كان لتنفيذ البرامج التنموية التي خصصتها السلطات الولائية لفائدة سكان بلدية وادي الفضة بمداشرها وتجمعاتها العمرانية الكبرى، الفضل الكبير في استقرار السكان وتفعيل النشاط الإجتماعي والإقتصادي بالرغم من النقائص المسجلة هنا وهناك والتي تسعى مصالح الدائرة رفقة المنتخبين المحليين لتجاوزها لفك العزلة وتحسين الإطار المعيشي ونظافة المحيط بواسطة المبادرات المحلية التي جاءت تطبيقا لتعليمات والي الشلف عبد الله بن منصور من خلال خرجاته الميدانية المتعدّدة التي لقيت إرتياح السكان بعد سنوات من المعاناة الناجمة عن العشرية السوداء التي اختفت معالمها وإلى الأبد، يقول السكان الذين رافقونا في محطات عديدة.
بنظر سكان المنطقة فإن التحدي الكبير الذي ظلّ يواجه الناحية لم يتوقّف على ميدان واحد أو منطقة من المناطق، بل تعدّدت مواقعه ومشاريعه بالنظر إلى الإنشغالات وحجم الطلبات التي ما فتئ يرفعها السكان قصد التكفل بها على أكثر من صعيد، حسب تصريحات محدثينا من أبناء المنطقة الذين فقدوا خلال العشرية السوداء بوصلة العمل والنشاط الإجتماعي والإقتصادي أمام جهنمية الوضع الأمني وانعكاساته على المحيط التنموي الذي وجد في البرامج المخصصة من طرف السلطات الولائية ضمن برنامج فخامة رئيس الجمهورية متنفسا لتفعيل وتيرة التنمية المحلية على أثر من مستوى ـ يقول رئيس الدائرة بلزرق برحمة ـ الذي وجد الدعم الكافي من طرف المنتخبين والمجتمع المدني والجمعيات وأعيان المناطق ورؤساء الأحياء، بما فيهم المداشر والقرى والتجمعات السكانية الكبرى لإعادة المنطقة للسكة بعد سنوات من الوتيرة البطيئة للأشغال والإنجازات التي خدمتها إجراءات المصالحة.
وعكفت مصالح الدائرة على مدة أزيد من 5 سنوات لتشخيص الإحتياجات على مستوى البلديات الثلاث واد الفضة وأولاد عباس وبني راشد مركز زلزال 1980 والتي جعلت طابع الأولويات لكل منطقة من أهم نقاط الإنطلاقة الناجحة لقطاع التنمية المحلية التي تتعلّق بكل ناحية حسب رزنامة طبيعة المشاريع وكيفية تحقيقها على ضوء البرنامج الولائي الذي كان متوازنا وناجعا بمنطقتنا يقول مسؤول الدائرة بلزرق برحمة.
هذا التشخيص، مكّن من ضبط معالم مدينة تم تجسيدها بمنطقة سقاسيق بناء على الطلب الهائل وحاجات السكان لوحدات سكنية لتغطية الطلب الكبير أنذاك ـ يقول محدثنا ـ الذي كشف عن حتمية إنشاء مدينة جديدة بذات الناحية لتجاوز مشكلة نقص العقار التي ظلّت مطروحة منذ سنوات بذات البلدية المحاطة بنسيج الأراضي الفلاحية ذات المردود المرتفع، لكن اختيار منطقة السقاسيق برأي خبراء العمران والمصالح التقنية كان موفقا بكل المقاييس والذي مهّد لتمديد التوسع العمراني من الناحية الجنوبية لبلدية واد الفضة التي ظلّت محاصرة خلال السنوات المنصرمة من الناحية العقارية التي لقيت انفراجا لمشكلة برمجة مشاريع سكنية أو عمومية خلال الأعوام الماضية يقول محدثنا برحمة.
هذا الحل في تنفيذ المشاريع مكّن من تغطية العجز بإنجاز 450 وحدة سكنية بذات المنطقة المسماة بالسقاسيق والتي تمّ توزيعها في أوت المنصرم رفقة 60 وحدة سكنية بالحي الغربي للبلدية. الأمر الذي جعل سكان المنطقة يتنفسون الصعداء، خاصة وأن العملية ستدعّم بحصة أخرى من 160 وحدة سكنية 100 بمركز البلدية و60 بحي الحرية، الأمر الذي خلّف ارتياحا بين أوساط السكان الذين انتظروا طويلا خلال السنوات المنصرمة يقول (جاوطي فريد) و(م. إبراهيم ) و(ك.عمر ) من أبناء المنطقة الذين تحدّثوا عن عملية القضاء على السكنات من نوع الغرفة الواحدة وهذا بتوزيع 78 وحدة سكنية وهذا طبقا للتعليمات يقول مسؤول الدائرة الذي كشف عن حصة سكنية جديدة تتعلّق بالسكن الترقوي المدعم والمقدرة بـ 160 مسكن بواد الفضة مركز سيتم تسوية أرضية المشروع في الأيام القادمة، حسب ذات المسؤول.
الإعانات الريفية حسّنت ظروف العيش لـ 680 عائلة
وفي سياق تثبيت سكان المناطق الريفية بمداشرهم وقراهم بهدف مزاولة نشاطهم الفلاحي والحرفي، وخدمة أراضيهم الجبلية، سارعت مصالح السكن بالدائرة إلى تنفيذ المخطط السكني الخاصة بالإعانات الريفية منذ بداية البرنامج 2010 / 2014، رفقة البرنامج التكميلي إلى تجسيد 680 إعانة ريفية على مستوى مداشر الزمول وكوان والقواجلية والسقاسيق وشجرة قاقة والحجايرة والقرية الفلاحية والزبابجة والملعب والقوابع والركبة الحمراء وغيرها من القرى وكانت آخرها حصة 40 إعانة التي يبقى غير كافية حسب نسبة الإحتياج والتوزيع السكاني، خاصة لدى الفئات المحرومة والفقيرة وأصحاب الدخل الضعيف أو المنعدم، حسب درجة الوضعية الإجتماعية.
وبالرغم من هذه الحصة الموزعة، إلا أن هناك حسب الإحصائيات المقدمة من طرف مصالح الدائرة، تؤكد وجود حوالي 700 طلب لازالت على طاولة لجنة الدراسة التقنية والإجتماعية للمصلحة المعنية التي تنتظر حصصا أخرى وعد الوالي بتقديمها لبلدية واد الفضة لتلبية الطلبات المقدمة من طرف المواطنين بهذه المداشر التي تمّ تغطيتها بنسبة كبيرة، يقول برحمة بلزرق.
وبؤر المعاناة التي تجرعها السكان بسبب غياب التهيئة خلال السنوات الماضية بعدة أحياء وتجمعات سكانية كبرى كبئر الصفصاف وحي سدي عمر الذي قاوم الإهمال والتسيب الأمر الذي عجل بتسجيل جملة من مشاريع التهيئة بعدة مناطق خاصة ببئر الصفصاف الذي يبلغ عدد سكانها ما يفوق 6 آلاف نسمة وحي سدي عمر، حيث خصّصت له مبالغ مالية تقدر بـ 10ملايير سنتيم وهذا بعدما خضع لإشغال تجديد قنوات الصرف الصحي والماء الشروب والغار المنزل وشبكة الكهرباء العمومية وتزفيت الطرقات، بالإضافة إلى تهيئة أحياء أخرى ومجموعة من الشوارع كشارع الثورة وجيش التحرير وسي بلعيد وميمون والعقيد عميروش والحي الجديد والزبابجة وهذا ضمن مبلغ يقدر بـ 13مليار و800 مليون يشير محدثونا. هذه العمليات التي أدخلت الإرتياح بين أوساط السكان تعرف وتيرة متسارعة في الأشغال رغم سوء الأحوال الجوية، حيث من المنتظر أن تنتهي هذه العمليات في الأيام القادمة، حسب الحالة الفيزيائية لهذه المشاريع الجاري انجازها.
ووضع مشروع القرن بالنسبة لولاية الشلف حلا لمعضلة الماء الشروب من خلال معالجة مياه البحر ونقلها من منطقة ماينيس الساحلية على مسافة 50 كلم نحو بلديات الولاية، ومنها واد الفضة التي استفادت من المشروع من حيث عملية الربط بعد تجديد شبكتها على مستوى الأحياء والمجمعات السكنية في انتظار منطقة كوان بالناحية الشرقية وتدارك النقص بالسقاسيق التي تحتاج إلى مشروع قطاعي على مستوى الإمداد انطلاقا من مشروع الخزان المائي وقنوات التوصيل.
ومن جانب آخر، ودّع سكان حي بلحمري والطريق الوطني رقم 4 ومناطق أخرى متاعب الفيضانات بعدما استفادت من مشروع خاص بالقناة الرئيسية بمبلغ يقدر بـ 7ملايير بعد عدة سنوات من الإنتظار، مما خلق إرتياحا بين أوساط السكان الذين ذاقوا مرارة الفيضانات، حسب المصالح التقنية بالدائرة التي رافقت المشروع.
متى تُنجز ثانوية ببئر الصفصاف؟
لا يخلو حديث سكان منطقة من تلاميذ وأوليائهم بئر الصفصاف كأكبر تجمع سكاني بالبلدية عن طرح انشغال انجاز ثانوية بذات الناحية التي تتوفّر بها كل المقاييس والشروط لتحقيق هذا الإنجاز باعتبارها تحتوي على متوسطتين وعدة مدارس إبتدائية، الأمر الذي نتج عنه متاعب لتنقل التلاميذ إلى مركز البلدية بواسطة النقل المدرسي التي تشرف عليه المصالح المعنية. فيما يبقى مشروع انجاز متوسطة ومجمع مدرسي بالمدينة الجديدة من الأولويات التي تعكف على تسويتها مصالح الدائرة مع الجهات المختصة في انجاز الهياكل المدرسية، حسب قول برحمة بلزرق.
وفي ذات السياق القاضي بتحسين ظروف التمدرس وخلق الأجواء المريحة للمتمدرسين والتأطير التربوي، استفادت المؤسسات التربوية من عدة عمليات تتعلّق بالترميم والصيانة للأقسام المتضررة وتهيئة السمكات وتزويد المدارس بالخزنات المائية على مستوى 9 مؤسسات إبتدائية، فيما لازالت عمليات جارية لحدّ الساعة تخصّ مجال التهيئة التي رفعها مدراء المدارس الإبتدائية، كما تمّ توفير الإطعام بالوجبات الساخنة وتحضير التدفئة والنقل المدرسي، حسب ذات المتحدث.
أما بخصوص التكفل الصحي فقد مكّنت عملية تشغيل أجهزة تصفية الدم بواسطة 10 تجهيزات بمستشفى واد الفضة من القضاء على معاناة المرضى الذين يلتحقون من عدة بلديات بما فيها المناطق التابعة لتسمسيلت وعين الدفلى. كما سمح فتح قاعة علاج بحي البرتقال من التكفل بانشغالات السكان في انتظار قاعة علاج بحي الحرية مع مركز بريدي وفرع بلدي تقديم الخدمة العمومية لفائدة أبناء لمنطقة كالزبابجة وبئر الصفصاف اللتين استفادتا من ربط بالإعلام الآلي والأنترنيت لتمكين هذه الهياكل من العصرنة، حسب تصريحات السكان الذين ثمّنوا هذه الإنجازات المحققة.
ويدرك سكان المناطق الريفية الأهمية التي تكتسيها تهيئة وانجاز الطرقات بمداشرها على غرار سكان بقعتي الزمول وكوان اللتان استفادتا من تزفيت الطريق على مستوى 9 كلم، والذي كان محور مطالب السكان منذ أزيد من 32 سنة مضت، ليعيشوا مرحلة الفرج بعد تتمّة الجزء الأول من واد الفضة إلى غاية قاعة العلاج بمدخل منطقة الزمول في انتظار تتمة الأشغال في الأيام القادمة مادامت المقاولة قد عينت من طرف الهيئات المعنية، مما يفتح آفاق تنموية واعدة بتوسيع مجال الفلاحة وتنشيط عملية التشغيل والحرف وتفعيل عملية التجارة مع مناطق ولاية عين الدفلى وبوابتها العبادية بعدما تمّ انجاز جسر ملتقى واد الشلف وواد الفضة على مستوى منطقة القوابع، حسب معاينتنا للناحية التي لمسنا ابتهاجا وإرتياحا كبيرين لدى سكان هذه المناطق الذين أثنوا على جهود رئيس الدائرة ووالي الولاية بعد الزيارات المتكرّرة لبلديتهم، يقول محدثونا من أبناء الناحية.ونفس الإنفراج شمل منطقة أولاد بن عربية وبئر الصفصاف بعد استفادتهما من مشاريع التهيئة.
ومن ناحية أخرى سيمكن انجاز طريق الزمول كوان من فتح أفاق استثمار حوالي 1700 هكتار من الأراضي الخاصة التي كانت إلى وقت قريب عرضة لفيضانات واد الشلف لأكثر من 32 سنة مضت، ليجد هذا المحيط كل الشروط متوفرة لاستغلالها فلاحيا، خاصة بعد انجاز منطقة نشاطات التي تم اقتراحها لتكون قطبا غذائيا يتربع على مساحة 40 هكتارا، حسب مسؤول الدائرة.
الوالي عبد الله بن منصور: «التقرّب من المواطنين، جزء من إيجاد الحلول»
عكف الوالي خلال خرجاته الميدانية لواد الفضة ومداشرها وتجمعاتها السكانية الكبرى على تحسيس المسؤولين من الدائرة والمنتخبين بأهمية التقرب من المواطن والاستماع لانشغالاته والتكفل بها حسب الأولويات، خاصة فيما يتعلّق بالماء والطرقات والتهيئة والصرف الصحي والنظافة وتحسين الخدمة العمومية ومحاربة البناءات الفوضوية، وهي منهجية أثبتت نجاعتها على مستوى هذه البلدية ـ حسب تصريحات السكان ـ بما فيهم رئيس الدائرة والمنتخبين المحليين الذين يشتغلون في انسجام مع اللجان وتشاور مع الوصية، حسب ما علمناه في عين المكان غداة انجاز هذا الإستطلاع.
ولم ينس محدثونا من سكان المناطق التي تمّ ربطها بمادة الغاز الأهمية التي جنوها بإخراجهم من بؤر البرد القارس الذي ظلّ ينهش أجساد عائلاتهم وأبنائهم طيلة السنوات عديدة، حيث تمّ تخصيص 26 كلم لتجديد القنوات التي تعود لعهد السبعينيات مع ربط جديد أحياء بئر الصفصاف والسقاسيق والبرتقال وحي الزمول والقواجلية. فيما سيكون حي جاوطي وكوان سيكون خلال برنامج 2019، حسب مسؤول الدائرة الذي أكد لنا مسعى الوالي في تلبية كل الطلبات على مستوى غاز المدينة الذي انتقل لأرياف بواد الفضة ـ يضيف محدثنا ـ الذي نوّه بتعاون لجان الأحياء والجمعيات والمجتمع المدني مع السلطات المحلية لفائدة التنمية المحلية التي عرفت أشواطا كبيرة في الإنجاز وهو ما يؤكده سكان البلدية التي عادت من بعيد بفضل البرنامج الولائي الذي خصّصه الوالي للناحية، يشير ذات المسؤول.