تعددت مواقف التشكيلات السياسية من الانتخابات المحلية المقررة في ٢٩ نوفمبر المقبل، فمنها من سارعت إلى الإعلان عن مشاركتها في هذا الاستحقاق الانتخابي، على غرار الأحزاب المتجدرة في الوسط السياسي، ومنها من فضلت المقاطعة، وأخرى ربطت مشاركتها بتوفير الدولة المزيد من الضمانات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
أول المعلنيين عن خوض غمار المحليات المقررة خريف ٢٠١٢، حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وقد نصبا لأجل ذلك لجنة وطنية أوكلت إليها مهمة تحديد قوائم المترشحين، بعد وضع جملة من الشروط ألزمت الراغبين في الإنضمام إلى قوائم الحزب بالتقيد بها، خاصة وأنه تم فتح أبواب الترشح كما هو الحال في الأرندي أمام المواطنين من خارج الحزب، فيما وعد الأمين العام للحزب العتيد بإشراك الجميع في إعداد القوائم من خلال تشكيل لجان الترشيحات على مستوى القسمات والمحافظات مع الحرص على مجموعة من الخصال، لتفادي ما حدث من فوضى وشقاق وسط مناضلي الحزب أثناء إعداد قوائم التشريعيات الماضية، كما انضم الشريك السابق في التحالف الرئاسي ويتعلق الأمر بحركة مجتمع السلم إلى الأحزاب المشاركة في ثاني استحقاق انتخابي ينظم هذه السنة، أعقبه إعلان كل من حركة الإصلاح الوطني، وحركة النهضة نيتهما في المشاركة في الانتخابات المحلية، بعد أن ساد الإعتقاد في حركة فاتح ربيعي بإمكانية مقاطعتها نظرا للعدد الكبير من المناضلين الرافضين لقرار المشاركة بسبب ما وصفوه باستمرارية غلق الساحة السياسية، وعدم توفر ضمانات إجراء انتخابات حرة ونزيهة، كما أعلنت كل من جبهة القوى الاشتراكية، وحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عن مشاركتهما، رغم تحدث الأولى عن صعوبة المهمة التي تنتظر المنتخبين المستقبليين، وتلويح أغلب أعضاء المجلس الوطني للثانية بمقاطعة الانتخابات المحلية، لولا الاستنجاد بالصندوق الذي فصل في بالمشاركة في الانتخابات المحلية لتفويت الفرصة عما وصفهم رئيس الحزب بالأصوليين.
وفصل بعض رؤساء الأحزاب الجديدة، التي دعمت الساحة السياسية بعد جملة الإصلاحات التي أطلقها رئيس الجمهورية السنة الماضية، في قرار المشاركة في انتخابات أعضاء المجالس البلدية والولائية، مثلما هو الشأن بالنسبة للجبهة الجزائرية للحريات، التي دعا رئيسها محمد زروقي إلى المشاركة بقوة في هذا الاستحقاق، وحزب تجمع أمل الجزائر المتحصل مؤخرا على ترخيص عقد مؤتمره التأسيسي، حيث صرح المسؤول الأول عن الحزب عمار غول خلال ندوة تحضيرية أن ''تجمع أمل الجزائر سيشارك في الإنتخابات المحلية و أن هذه المسألة ستناقش من قبل القيادة الوطنية''، وكذا حزب جيل الجديد، الذي دعا رئيسه أول أمس من ولاية قالمة، إلى ضرورة المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة معتبرا المقاطعة ''عملا سلبيا في الساحة السياسية الوطنية .''
واعتبر الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي، الانتخابات المحلية مرحلة مهمة في دعم المسار الديمقراطي وتكريس الإصلاحات السياسية، معلنا عن دخول حزبه غمار المنافسة بقوائم تضم مترشحين أكفاء.
وإذا كانت الشجاعة متوفرة لدى الأحزاب الجديدة -رغم قلة تجربتها- لدخول مضمار التنافس في ثاني استحقاق انتخابي ينظم هذه السنة، فإن بعض القيادات الحزبية صاحبة النضال الطويل، فضلت مقاطعة هذا الموعد مثلما هو الشأن بالنسبة لرئيس حزب العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، الذي برر عدم المشاركة برفض السلطات جملة الشروط والضمانات التي طالب حزبه بتوفيرها لضمان انتخابات حرة ونزيهة، ومن بينها إسناد مهمة تحضير وتنظيم الانتخابات للجنة مستقلة.
وقرر حزب العمال، المشاركته في الانتخابات المحلية، وأكدت أمينته العامة لويزة حنون أن مشاركة حزبها في الانتخابات المقررة يوم ٢٩ نوفمبر تكتسي بعدا إستراتيجية.