طي صفحة الألم جسر لبناء الوطن من جديد
يمتهن سكان بوطالب الفلاحة والصناعات الحرفية، إلى جانب تربية المواشي والابقار والدواجن في ظل غياب المورد المائي، هذا الأخير الذي تزودت به البلدية مؤخرا بعدما كانوا يجلبون الماء الشروب من بئر لغراير نسبة إلى عائلة بوغرارة وبئر حاسي العسكر إضافة إلى المنابع المائية التي يمتد جريانها من قمم الجبال كعين سور، المجاري، بئر المراجع ولكواوشة ..وغيرها من المجاري المائية الأخرى التي ينتفع منها الانسان والحيوان معا، لكن مع مرور الزمن انخفض تدفق مياهها ومنها من جفت للأبد.
تمت ترقيتها إلى بلدية سنة 1985 وهي تابعة إداريا لبلدية عين آزال ولاية سطيف، لها حدود مشتركة مع ولايتي باتنة والمسيلة، تشتهر بوطالب ببحيراتها الجذابة في قمم الجبال أو الدشرة كما يلقبها أبناء المنطقة، حيث يمتلك جل السكان أشجارا ودواليا مثمرة سواء في منطقة الخرزة، رأس الساطور، تانوت، عبلة، سمنة، بني لماي، المجاري، ثلاثة وثلاثون واليا ... الخ .
يمتد اسم بوطالب تاريخيا إلى العصور القديمة ووهو يعني بصاحب الطلبة أو الطالب، وقد تنوعت الأراء والأحاديث حول نسبة تسميتها، فهناك من يعتقد أنها تعود إلى الأمازيغ باعتبار أن بعض من سكانها شاوية خاصة في المنطقة المعروفة بالحامة بوطالب، وهناك من يقول أن اسمها مشتق من اسم الطالب وهو طالب القران الكريم الذي كان يلقن الطلبة أبجديات حفظ كتاب الله عز وجل عن طريق اللوحة والصلصال والسمق والدوية، هو الأقرب حسب محدثنا الشيخ “علي .ب” والأكثر تداولا على اعتبار أنه لا يخلو بيت من بيوت القرية على حافظ لكتاب الله، فهم يتداولونه في ما بينهم سرا وجلجلة، فالقرية مازالت محافظة على طقوسها وطقوس أجدادها في تلاوة القرآن كلما كانت هناك مناسبة دينية أو جنازة على السواء فيجتمع القوم لتأدية الوازع الديني.
قرية تغرق في سبات البداوة ..
الجزائر شعارها
لم يكن اختيارنا لمنطقة بوطالب لإجراء هذا الاستطلاع عبثا أو تلقائيا، وإنما جاء لعدة اعتبارات أهمها الجانب الأمني المتعلق بالجرائم الإرهابية التي كانت ترتكبها الجماعات المسلحة، إضافة إلى عدد الضحايا الذين سقطوا في كمائن الجماعات بداية التسعينيات والخسائر في الممتلكات بالقطاعين خاص والعام.
يعتبر العامل الجغرافي لبلدية بوطالب ذو موقع هام واستراتيجي باعتباره يشكل نقطة اتصال بين الولايات وهو مركز عبور لكل القوافل سواء نحو الشمال أو نحو الشرق أو إلى الجنوب عن طريق ولاية المسيلة، كما أن المنطقة تعتبر همزة وصل لكل العناصر الملتحقة حديثا بالتنظيم الإرهابي، بعد تنفيذها لعمليات اغتيال تستهدف عناصر الأمن أو الجيش وأفراد الدفاع الذاتي والمواطنين، وعن طريق المسالك الجبلية يمكن لهؤلاء في ظرف ساعات الوصول إلى إول نقطة ثم الصعود إلى الجبل سواء عن طريق المسلك الشرقي انطلاقا من دواوير الجزار والسلالحة التابعين إقليميا لدائرة بريكة ولاية باتنة وصولا إلى عرش البشاطة ثم جر الحريق وصولا إلى بوطالب أو يتخذون المسلك الغربي عن طريق عرش لقوادر القريب من بلدية بلعايبة التابعة إقليميا لولاية المسيلة وصولا إلى الرمايل ومنه الصعود إلى دشرة أنوال، وهناك مسلك آخر يتخذه القادمون من بلديات القيقبة وجرياط وكندة وجرمية التابعة إقليميا لدائرة رأس العيون ولاية باتنة وصولا إلى عداوة عن طريق منطقة غنية وجبال السفادي ثم التوغل إلى منطقة بني لماي الخاوية على عروشها والخالية من سكانها، بعدما هجروها دون رجعة وصولا إلى جبال تنوت وهي أحد الخطوط الأمامية للجماعات المسلحة، كما يتخذ عناصر الجماعات المسلحة طريقا مغايرا أخر للإفلات من متابعات دوريات الجيش المرابطة في العديد من الأماكن جديدة للجماعات المسلحة.
العامل التاريخي أيضا لا يقل أهمية عن سابقيه من العوامل التي جعلت وجهتنا نحو أفقر بلدية من حيث المورد المالي ناهيك عن الظروف الاجتماعية القاسية التي يتكبدها المواطن في يومياته قبل الأزمة الأمنية وأثناءها إلى غاية استفتاء ميثاق السلم والمصالحة الذي حقق الكثير من المكاسب التي كانت غائبة في الأصل.
الهمجية عدو التاريخ ...
والحضارة الإنسانية
كغيرها من مناطق الوطن عرفت بوطالب هي الأخرى العديد من الأعمال الإرهابية التي أثقلت كاهلها، وغيرت ملامح وجهها القروي، ودست بها في نفق الموت ...غيرت ساكنتها..بلباس الخوف واللاأمن .الجهنمية الإرهابية التي فرضت سلطة المحشوشة والخنجر على المواطنين العزل ..ما أجبر العديد منهم الفرار بجلدتهم من التهديدات تاركين بيوتهم وأملاكهم ومحاصيلهم خلفهم، ومحملين أعباء ما يمكن إنقاذه فقط، تحت الوعيد الذي ينتظرهم في أي لحظة، في ظل غياب تام لأي جهة أمنية بإمكانها إنقادهم من الموت الذي يتربصهم.
ليلة اغتيال المجاهد جكطة الطيب
الإرهاب لم يكن يفرق بين البشر واختار في بداياته الأسرة الثورية من مجاهدين وأبنائهم وأبناء الشهداء لأنهم الفئة الأولى التي لبت نداء الواجب الوطني وحملت السلاح للذود عن الوطن، كان من الرعيل الأول لثورة التحريرالمباركة، وفي بداية الأزمة الأمنية يقول محدثنا رشيد .ع:«توقفت سيارة بالقرب من المدرسة الابتدائية أنقال مسعود المحاذية لمقر البريد، حيث كانت الساعة تشير إلى التاسعة ونصف صباحا لينزل أربعة أشخاص مدججين بأسلحة نارية ثم اقتربوا من المجاهد جكطة وهو جالس رفقة بعض الأشخاص وأفرغوا فيه رصاصاتهم الجبانة ثم لاذوا بالفرار”، يضيف محدثنا، “في تلك الفترة كان هنالك غياب تام للسلطات الأمنية حتى فرقة الدرك الوطني التي كانت تتواجد بالقرية لم يكن باستطاعة أفرادها فعل أي شيء، إلى غاية ان انخرط أبناء بوطالب في الحرس البلدي والدفاع الذاتي، لتتحول الأعمال الإرهابية إلى حرق المدارس والمرافق العمومية ومزارع المواطنين العزل، ثم الاستيلاء على الأنعام والمواشي، وقتل المواطنين ونهب الأموال .
ونحن نقوم بهذه الاستطلاع تراء لنا رجل في عقده الخامس، وكأنه أراد أن يقول شيئا لم يكن بمقدوره أن يبوح به هكذا، إلى أن أشار الينا محدثنا بأنه وقع في كمين نصبه الإرهابيون في منطقة الخرزة، ولكن مشيئة الله أنقذته من جبروتهم بشكل دراماتيكي، فشدنا الفضول إلى سماع القصة منه قال سعيد .ب: “بأنه في بداية شهر مارس سنة 1994 وهو عائد من منطقة الرمايل، بعد يوم شاق قضاه في البحث عن ثلاثة أبقار من قطيعه وبعدما يئس من العثور عليها قرر العودة إلى “الجر” ويقصد هنا أسفل الجبل أين يتواجد السكان والأهل، لكنه كان يجهل أن العناصر التي كانت تقوم بإقامة سد مراقبة هي جماعة إرهابية ترتدي لباس عناصر الجيش والدرك، حتى اطمئن قلبه ونزلت السكينة على محياه، إلى أن وقعت عيناه على شخص يرتدي لباسا أفغانيا ذو لحية طويلة يحمل رشاشا، هنا أدرك أنه وقع في الكمين، وأن أيامه صارت قاب قوسين أو أدنى، تقدم بجراره الفلاحي وكانت الساعة تشير إلى الغروب، فأوقفوه ثم تقدم منه شخص ملثم كان يبدو من خلال لهجته أنه من حواشي المنطقة فقاموا بتفتيشه ليعثروا على علبتي السجائر ووالمالكة “مسحوق الشمة”، فاستحق له أخذ نصيب من العذاب والتأديب الإرهابي الذي كانوا يعتمدونه في أبجدياتهم الإرهابية، ثم أحرقوا له الجرار وتركوه يتألم من شدة العذاب النفسي والمعنوي اللذين لحقا به.
عائلة عبسة تستذكر
اغتيال ابنيها لخضر وأحمد
يقول محدثنا رشيد .ع بأنها ليلة تشبه أفلام هيتشكوك، حينما أقدم الإرهابيون سنة 1996 ليلا على اغتيال عبسة احمد وهو ابن الشهيد عبسة صالح الذي استشهد في جبال بوطالب نهاية الخمسينيات، يسترجع محدثنا أنفاسه ليروي بألم كيف تسلل المجرمون إلى داخل بيت هذا الاخير أين كان يقطن بمفرده،يمتهن حرفة البناء يعمل عند الخواص وهي المهنة التي يزاولها من أجل قوته، وما إن ولج الضحية بيته حتى انقضوا عليه ثم قاموا بتكبيله وذبحوه من الوريد إلى الوريد، غير آبهين بصراخه ولا بتوسلاته، ليتركوه في منظر أرعب الحيوان ما ما بالك بالإنسان .
نفس المصير عرفه الضحية عبسة لخضرا لمدعو “باسكال” وهو ابن عم الضحية احمد، حيث في حوالي الرابعة مساء أقدم أربعة إرهابيين مدججين بأسلحة نارية “كلاشينكوف” إلى مسكنه ثم قاموا بالمناداة عليه، وما إن أطل عليهم حاولوا جره إلى السيارة في محاولة لاختطفاه لكنهم لم يفلحوا أمام ردة فعله وبنيته وصلابته فقاومهم مقاومة الأبطال، يضيف محدثنا الذي يعتبر ابن أخ الضحية وبحسرة وألم على فقدان عمه، بأن الإرهابين حينما تأكدوا من فشلهم في استدراجه إلى سيارتهم وعدم فلاحهم في كفة جره وتكبيله، اطلقوا عليه وابل الرصاص من رشاشتهم فأرادوه شهيدا، وكانت رصاصاتهم الحقودة كافية لإزهاق المئات بدل شخص لم يستطيعوا مقاومته، وجعلهم يصابون بالخيبة والفشل، وكان معروف عن الشهيد لخضر حبه للخير ورفضه لما يحدث بقريته، بعد اغتيال ابن عمه أحمد.
لم يسلم من الجرائم الإرهابية لا الرعاة ولا النساء ولا الشباب ولا الشيوخ وحتى الحيوان كلهم أمام أبجديات المحشوشة والهبهاب والخنجر سواء، تلك أمانيهم في عقيدة القتل بعد انتقالنا إلى دوار قنيفة وهي بيوت مترامية الأطراف هادئة كهدوء سكانها، هذه البقعة التي يكبر عمرانها تدريجيا تحت سفوح الجبل مازالت تستذكر حادثة اغتيال راعيين من عائلة واضح، مع بداية 1997 حيث باغتتهما جماعة مسلحة وهما عائدين بقطيع الغنم من الرعي فأمطروهما برصاص البغتة فسقطا شهيدين، ثم حمل الإرهابيون بندقيتهما ولاذا بالفرار.
حادثة اغتيال 7 أشخاص من عائلة جوادة
ونحن بصدد البحث عن الصور الأكثر دموية في تاريخ المنطقة أشار الينا محدثنا بأنه مع بداية 1997 قامت الجماعات الإرهابية بالهجوم على حفل زفاف أقيم بقرية “قبر دلح” فباغتوهم ثم أمطروا عليهم وابل رصاصهم فأستشهد سبعة أفراد من عائلة جوادة دفعة واحدة، بما فيهم العريس الذي كانت ليلة زفافه، فبقيت الصورة عالقة في ذاكرة القرية وكل السكان الذين تضامنوا مع الضحايا
وزير الداخلية نورالدين بدوي الرجل الأكثر حضورا في ذاكرة بوطالب،
حيث دأب وزير الداخلية نورالدين بدوي لما كان واليا على ولاية سطيف حضوره شخصيا رفقة السلطات المدنية والعسكرية، كل المآتم التي عرفتها منطقة بوطالب مقدما دعمه لسكان القرية وتضامنه المطلق مع أهالي الضحايا، وهي صورة أيضا يقول ممن تحدثنا اليهم أنه يعتبر المسؤول الوحيد الذي زار المنطقة في عز أزمتها الأمنية وحضر أيضا جنازة الراعيين اللذين أغتيلا وجنازة عائلة جوادة،
كما حضر أيضا جنازة رجالين من الدفاع الذاتي من أبناء بوطالب اللذين شاركا في عملية التمشيط التي قامت بها وحدات الجبش الشعبي الوطني بجبال البابور أين سقطا شهيدين وهما بوقمجة ولبقع بعد انفجار لغم زرعته الجماعات الإرهابية في المسالك الجبلية وأصيب على إثرها قائد أفراد الدفاع الذاتي جكطة حكيم.
غار بيان، كرومة الحلوف، أفقان، حدادة، بني لماي، مناطق يجهلها القاموس
تبدو الأسماء غريبة نوعا ما لكنها في الحقيقة أسماء تعكس صورتها الطبيعية،وأبعادها التاريخية، فضولنا الإعلامي دعانا إلى استكشاف ونفض الغبار عن هذه الأماكن التي صنعت مجد ثورتنا التحريرية العظيمة، وأرغمت فرنسا على العودة من حيث أتت، فلم تستطع غطرسة الاستعمار أن تدخل هذه المناطق التي حولتها فصائل جيش التحرير الوطني إلى مركز يفصل الولاية التاريخية الأولى الأوراس نمامشة والولاية التاريخية الثالثة القبائل الكبرى، تحت امرة العقيد الشهيد عزيل عبد القادر البريكي، الخلفيات التاريخية جعلت هذه المناطق الجبلية القواعد الأمامية ومراكز عبور لكل الجماعات الإرهابية القادمة من الغرب ومن الشرق والجنوب، فوجود المياه العذبة بقمم الجبال والجنان ذات الاشجار المثمرة ساعد هذه الجماعات على البقاء مدة أطول بها، وساهم فرار السكان والأهالي منها في توالد جماعات الموت.
عطيط الله وحيلي، ضحيتان بكرومة الحلوف
ونحن نحاول معرفة المزيد من الحقائق التي نجهلها والغائبة عن ذاكرة الوطن،صور من بطولات أبناءها المخلصين ممن تركوا أرواحهم عالقة في سماء الوطن، وممن فقدوا أطرافهم السفلية جراء القنابل التي زرعها الإرهاب في المسالك والجبال، من بين هؤلاء حيلي وعطيط الله من الدفاع الذاتي، اللذين فقدا رجليهما فداء للوطن بمنطقة كرومه الحلوف المتواجدة بمنطقة أفقان.
“أفقان “ شيد على قمتها المرحوم الشاذلي بن جديد بيتا لعلاج ابنه
حسب الروايات المتداولة بالمنطقة فإن هذه الأخيرة شيد على سفوح جبالها الرئيس الجزائري السابق المرحوم الشاذلي بن جديد بيتا في أعلى قمة جبل أفقان لمعالجة أحد أبناءه من مرض تنفسي أصابه في منتصف الثمانينيات، حيث أشار عليه ونصحه أطباء أجانب بمنطقة أفقان التي تتمتع بحظيرة غابية نادرة، تنوعها أشجار الزرز الحلبي والصنوبر والضر والصرو وغيرها من الاشجار العتيقة، إلى جانب الثروة الحيوانية والمياه المعدنية التي تنبع من الصخور، إضافة إلى الأوكسجين الخالي من أي تلوث.
معركة “التباني” الشهيرة والمصالحة جسر لتجمع رفاق السلاح
شاركت مجموعة من مجاهدي جيش التحرير الوطني المغتربون بفرنسا، في الاحتفالات المخلدة لذكرى الـ8 ماي 1945 التي احتضنتها ولاية سطيف مؤخرا، حيث تنقل حوالي 20 مجاهدا ممن شاركوا في معركة “تباني” وهي نسبة إلى قائدها من بلدية “أولاد تبان” وبقوا يستذكرون رفاق السلاح من الشهداء والمجاهدين وكيف قضوا أيامهم العصيبة تلك، الوقفة التذكارية التي استوقفت جيل الثورة ما كان لها أن تقام لولا عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع المنطقة بكاملها بفضل استفتاء ميثاق المصالحة الذي بفضله عاد الأهل والسكان إلى ديارهم التي هجروها طيلة سنوات الجمر، حيث لقي المجاهدون كل الترحيب من طرف رئيس البلدية الذي قاسمهم وجبة الفطور، وهي المبادرة الأولى من نوعها يعود فيها أسود الثورة إلى استحضار الماضي الذي ساهموا في صنعه بالنفس والنفيس.
بوطالب في عز المصالحة الوطنية والوئام
رغم المآسي والخسائر التي لحقت بالبلدية، إلا أنها ظلت وفية لتاريخها النوفمبري، ولأبنائها شهداء الثورة والواجب الوطني، فبالرغم من أن سجلها لم يشهد التحاق أي شخص من أبائها بالجماعات الإرهابية، بل بالعكس دفعت ابناءها قربانا لحماية الوطن، حيث أن جل أفراد الجماعات المسلحة كانوا من الولايات القريبة ومنطقة بوجليخ القريبة منها، هذه الأخيرة بفضل قانون الوئام والمصالحة الوطنية عاد أبناؤها إلى جادة الصواب ونزلوا من الجبل تائبين من أمثال عائلتي “ش” و«م”، اللذين سلما فسيهما لمصالح الأمن مرفوقين بأسلحة رشاشة وذخيرة، ما جعلهما يستفيدان من ظروف العفو واندمجا في مسعى المصالحة الوطنية الذي أقره رئيس الجمهورية عن طريق استفتاء شعبي، الهدف منه تجنب الكثير من الأتعاب التي كادت تعصف بالبلد، طاويا بذلك أكبر حقبة دموية شهدتها الجزائر في تاريخها، مخلفة مئات ألاف من القتلى وتهديم البنية التحتية للبلاد، ليجنب الجزائر مسلسلا دمويا لا نهاية له .