق به الأشغال خلال الخماسي الراهن، يضاف إليها عملية انجاز طرق ازدواجية على مستوى الأقطاب الثلاثة، الرابطة بين بوقادير وشلف وواد الفضة.
وقال الوالي في نفس المقام أن من شأن إنشاء وتوسعة الموانئ أن يعزز من موقع الولاية، بعد انجاز ميناء بني حوى وسيدي عبد الرحمان والمرسى وتوسعة ميناء تنس.
وكشف الوالي، أنه سيشرع في انجاز ازدواجية خط السكة الحديدية الرابط بين خميس مليانة وواد الفضة الذي انتهى من انجاز شطر منه، وينتظر من هذه المشاريع حسب الوالي تسهيل المبادلات وتسريعها، وفك العزلة، وتشجيع استقرار السكان في أبعد نقطة من الولاية والدفع بالحركة التنموية .
وتحدث السيد جامع محمود عن سلسلة من المشاريع التي ينتظر أن تمنح الشلف الحياة، والحركية على غرار وحدة انتاج الكهرباء بعين تران، إلى جانب برمجة انجاز وحدة أخرى على مستوى عين القلتة لتموين قاطني هذه المنطقة بالكهرباء.
ومن بين البرامج الضخمة التي تعززت بها المنطقة التموين بالماء الشروب من خلال ربط شلف بمياه سد سيدي يعقوب وبعض الآبار، ولم يخف الوالي أن مشكل تذبذب وصول المياه للمنطقة الشمالية إلى كل من بني حوى والمرسى والظهرة وبني راشد ومجاجة سيتكفل به من خلال مشروع إنجاز محطة لتحلية المياه بتنس بطاقة تناهز الـ٢٠٠ ألف مكعب يوميا.
وأوضح الوالي جامع في نفس المقام أن كل الجهود بذلت من أجل تحقيق الاستقرار في عملية التموين بالمياه بفضل مشروع ''سد الكاف'' بالمنطقة الشرقية ''الداموس'' والذي يوجد في طريق الإنجاز ببني حواء.
وطمأن سكان بلدية بني بوعتاب بتوفر الامكانيات للتكفل بحاجياتهم ، وقال ان وحدة انتاج الماء مقسمة إلى عدة أشواط، على اعتبار أن جزء تتكفل به شركة تابعة لوزارة الطاقة، والقناة الرئيسية تشرف عليها وزارة الموارد المائية عن طريق الجزائرية للمياه، بينما الشبكات الثانوية والتوزيع أسند على عاتق الولاية.

التطلع لترقية مستشفى الـ٢٤٠ سرير إلى مركز استشفائي جامعي

كشف والي شلف أن في أجندة الولاية مشاريع تنموية ضخمة وواعدة في صدارتها انشاء لأول مرة منطقة صناعية تتربع على مساحة لا تقل عن ٣٠٠ هكتار، ولم يخف أن الدراسات جارية في الوقت الراهن من أجل خلق ثلاث مناطق للتوسع السياحي على مستوى الشريط الساحلي للولاية، ويمس كل من واد مرسى وتنس وبني حواء.
وتعمل الولاية بالتنسيق مع الوزارات المعنية من أجل تحقيق هذا الحلم الذي من شأنه أن يعزز مكانة شلف على الصعيد التنموي حتى تتحول إلى قطبا واعدا مستقطبا للاستثمار، مما يساهم في خلق الثروة وامتصاص شأفة البطالة.
وتطمح الولاية وسكانها كي يرتقي مستشفى الـ٢٤٠ سرير بشلف إلى مركز استشفائي جامعي، على اعتبار أنه يحتوي على جميع الأجنحة وكل الشروط متوفرة فيه.
ووجدنا الوالي شديد الحرص من أجل استكمال في أقرب وقت المركب الكبير المتعلق بجلب المياه من ماينيس إلى جميع بلديات الولاية، لأن طاقة الـ٢٠٠ ألف متر مكعب بإمكانها التكفل باحتياجات المواطنين.

 توزيع ٤٠٠٠ مسكن خلال الأيام القليلة المقبلة

وحظي قطاع السكن بحصة الأسد من الانشغالات التي رفعناها إلى والي الشلف والتي أثارها المواطنون، كونها تبقى ملفا جوهريا ومعالجتها حساسة عبر كامل التراب الوطني، ووقفنا على الخطوات المقطوعة والجهود المبذولة وحقيقة عدم طي ملف البناءات الجاهزة بالولاية منذ أزيد من ثلاثة عقود عقب زلزال أكتوبر الأسود إلى غاية اليوم..؟، لكننا سنسرد جميع الحقائق التي جمعناها، في تحقيق آخر سينشر في الأيام القليلة المقبلة، لكن مع هذا نقول للمواطنين المعنيين بالأمر، أن الوالي طمأن بأن هذا الملف في طريقه إلى الحل، خاصة بعد رفع الإعانات المخصصة لإعادة البناء، من ٧٠ مليون سنتيم إلى سقف الـ١٢٨ مليون سنتيم إلى جانب عدة تسهيلات أخرى من شأنها أن تعجل بإنهاء تواجد البناءات الجاهزة.
وأفاد الوالي جامع محمود أنه تم توزيع ١٥٠٠ مسكن بالشطية ومن المقرر خلال الأيام القليلة المقبلة توزيع ٤٠٠٠ مسكن فبشرى للمواطنين المسجلين إلى جانب ترقب توزيع نحو ١٨٦٠ مسكن آخر مع نهاية السنة الجارية، و٢٥٠٠ مسكن آخر من المنتظر أن يوزع عندما تنتهي اللجنة الولائية من عملها وقدّر الوالي حجم البناءات القصديرية الهشة المتواجدة بالولاية بنحو ٤٦٠٠ بناء قصديري ولم يخف في سياق متصل، أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، لذا أضاف يوضح من مشروع الـ١٨٦٠ مسكن تم تخصيص ٥٢٠ مسكن للقضاء على فطريات البناءات الهشة.
وأكد الوالي وجود ٧٦٧٣ مسكن اجتماعي جاهز وينتظر أن تنهي لجان الدوائر عملها نهاية السنة الجارية حتى يعلن عن قائمة المستفيدين، ويضاف إلى كل ذلك توزيع ٢٣٧٠٠ إعانة ريفية في الفترة الممتدة ما بين سنة ٢٠١٠ و٢٠١٢ .
واستحسن الوالي سقف التغطية الصحية والتعليمية وكذا ما استجد في قطاع التعليم العالي المتعزز بالقطب الجامعي لأولاد فارس والذي يعد قلعة وصرحا واعدا، وأشار الوالي في هذا المقام عن تسلمهم خلال السنة الجارية ٣٢٠٠ مقعد بيداغوجي جديد، مع فتح معهد لكل من الهندسة المعمارية وآخر للتربية البدنية وثالث للسمعي البصري، مع توفر قاعات بإمكانها احتضان اللقاءات الدولية.
واستلمت الولاية ثلاثة مراكز للتكوين المهني جديدة انتهي من أشغال انجازها.
وقلل الوالي من تواجد مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منه بعض ولايات الوطن، خاصة في الطور الثانوي، حيث قال أن معدل التلاميذ في اقسام الطور الثانوي يناهز معدل الـ٣٤ تلميذ بالقسم، وقال أن جميع بلديات الولاية تتوفر على ثانوية ماعدا ثلاث بلديات، لأن عدد التلاميذ لفتح ثانوية غير متوفر، ويطمح الوالي والسكان إلى الوصول إلى معدل ٢٥ تلميذا في القسم أو أقل، بفضل البرنامج الخماسي الجاري لرئيس الجمهورية والذي برمج فيه انجاز ١٦ ثانوية و١٣ إكمالية للولاية.
وتفاءل السيد محمود جامع بترقب استلام نهاية ٢٠١٤ أو بداية ٢٠١٥ لـ٢٩ مؤسسة تربوية جديدة يرى أنه من شأنها ان تفعل الخريطة المدرسية.
وأكد لأولياء التلاميذ الذين يجنحون أحيانا للتشاؤم، خاصة في المواقع الحضرية التي عادة ما تعرف الاكتظاظ، أنه قدم برنامج لوزير التربية عندما يتوفر العقار سيتم توسعة  ١٦ اكمالية للتكفل بأي نقص يذكر، وخلص الوالي إلى القول في هذا المقام أنه استلم منذ مجيئه ٦٠ مؤسسة تربوية من ثانويات وإكماليات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024